صادق الصندوق المصارع البغدادي الساحر هل هو لغز محير؟

صادق الصندوق المصارع البغدادي الساحر هل هو لغز محير؟

حسين الطائي
شكل المصارع العراقي المعروف صادق الصندوق لغزاً حير الكثير من المهتمين في عالم المصارعة. حيث خلط بين السحر والرياضة فمنهم من قال بأنه ساحر من حيث الألعاب البهلاونية والاحتفالات التي كان يقوم بها هذا المصارع من أعمال سحرية تذهل المشاهدين. ومن خلال عملي في مصفى الدورة تعرفت على هذا المصارع وفي يوم ما دعاني إلى بيته بعد أن نشأت علاقة قوية بيني وبينه وقدم لي مجموعة من الصور في نزالاته وبطولته في المصارعة

منها استلام كؤوس وتقليده أوسمة رياضية من مسؤولين ومن ملوك وأمراء عدد من الدول في نزالاته التي جرت له في الهند والباكستان وايران وتركيا والعراق. كما شاهدت صورا شخصية له وعلى صدره أكثر من أربعين وساماً من مختلف دول العالم والعراق. وفي يوم ما دعاني أيضاً في احتفالية جرت له سنة 1969 وعلى مسرح نقابة النفط والتي حضرها رئيس النقابة وعدد كبير من المسؤولين وما أن افتتحت الستارة ظهر على المسرح وبيده شيش وهذا الشيش قطره إنجان أخذ يلويه على يده اليسرى وأصبح شبه السبرنك بعدها أعاده كما كان وبين إعجاب وتصفيق وهتاف قدمت له صينية صفر عرضها أكثر من متر ووزنه أكثر من 50 كيلوغراما وإذا به يقطعها إلى أكثر من عشر وصل، وفي عام 1966 حيث جرت احتفالية له على ملعب الكشافة حضره وزير المواصلات حيث امتلأ الملعب بالجمهور الذي يقدر بعشرة آلاف متفرج. وقد أحضروا له سيارتين من نوع بيكب ثم شدوا يده اليمنى بالبيكاب بحبل غليظ ويده اليسرى بالبيكب الآخر وما إن إنطلقت البيكبات بأقصى سرعة وإذا به وبقوته الخارقة يطبق الحبلين وعجلات البيكمبات تفتر بوش مخلفة وراءها عجاجاً وقد صفق له الجمهور. بعدها قدم عرضا جميلا حيث نام على مجموعة كبيرة من القناني وهي مهشمة ومكسرة قامت إحدى البيكبات بدهسه وصعدت على جسمه عدة مرات بعدها نهض ولم يصب بأذى وقام وهو يحيي الجمهور. وفي نهاية الستينات اعتقل صادق الصندوق. ويقول جميل الطائي الباحث في عالم الزورخانة «أثناء تواجدنا في المعتقل تبين أنه اعتقل لمراسلته وعلاقته بضابط كبير في باكستان، في المعتقل كان يقوم بالألعاب الرياضية والحيل السحرية كنا نستمتع بها كثيراً وكانت هوايته الملاواة بالأيدي وتمزيق الصواني النحاسية بيده المجردة بالإضافة إلى الحركات البهلوانية على المارة في أحياء وأزقة بغداد ومنها قيامه بوضع رأسه على الجدار أو الحائط ومن ثم يقدم مكافأة مالية لمن يستطيع من اولئك المارة ان يبعد رأسه عن الجدار ولو لسنتمتر واحد وكانت المراهنات تنهال عليه وفي يوم ما صادف مرور المصارع الكبير الحاج حسن كورد فشاهد هذا المنظر وتحدث معه واتخذه تلميذاً له في زورخانه الدهانة وبذلك احتضن هذا البطل الكبير حسن كورد ورعى هذا البطل صادق الصندوق الذي أصبح له اسم وشهرة واسعة في ميادين المصارعة العراقية وقد نازل العديد من أبطال العالم في المصارعة، ولد هذا البطل في مدينة الكاظمية سنة 1913 وتوفي في منتصف السبعينيات من القرن الماضي». ولو تحدثنا عن الزورخانات الموجودة في بغداد بالأخص منها زورخانة قنبر علي وزروخانة صبابيغ الآل فإن من أبرز المصارعين في تلك الفترة التي كانت هذه الزورخانات تجري فيها نزالات مستمرة يومياً منهم صادق الصندوق والحاج غني صيوان وجميل أبو اليلو وعباس الصندوقجي ومهدي رنو ومجيد لولو وموسى ابن أبو خبرة والحاج حسن كورد ومجيد كسل وحميد عبد علي الملقب بـ حميد ليوه والمصارع الكبير عباس الديك وهناك ثلاثة متصارعين أبطال هم موسى إبن أبو طبرة والحاج حسن كورد والمصارع طه لاوي الكردي حيث ذهب إلى البصرة لوجود مصارع هندي له شهرة واسعة في الهند ونازله على إحدى البواخر الموجودة في الخليج وتغلب عليه وما إن وصل إلى بغداد حيث استقبلته الجماهير بالأهازيج والأفراح في محلة سراج الدين في بغداد. ومن المصارعين البارعين المعروفين البطل عباس الديك وأول نزال له كان مع المصارع الهندي حسين غلام في عام 1921 كما نازل المصارع أغا صدري وفاز عليه كما فاز على المصارع صادق بلو فروش. كما فاز على المصارع الألماني الشهير كرايمر. ولا ننسى المصارع الفيلي مجيد كسل، لقد نازل هذا المصارع العراقي البارع حيث فاز على المصارع المصري المشهور عثمان والذي نازله في زورخانة بني سعيد في بغداد وقد تغلب على المصارع التركي المشهور أيضاً وكان هذا النزال برعاية الوصي عبد الإله وكبار رجال الدولة. والحديث عن الزورخانة في العراق طويل كونها كانت الرياضة المفضلة في الثلاثينات والأربعينات وحتى يومنا هذا في بعض الدول المجاورة. والمصارعة كانت تمارس مع الطقوس الدينية ولها قوانينها الخاصة.