من قائمة أفضل الروايات..  انعطافة النهر  (رقم 90) للروائي نايبول

من قائمة أفضل الروايات.. انعطافة النهر (رقم 90) للروائي نايبول

إعداد وترجمة: ابتسام عبد الله
إن الرؤية الجهنمية ف. س. نايبول لطريق شعوب أفريقيا للاستقلال، أظهرته عنصرياً، ومع ذلك، فإن هذه الرواية هي من أفضل أعماله. ونايبول في عام 2007 كان في أوج عطائه، وأصبح من أعظم كتّاب النثر باللغة الإنكليزية. و"انعطافة النهر"التي كتبها نايبول بتلك بتلك الرؤية الخلاقة، التي يقول عنها"تبقى غامضة"وهي قد تكون الأكثر إثارة للمشاعر الداخلية للمؤلف.

و"سالم"القادم من الساحل الشرقي لأفريقيا ومن عائلة تمارس التجارة، أسس عائلة ووضع جذوره في أرض أفريقية غير معروفة، كتاجر، وفتح محلاً في مدينة بلا إسم، عند انعطاف النهر، وسالم مثل نايبول نفسه، واقع تحت وهم عمله، ويعلنان في نفسيهما"أن العالم هو هكذا، ومن يسمح لنفسه أن لا يصبح شيئاً، لن يملك مكاناً فيه".
ويتساءل نايبول، أهذه الكونغو؟ متذكراً رحلة قام بها الى كينشاسا في عام 1975، ورؤيته متخيّلاً منظراً طبيعياً، ويتذكر بوضوح مرة أخرى المنظر الطبيعي للمدينة التي فتح فيها سالم دكّانه، كانت عربية أولاً ثم تم استعمارها لتصبح مجتمعاً قبليّاً مصغراً جاهلاً وثرياً ومحتقراً للإنسان.
وقصة سالم وهو دكتاتور أفريقي بسبب اندلاع موجة قتل عنيف وقصة حب مؤلمة عقدته، إن بدء أعمال العنف سيكون دافع الرجل الكبير للتدخل. ونايبول الذي ينحدر من عائلة هندية مثل"سالم"، بلغت نظرة هذه الأعمال الشريرة وخطورة المشهد في الوقت نفسه يكون لا يحتمل بسبب الخشونة في التعامل والوحشية، وقصة سالم تصور مشهداً للفوضى والتراجع في لحظة من ما قبل الاستعمار، ذلك الأمر الذي جعل من نايبول غير قادر على توجيه التهم المتعلقة بسياسة مرتدة.
وفي النهاية وعندما يلح إدوارد سعيد في مهاجمة الرواية ويقول"إن العداء للإسلام، وللعرب، ترشح رواية"انعطافة النهر"لنيل جائزة البوكر في عام 1979، ربما لأن نايبول كان قد حصل عليها في عام 1971 وكان آنذاك في دولة حرة، كان يمر بها.
وعندما قابل أحد الصحافيين نايبول في عام 2008، لم يبد اهتمامه وكان آنذاك قد رشّح لـ (نوبل).

عن"الغارديان"