لمحات من سيرة المؤرخ  د. فيصل السامر ومواقفه

لمحات من سيرة المؤرخ د. فيصل السامر ومواقفه

د. نجاح هادي كبة
المؤرخ الاستاذ الكبير د.فيصل السامر (1925 – 1982) من اعلام المؤرخين العراقيين له مؤلفات عدة في مجال تخصصه منها (ثورة الزنج، 1954 بغداد). (العرب والحضارة الاوربية 1977 بغداد)، (ابن الاثير، 1983م، بغداد) وله نشاط سياسي في العهدين الملكي والجمهوري، فقد فصل العام 1954 من الخدمة مع من فصل من الوطنيين بسبب مواقفهم من حلف بغداد،

بعد ثورة تموز العام 1958 اسهم بشكل فعال في الحياة الثقافية والسياسية وتعاون مع الحزب الوطني الديمقراطي وكان موضع ثقة مؤسس الحزب الاستاذ كامل الجادرجي، لكنه بقي مستقلا سياسيا، تسنم منصب وزير الارشاد العام (1959 – 1961).
كتب عنه الاستاذ حميد المطبعي في موسوعته (أعلام العراق في القرن العشرين، ج2) (انه عالم بالتاريخ كانت له مواقف وطنية وقد اسهم في الحياة الثقافية اسهاما لامعا ونقل عنه رأيه في التاريخ والمؤرخين اذ قال : ان المؤرخ في رأي الدكتور السامر، لا يكون مجرد راوية أمين لأحداث الماضي فقط، فهذا واجب من واجباته فحسب، ان الواجب الاكثر اهمية واصالة في ان يكون المؤرخ طرفا نشيطا في تفسير احداث عصره تفسيرا واعيا). وقال :(اذا كان من واجب المؤرخ ان يكون بين القوى المنظمة للحياة الحاضرة والمساعدة على دفعها الى الامام، فان مؤرخينا مدعوون الى ان يسلطوا الضوء على الحلقات المضيئة والعلامات الدالة على حيوية الحضارة العربية كي نجعل التاريخ حافزا من حوافز نضالنا ونهوضنا الحديث) ولم يكتف السامر بأهداف التاريخ العامة بل اهتم ايضا بالأهداف الخاصة او السلوكية الاجرائية وكما يسميها التربويون – فقال :(تعمل التربية على ان يحب الطالب تاريخ قومه الذي هو منبع الحياة الروحية له وتعلمه في نفس الوقت تقدير عبقرية الاقوام الاخرى وتنمي فيه الطموح الى حضارة عالية انسانية يسهم فيها جميع الشعوب كل حسب قابليته). وتعدى السامر الاهتمام بمجال تخصصه في التاريخ الى افاق وطنية مهمة في نظراته الى واقع مجتمعه العراقي فقال : (يجب ان توفر المدارس المهنية الكافية لتخريج افواج لا من المتعلمين الصالحين للتعليم الجامعي النظري فحسب بل من ذوي الاختصاص المهني التكنيكي مادامت بلادنا مقبلة على نهضة صناعية)، وبذلك فان السامر ربط بين التعليم النظري كالتاريخ والتعليم المهني لان احدهما يكمل الاخر ويصبان في بناء الوطن.