من الصحافة الشيوعية : نهج الأنصار

من الصحافة الشيوعية : نهج الأنصار

بشرى برتو
في مناسبة ذكرى يوم الصحافة الشيوعية، يسعدني ويشرفني أن أتحدث عن صحيفة عزيزة على قلبي وهي"نهج الأنصار"فقد عملت على إصدارها بمساعدة أساسية ومهمة من الرفيقين"أبو تارا"بمعلوماته الوفيرة عن تأريخ الحركة الأنصارية للحزب الشيوعي وخبرته الراسخة في هذه الحركة والرفيق أبو نهران بمواكبته العمل الأنصاري في قاطع بهدينان ومقالاته المحبّبة عن الأنصار ومعرفته بمشاكلهم وتطلعاتهم بسبب العلاقات الودية العديدة التي يمتلكها.

وكان يضعها على الستينسل الرفيق سلام بقابلياته الطباعية المميزة.
ولم نكن نحن أول من أصدرها، فكانت قد صدرت منذ بدايات حركة الأنصار ولا يحضرني تاريخ صدورها السابق ثم توقفت بسبب مصاعب كثيرة عانتها الحركة الأنصارية، وتسلمناها نحن عند صدور قرار المكتب العسكري بإعادة إصدارها.
عملنا سوياً على إصدار نهج الأنصار طوال أعوام 1986 و 1987 و 1988 أي حتى تركت أنا وترك الآخرون مواقع الحركة بسبب استخدام صدام حسين الأسلحة الكيمياوية ضد مواقعنا، وأيضاً بسبب قرار الحزب تقليص الحركة الأنصارية وبالتالي نهايتها.
تمّ إصدار هذه الصحيفة في مواقع الأنصار في خواكورك، وتم طبعها في مقر الاعلام، وبالرغم من الصعوبات العديدة، استطعنا أن نحافظ بشكل مشرف على ما وعدنا به الأنصار حين عودة صدورها في أن تكون صحيفة شهرية. وقد كان للانسجام الكبير في العمل بيننا نحن الثلاثة أثر كبير في ذلك. وأمامي الآن وأنا أكتب هذه الكلمة القصيرة 11 عدداً أصدروا في عام 1987.
كان شكل نهج الأنصار من القطع الصغير ومن 12 صفحة وأحياناً تطبع بسعة صفحة ورق الفولسكاب وكانت تضم أبواباً ثابتة ولتوضيح شكلها سأصفها باختصار:
الصفحة الأولى
افتتاحية لا يزيد عدد كلماتها على 150 كلمة في عمود على يسار الصفحة وهي من الأبواب الثابتة.
عمودان عن أخبار أهم المعارك التي خاضها الأنصار في ذلك الشهر.
الصفحة الأخيرة كرّست لشهداء الحركة وصور عن البطولات التي شهدتها معارك الشهر وللنشاط الأنصاري المتنوع بما فيه النشاطات الثقافية. أما الأبواب الثابتة فكانت:
فعاليات الأنصار البواسل وهو احصاء المكاسب والخسائر عن عمليات الشهر.
من التراث الماركسي اللينيني، وفيه تراجم حول الكفاح الثوري المسلح.
من تجارب حركتنا الأنصارية
علوم عسكرية
بأقلام الأنصار
أخبار القواطع العسكرية
وبقية الصفحات مليئة بأخبار معارك الأنصار وتكريم الشهداء من الأنصار من مختلف السنين.
وبالرغم من هذا الشكل المتواضع نجحت نهج الأنصار في كسب اهتمام الأنصار وانتظارهم بحرارة موعد صدورها، كما زخر بريدها بكلماتهم المرسلة للنشر في باب"بقلم الأنصار»، وكما أعتقد وقد قالها لي الكثيرون، أن نهج الأنصار كانت أقرب من المجلة لا الصحيفة، وإن وصولها الى مواقع الأنصار كان يضيف شعاع أمل وضياءً بين الأنصار البواسل.
ولا يفوتني أن اذكر الرفقة الجميلة والممتعة التي أضافت إلى توجهنا القلبي نحو الأنصار متعة فوق متعة، والتعاون المثمر الذي شهدته اجتماعات لجنة التحرير، وسأبقى أحمل الذكر الطيب للرفاق أبو تارا وأبو نهران وأبو فلاح.
تحية لهم وللأنصار، وتحية لكل من عمل على إصدار وطبع ونقل وتوزيع نهج الأنصار في فترتي صدورها. فقد عكس عملهم الكثير من الشجاعة والأصالة.

من حديث سجل للراحلة بشرى برتو