تظاهرات العمال وإضراباتهم.. شيءٌ من تأريخها

تظاهرات العمال وإضراباتهم.. شيءٌ من تأريخها

شهاب أحمد الحميد
كان من الطبيعي أن تبرز الحركة العمالية في العراق وبقوة بسبب تعنّت السلطات الحكومية وأصحاب رأس المال للشركات الاحتكارية وعدم استجابتهم لمطالب العمال المشروعة في زيادة الأجور، حيث كان يعيش أغلب العمال في حال دون مستوى الفقر والكفاف وطول ساعات العمل المضنية في الأعمال الشاقة مما بلور لدى العمال ضرورة المطالبة بزيادة الأجور وبما يتناسب مع توفير الحد الأدنى من العيش كالمأكل والملبس والصحة للعمال وعوائلهم،

ناهيك عن التربية والتعليم. ومطالبتهم بثماني ساعات عمل وعدم استغلال المرأة العاملة والأحداث في الأعمال الشاقة والصعبة والخطرة (وكان أول شهيد عمالي عام 1920 في 24 -5-1920 وهو نجار أخرس في بغداد شيّعته الجماهير في اليوم الثاني ومنحته لقب شهيد الوطن).
وفي خضم هذا الكفاح فقد خاض العمال في باكورة نشاطهم المنظّم بقيادة محمد صالح القزاز إضرابين لعمال السكك حيث اندلعت في (1930-1931) حوالي (1000) عامل في معامل سكك الحديد في بغداد في 3-12- 1930 واستمر الإضراب ثلاثة أيام بسبب تقليل الأجور بنسبة 6-10% وانتهى بانتصار جزئي للعمال. في نهاية شباط 1931 أعلن (1200) عامل من عمال السكك في بغداد في 5-7-1931 وبعد عشرة أيام عمّ الإضراب إذ بدأ في 15-7-1931 واستمر حتى 19-7-1931. حيث قامت تظاهرة جماهيرية في بغداد وكذلك في البصرة فقد كانت التظاهرة في البصرة أكبر وتحولت الى صِدامات دموية مع الشرطة.
قام اتحاد عمال الميكانيك بقيادة القزاز بعد أن تحررت من الموظفين الكبار الذين انضموا بأمر الحكومة من أجل إفسادها وكان ذلك في عام 1932 وقد جمعت هذه المنظمة حولها العمال النشطين والمستخدمين وقد وجد القزاز صلة مع حزب العمال البريطاني وكذلك مع قادة النقابات الإصلاحية في ألمانيا.
كان أول إضراب كبير نظم للعمال في بغداد وهو إضراب عمال السكك في الشالجية سنة 1927 وكان هذا الإضراب الناجح باكورة الحركة النقابية العمالية البرولتارية في العراق. وقد تأسست أول نقابة عمالية في العراق بعد سنتين من الإضراب أي في 1929 .
في 23 نيسان 1948 أضرب في حديثة والمحطات الأخرى نحو(700) عامل في حديثة و(كي3) وكان المطلب الرئيس هو الاعتراف بحق التنظيم النقابي. وكان من أبرز مظاهرها هو مساندة الفلاحين وجميع الكادحين من سكنة حديثة وقراها لإخوانهم العمال المضربين مادياً ومعنوياً فقدر فض باعة الخبز أن يتسلموا من العمال ثمن خبزهم. وقد- تحرك من حديثة في الصباح الباكر في اليوم الحادي والعشرين من الإضراب المصادف 13-5- 1948 في طريقهم الى بغداد، وقد قاوم العمال السير الشاق والعطش والجوع ببسالة جديرة بهم وحملوا رفاقهم المتعبين على أكتافهم.وانتهت المسيرة في يوم 15-5-1948 عندما بلغ العمال الفلوجة وبعد مسيرة ثلاثة أيام منهكة، حيث أعلنت الأحكام العرفية، فقد أوقفت الشرطة المسيرة واعتقلت قادة الإضراب ومنظميه، وبعد ثلاثة أيام انتهى أطول إضراب قام به عمال العراق. - إضراب عمال بواخر الحفر في أواخر سنة 1949 حيث أضرب أكثر من 600 عامل لمدة ثلاثة أيام ونال العمال مطالبهم.
- وإضراب شركة النفط في البصرة في شباط 1950، حيث أضرب في آب 1950 350 عاملاً في شركة كري مكنزي في البصرة (الدوكيارد) لمدة تسعة أيام والعمل بالقطعة. وإضراب عمال شركة الغزل والنسيج العراقية في بغداد ودام الإضراب 12 يوماً، واستطاع العمال فرض نقابتهم في التفاوض عنهم وفازوا بإلغاء نظام العمل بالقطعة مع زيادة (50) فلساً في الأجور اليومية، فقامت الحكومة بإحراق مقر النقابة انتقاماً منهم. كما - في شباط 1951 أضرب (2000) عامل في شركة نفط البصرة لمدة (13) يوماً، وفازت ببعض مطالبهم، كما أضرب في بغداد عمال النسيج في معامل فتاح باشا وصالح إبراهيم في الكاظمية والأعظمية لمدة(3) أيام، وفازوا بإلغاء قرار فصل (300) عامل وزيادة الأجور. في نيسان 1951 أضرب (400) عامل نسيج في المعامل اليدوية في النجف.
-14 تشرين الثاني 1951 إعلان الإضراب العام تأييداً للشعب المصري في نضاله الوطني. أضرب جميع عمال النسيج الآلي واليدوي وجميع عمال السكاير في بغداد، كما أضرب عمال شركة كري مكنزي والميكانيك في البصرة تلبيةً لنداء مكتب النقابات الدائم.
-10 كانون -1952 أغلق المكتب الدائم لمجلس النقابات العمال.
- حزيران 1952 قاد الشيوعيون إضراب العمال العراقيين في قاعدة الحبانية الحربية وقتل في هذه المجزرة عامل عراقي وجرح عدد كبير من العمال وإبعاد 4 عمال من العراق.
- حزيران 1952 أضرب (9009 عمال لمدة ثلاثة أيام في القاعدة البريطانية (الشعيبة) في المعقل في لواء البصرة.
-23 آب-1952 أضرب (3000) عامل في الميناء (المعقل) لمدة ثلاثة أيام مطالبين بزيادة الأجور وإيقاف الفصل الكيفي والانتهاكات وتحسين شروط العمل، ولكن السلطات الرجعية وأجهزتها القمعية أقامت مجزرة وحشية في اليوم الثاني قتل فيها (3)عمال وجرح ثلاثة آخرون. ساندت جماهير البصرة المسيرة وكذلك ساندها الحزب الشيوعي العراقي في بغداد، وحقق العمال مطالبهم ما عدا النقابة.
وفي شباط 1952 أضرب ألف عامل في الفاو ولمدة ثلاثة أيام، فازوا بزيادة أجورهم ورفض طلبهم بالعمل نصف دوام يوم الخميس. وفي-1952 أضرب 600 عامل في شركة الدخان الأهلية. وفي-22-24 تشرين الثاني 1952 بدأ الإضراب السياسي الذي قام به العمال خلال انتفاضة تشرين وكان لهم الدور البارز في التهيئة للانتفاضة والمساهمة فيها.
-مايس/ أيار 1953 أول إضراب بين عمال مشروع مصفى النفط في الدورة في بغداد 1953، أضرب عمال النفط في الدورة في بغداد، وقد انتهى الإضراب في نفس اليوم بعد أن فاز العمال ببعض مطالبهم.
-8 كانون الأول 1953 أضرب عمال السكك ليوم واحد احتجاجاً على تأخير دفع رواتبهم، فحققوا فيه مطلب عدم تأخير دفع الرواتب. وتشرين الثاني أضرب عمال اللاسلكي في الميناء ويقدر عددهم بـ (150) عاملاً لمدة تسعة أيام، لبّيت أكثر مطالبهم. وفي -5 كانون الأول 1953 أضرب عمال نفط البصرة، وقد اكتسب إضراب عمال النفط في سبيل مطالب اقتصادية أهمية سياسية.
في اليوم الحادي عشر للإضراب 51-12- 1953 أطلقت الشرطة النار على العمال المتظاهرين فجرح عدد منهم كما أطلق أحد موظفي الشركة الانكليز النار على عامل فجرحه، فنظم الحزب الشيوعي إضراباً عاماً في البصرة احتجاجاً على الأساليب الدموية التي استعملتها الحكومة ضد العمال وإسنادها للشركة الاحتكارية الاستعمارية أجرت الشرطة العراقية بإشراف سعيد القزاز الاعتقالات بالجملة بين العمال المضربين ومؤازريهم من عمال وطلاب وكادحين ونقلتهم مباشرة الى سجن نقرة السلمان الصحراوي وقامت الشركة بفصل العمال بالجملة وتحت ضغط هذه الإجراءات وبطش الأحكام العرفية، انتهى الإضراب بعد(13) يوماً من دون تحقيق مطالب العمال المضربين.
- إضراب عمال مصلحة نقل الركاب وعددهم (300) عاملا لمدة أربعة أيام، وأعلنوا تأييدهم لعمال نفط البصرة المضربين كما قدّموا مطالبهم وفازوا بها. وإضراب أكثر من (200) عامل من شركة تاجريان الهندسية في البصرة تأييداً لعمال النفط وفازا بمطالبهم الخاصة.
- 16 كانون الأول 1953 إضراب عمال السكاير واحتل المرتبة الثانية بعد إضراب عمال السكك.. -في 16 كانون الأول وهو اليوم الحادي عشر من الإضراب، هاجمت الشرطة المعامل بالسلاح وأخرجت العمال المعتصمين بعد أن جرحت عدداً منهم واعتقلت عشرات العمال وأغلقت المعامل، كما احتلت مقر نقابة عمال السكاير. وفي 16-آب- أضرب عمال السكاير مطالبين بفتح نقابتهم وزيادة أجورهم وانتهى الإضراب بعد منتصف الليل بعد تعهد الوزير بوعوده، عاد العمال الى الإضراب بعد يومين واعتصموا في معاملهم وطوقتهم الشرطة وقطعت عنهم الماء والكهرباء والطعام وبذلت الجماهير كل ما في وسعها لمساعدة العمال المحاصرين وبعد يومين فقط فازوا بمطالبهم.
- 14 أيلول 1953 أضرب عمال السكاير إضراباً عاماً ودام الإضراب خمسة أيام وقد طوقتهم الشرطة وقطعت الماء والطعام عنهم، وقد فاز العمال بمطالبهم ماعدا النقابة.