سامي الأحمد.. ثروة معرفية

سامي الأحمد.. ثروة معرفية

باسم عبد الحميد حمودي
هذه مناسبة عزيزة للاحتفاء بشخصية ثقافية عراقية نادرة هي شخصية الباحث الأستاذ الدكتور سامي سعيد الاحمد، وهو شخصية أكاديمية نذرت جهدها لخدمة الثقافة العراقية عبر دراستها لتاريخ العراق القديم والانغمار في تفاصيله المعقدة الممتدة حضارياً إلى يومنا هذا، والتأسيس بعد ذلك لمدونات معرفية في هذا التاريخ تكشف عن قدرة هذا الإنسان المتألق على التأثير والكشف والاضافة،

عبر منهجه التحليلي في التعامل مع الاثر التاريخي مناطقياً، جغرافياً وانصرافه إلى الكشف الدلالي اللغوي للمفردة الآثارية وعبر بحثه الميداني في صحارى العراق وسهوله عن الآثار العراقية ومشاركاته في المؤتمرات الدولية حول تاريخ العراق القديم في الداخل والخارج وترجمته الدقيقة لملحمة جلجامش عن لغتها الأصلية ومؤلفاته الكثيرة في العراق القديم ولغاته، وكتاباته في تاريخ الخليج العربي وتاريخ فلسطين، ودراساته في اللغات العراقية القديمة، وبحوثه القيمة عن سميراميس والسومريين وعن الاصول الأولى لأفكار الشر والشياطين وغير ذلك.
ان أ.د.سامي سعيد الأحمد ثروة معرفية لا تكتفي بايراد المعلومة التاريخية بل بضخ التفاصيل الدقيقة حولها ودراسته في الشر والشياطين دراسة نموذجية تعد سياحة فكرية متكاملة في دافعية الشر وفي رموزه واشكاله لدى الشعوب والأوهام الشائعة حوله كما ان دراساته في الحيوانات - والنباتات وآثارها على الإنسان العراقي القديم في سلسلة مقالات نشرتها مجلة (التراث الشعبي) في الثمانينيات تعد دراسات مؤسسة يرجع أليها كمصادر غنية.
ولسامي الاحمد حضور معرفي تاريخي دولي تجلي في صداقته للأستاذ توينبي واحترام مؤرخي العالم القديم له في شتى جامعات العالم وحضوره الدائم والمتميز لمؤتمرات البحث التاريخي في العالم القديم في الجامعات الأوروبية والأمريكية.