مسرحية المعلم عبد القدوس للمــــلاح

مسرحية المعلم عبد القدوس للمــــلاح

عرض: سمار الملاح
يجسد الكاتب عبد الغني الملاح من خلال شخصية عبد القدوس (مدرس في احدى المدارس الثانوية وكاتب هاو) سمة الادعاء الكاذب بالنبوغ والتميز وهي لا تمثل شخصية بعينها من المدرسين او الكتاب وإنما شخصية موجودة في مجتمعنا في كل مكان بأشكال مختلفة قد تمثل هذه الشخصية مدرسا او موظفا او محاميا او محاسبا..الخ

ويوضح الملاح بعض من ملامح هذه الشخصية من خلال مقدمة الكتاب. وإليكم المقدمة كما جاءت:
المقدمة
استاذي عبد القدوس:
بعد أن استهواكم التردد في مخيلتي، واتخذتموها مقرا تأوون اليه كلما ضاقت بكم الدنيا - بأمثالكم كثيرا ما تضيق! - رأيت أن ازيحكم من هذه المخيلة الملعونة التي لا تعرف الزجر ولا رد الباب، واقدمكم للقراء للتسلية، وإن كان هذا التعبير لا يليق بمقامكم، فأقدمكم معرفا، من دون تعليق، وإن كان ذلك لا يرضيكم ايضا، فاقترح عليكم أن تنشدوا :
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا,
وَيَسْهَرُ الناسُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ
ولا أعني يا استاذي انكم موجودون حقا بين الأحياء بلحمكم وعبقريتكم، ولا بين الاموات بعظامكم وذكراكم، وانما انا تخيلتكم موجودين، لاعرضكم انموذجا بشريا لعبيد القدوس المنطوين بنبوغهم المدفون في رؤوسهم.
ولا أدري، إذا ما كنت موفقا في تصويركم معلما ألمعيته بين ثنايا طلابه، ولا أدري اذا ما كنتم تودون أن اصوركم موظفا في إحدى دوائر الاستهلاك! او محاميا قديرا حجته في حقيبتة! أو محاسبا فذا لناد من نوادي المصارعة! أو صعلوكا يمشي داخل معطفه!.
ستلاحظون يا استاذي الكبير اني لم احشر عنصر الحب والمرأة في تصويركم، إذا انني لم أقصد جرح احساسكم بذلك. وإنما أشك بوجود من تحبكم، فما أردت اتهامكم بما هو بعيد عنكم كل البعد، وكذلك أشك بأنكم تعرفون كيف تحبون، فما أردت الإساءة إلى الحب، رغم النقص الفني الذي سببه هذا الشك لمسرحيتي هذه.
1953 - 2 - 15
عبد الغني الملاح»
تم طبع ونشر هذه المسرحية في عام 1953م وقد عرفها الملاح على انها تمثيلية تتكون من أربع فصول، الفصل الأول يختار الملاح مكتب جريدة متواضع لتدور الحوارات التي تعكس شخصية عبد القدوس الكاتب الفاشل الحسود الذي يسقط بحواراته ومجادلاته صفاته السيئة على الاخرين منمن يجدهم اكثر نجاحا منه معتقدا انه له الحق في تقييم الاخرين برغم ان الجميع يتفق ان عبد القدوس مدعي وأنه يرسل رسائل الإعجاب لنفسه على أنها من القراء والمعجبين بمقالته أما الفصل الثاني فتدور الأحداث في غرفة بيته وقد وضع السرير في صدر الغرفة. ركز الملاح في هذا الفصل على إظهار الشخصية المغرورة المتعاظمة لعبد القدوس فقد اتفق مع أحد طلابه بنشر نبأ مفاده أن الأستاذ عبد القدوس مريضا وكان الأخير متأملا زيارات من الشخصيات الكبيرة للاطمئنان عليه ولكن النتيجة لم يأت لزيارته غير مجموعة من طلابه الذين سببوا له المتاعب داخل غرفة الاستقبال. أما الفصل الثالث فكان الصف الخامس ثانوي اي (مرحلة البكلوريا) في ذلك الوقت هو مكان الحدث هنا يظهر الملاح غرور وتعجرف عبد القدوس الذي يطلب من طلابه أن يحفظون مقالته بدلا من قصيدة المتنبي لان مقالته حسب رأيه ذات اهميه ومفيدة وخلال الحوار مع الطلبة نرى ان عبد القدوس يضع نفسه بمنزلة المتنبي وينتقص ناقدا الشعراء والكتاب الاخرين مثل طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم والزيات والصاوي وأمير الشعراء أحمد شوقي وزكي مبارك.
أما الفصل الأخير فتدور الأحداث في مخزن صغير جدا يعرض البائع بضاعته من جوارب نسائية والمناشف وأشياء أخرى، عبد القدوس في هذا الفصل يحشر أنفه فيما لا يخصه فيبدي رأيه عندما تأتي الزبونات إلى المخزن ويحاول جذب الانتباه بالتعليقآت السمجة لينبه الزبونات انه يكتب المقالات. تنتهي المسرحية في هذا الفصل وتكون نتائج البكلوريا قد أعلنت وكان معظم الطلبة مكملين بمادة اللغة العربية ومع هذا يضع اللوم على الطلبة الراسبين.