كيف كانت آثار العراق تنقل الى اوربا؟   أسرار وخفايا الصراع الدولي على آثار الشطرة..

كيف كانت آثار العراق تنقل الى اوربا؟ أسرار وخفايا الصراع الدولي على آثار الشطرة..

شاكر حسين الشطري
شهد القرن التاسع عشر نشاطاً ملحوظاً في ميدان التنقيبات الأجنبية في العراق، وقد تنافست البعثات الأثرية الفرنسية والبريطانية والألمانية والأمريكية على نحو خاص في الحفر والتنقيب في المواقع الأثرية وتهريب نفائس المكتشفات الأثرية العراقية الى المتاحف الأوربية والأمريكية، وقاد بعثات التنقيب في بادئ الأمر قناصل بريطانيا وفرنسا،

وكانوا يستمدون معلوماتهم عن هذه المنطقة بالدرجة الرئيسة من اسفار العهد القديم (التوراة)، وكتابات الرحالة الذين زاروا اطلال المدن والمواقع القديمة ودونوا ملاحظاتهم عنها. وقد اهمل العثمانيون اثناء حكمهم للعراق جانب التنقيبات الأثرية، ففقد العراق الكثير من اهم الآثار واثمنها، لأنها كانت تنقل بسهولة الى المؤسسات والمتاحف الغربية، وكما نقل بعضها الى اسطنبول.
ويوجد في الشطرة مواقع اثرية عريقة في القدم، من بينها آثار تللو، وهي موقع مدينة لكش القديمة التي نهب المنقبون غير المرخصين كثيراً من آثارها، وتختلف هذه المدينة عن غيرها من المدن بكونها هجرت قبل سنة 2000 ق.م، ثم استوطنت ثانية في ايام الملوك الأخمينيين في القرن الخامس والسادس ق. م، وكانت تللو تسمى شربولا وهي من اشهر عواصم السومريين، ولا زالت اطلالها مرتفعة تمتد في بقعة من الأرض طولها نحو ميلين ونصف وعرضها نحو ميل وربع الميل.
اهتمت بريطانيا في بادئ الأمر بهذا الموقع عندما زار القنصل البريطاني هنري رولنسون (Henry Rolenson)(1842ـ 1855) هذا الموقع عام1842، وتساءل القنصل البريطاني لماذا لم يستطع معتمد المتحف البريطاني الحصول على اذن ألتنقيب في هذا الموقع.
وازاء هذا الأهتمام برز الأهتمام الفرنسي في هذا الموقع، فعلى اثر التنافس بين الأثريين البريطانيين والفرنسيين وما ذاع في اوربا عن الثروات الأثرية الضخمة المدفونة، وجدت فرنسا في ميدان الآثار والكشف عنها مجالاً جديداً للمنافسة مع المانيا وبريطانيا، بوصفه صورة من صور الصراع السياسي بينهما، فقرر نائب القنصل الفرنسي في البصرة ارنست دي سارزك(Erenst de Sarzec) عندما تسلم وظيفته في كانون الثاني 1877التنقيب في هذه المنطقة، ولم يكد يمضي شهران على تعيينه حتى بدأ عملية التنقيب بدوافع تجارية بدون اذن من اسطنبول، بعد ان أثار تاجرٌ للتحف القديمة انتباهه نحو هذا”المنجم الذهبي للآثار". ووصل مع بعثته الى الموقع في نهاية شباط من العام نفسه عن طريق البصرة، فنجح بين عامي 1877و 1878 في الحصول على كمية كبيرة من المنحوتات والنقوش تمكن من ايصالها بسلام الى باريس، وباعها الى متحف اللوفر بمبلغ ضخم لحينه من المال وصل الى مائة وثلاثين الف فرنك اي ما يعادل 042,520 قرشاً. يذكر اندريه باروت(Andre Parrot) قصة اهتمام دي سارزك بألذهاب لهذا الموقع، وملخص القصة ان دي سارزك كان يشغل في العام 1877 وظيفة الوكيل المعتمد للقنصل الفرنسي ببغداد، وفي ليلة كان ضيفاً عند جيلوتي (M.Gillotti) المدير العام للبريد والتلغراف في بغداد، الذي علم من خلال هيئة التفتيش لخطوط التلغراف بان العشائر يقومون بأستمرار بنزع التماثيل، فأعلمه بذلك واكد له انه شاهد التماثيل الأثرية منتشرة على ضفاف الغراف (شط الحي)، وحينما سمع دي سارزك ذلك قرر الرجوع مسرعاً الى هذه الأماكن وطلب من اسفر (M.Asfar) ان يتشفع له عند نعوم سركيس، احد الوجهاء هناك، كما انه صادف ان وجد التماثيل الطينية المسروقة من هذا الموقع حينما شرع العشائر بشحنها في السفن، فقام دي سارزك وبلات (Platt) بشرائها منهم بأثمان بخسة، فكان قارب ملىء بألعاديات يباع بخمسة قروش، في الوقت الذي قدر بارفت (Parfit)ثمن مثل هذه الكمية بثلاثين الف لوحة مفخورة دونت بألكتابة المسمارية ووجدت في طبقات على رفوف تمثل ارشيف المعبد، فضلاً عن انه جرت عدة تنقيبات خفية في تللو قبل هذا التاريخ، وهذا ما ظهر من خلال العمليات التنقيبية الثلاث التالية:ـ
1. جذع التمثال المنقوش، والذي اشتراه لحساب المتحف البريطاني السير هنري راولنسون(Henry Rawlinson Sir) وذلك في عام 1851.
2. رأس كودية الموجود اليوم في بوسطن (Boston) حوالي عام 1870.
3. لوح كودية الموجود حالياً في متحف اللوفر في العام 1873.
بل أن باروت يرى أن دي سارزك لم يبدأ التنقيبات المهمة إلا في العام1880 لأنه قاد بعثتين قبل عام 1880 بدأت الأولى من 5 آذار إلى 11 حزيران 1877، والبعثة الثانية من 18 شباط إلى 9 حزيران من عام 1878، إذ عمل في موضع القصر التابع لهذا الموقع ووجد فيه الجزء الأسفل من تمثال كوديه الضخم، ثم سافر إلى فرنسا في إجازة في 28 تموز 1878 ورأى وزيره ﭭدينكتون((William.H.Waddingtonالعالم بألمسكوكات والميداليات ولديه العديد من الأكتشافات وحمل معه قسماً من الآثار عبارة عن قطع من التمثال الضخم.
وبعد مدة وبينما كان دي سارزك في اسطنبول للألتحاق بوظيفته، تمكن من الحصول على امر سلطاني من عبدالحميد الثاني بألتنقيبات في تللو، بفضل محاولاًت السفير الفرنسي في اسطنبول فورنير(U.Fournier) والكولونيل دريسـي (Dreyssi)فأستانف العمل بألتنقيب، وكانت هذه هي البعثة الثالثة التي بدأت منذ 21 كانون الثاني 1880، فعثر خلالها على اشياء نفيسة في موقع القصر بلغ عددها تسعة تماثيل.
وقام دي سارزك بعد انقطاع بسبب اجراء بحوث على هذه التماثيل بألعودة بنشاط اكبر الى عمليات التنقيب من خلال بعثة رابعة، عملت خلال المدة من 12 تشرين الثاني1880 الى 15 آذار1881، والتي تبين له من خلالها بروز البنايات والعمارات القديمة المتميزة من الصرح الأساسي وحصوله على تمثال جديد، ورأسين منفصلين. ومن خلال مراسلات هيوزي (Heuzey) وسارزك، تحدث الأول في رسالة مؤرخة في 17 آذار 1881 عن مشاعره تجاه اهالي المنتفق في الشطرة قائلا:
"اصبحت العشائر اكثر توعداً وتهديداً، الليلة … حيث انهم قاموا برفع مخيماتي، وهذه المرة لم نتمكن من الوصول من خلال طريق الناصرية - سوق الشيوخ وهو الطريق المباشر… قامت العشائر بعمليات السلب والنهب والقتل في وضح النهار، حيث ان حصيلة الضحايا بلغت في الشهر الأخير 66 قتيلاً، فأحكم كيف يكون الحال؟ وكيف تكون حياتنا خلال الأربعة اشهر التي نريد ان نقضيها وسط هولاء العصاة المتمردين؟".

ويبدو ان أهل العشائر الذين كانوا يتجمعون بألقرب من هذا الموقع الأثري قد عرفوا او ميزوا قيمة تلك الصفائح الأثرية فأرادوا استردادها، ومن ثم بيعها للتجار وفق السعر الذي يناسبهم. واضطر المنقبون الأوربيون الى وقف الحفريات بسبب تلك الهجمات، كما يظهر ان هؤلاء المنقبين لا يملكون الحق في تعيين حراس عليها، لان الأهالي كانوا يرون ان مثل هذا التعيين غير قانوني وماساً بحقوقهم الموروثة.وفي هذا الصدد يذكر الحسني بان سارزك عثر على اقدم بناء دنيوي عرف في سومر، كما عثر على نصب النسور الشهير الذي اقامه (اي اناتم) في نحو اوائل القرن التاسع والعشرين ق.م بوصفه علامة فارقة بين تخوم لكش وتخوم اوما (يوخا اوجوخا)، وكانت لكش من انفع مواضع سومر واكد، ومن اكثرها انتاجا.
وفي 31 أيار1881 عاد دي سارزك الى فرنسا، حاملاً معه مجموعة كبيرة من التماثيل، ولأجل حماية هذه الآثار المهربة الى فرنسا والمحافظة عليها، تم انشاء قسم الآثار الذي ضمّ الآثار الشرقية، وفي العام1884 عُيّن دي سارزك قنصلاً لفرنسا في بغداد ومكث في هذا المنصب حتى عام 1887، وجاء هذا التعيين حرصا من الحكومة الفرنسية على استمرار التنقيبات الأثرية في هذه المنطقة، فوظف دي سارزك بعثة رسمية من خلال وزارة التعليم العام، ووافق شكلياً على الشروط التي فرضها السلطان العثماني على المكتشفين الأثريين، اذ اخذت حكومة السلطان عبدالحميد الثاني على عاتقها مسؤولية تأمين الحماية الكافية والأسناد المباشر لعمليات التنقيب.
وفي العام1888 بدأت بعثة دي سارزك حملتها التنقيبية الخامسة، ثم بعدها بعام كانت الحملة السادسة، وفي غضون تلك الحملات عثر على وثائق اكثر قدماً من الوثائق المسمارية، تعود الى بداية الألف الثالث قبل الميلاد. لكن عمليات التنقيب الفرنسية توقفت بين عامي1890و1893 بسبب اصابة دي سارزك بألحمى وتدهور صحته، وخلال تلك المدة بقي هذا الموقع من دون حماية، فأستخرجت العشائر ما يقارب من عشرة آلاف لوح، كما جاء تجار بغداد الى تللو بحثاً عن الآثار واستأجروا العمال للحفر ووعدوهم بزيادة الأجور في حالات العمل، وبسبب ذلك بلغت عمليات النهب والمتاجرة غير الشرعية ذروتها، ثم بعد ذلك بدأت العمليات التنقيبية الفرنسية في العام 1893 من خلال بعثات دي سارزك السابعة، والثامنة في العام 1894، والتاسعة في العام 1895، تميزت جميعها بأكتشاف مستودعات اثرية كثيرة ضمت العديد من الألواح الفخارية، فعلى سبيل المثال فأن حملة 1894 استخرجت نحو ثلاثين الف لوح، وهكذا تفتحت عيون العشائر المحيطين بهذا الموقع على كنوزه فأستخرجوا من 35 الف الى 40 الف لوحاً، انتشرت بسرعة في مدن بغداد والبصرة والموصل، ومن الطبيعي ان لا يكون هؤلاء التجار متخصصين او خبراء بهذه التجارة، لذا لجأوا الى مستشارين يقيمون بضاعتهم من الأثريين المقيمين في بغداد، مثل بوينون (Poynon)، الذي حظي برعاية دي ليون هيوزي، لذا بيع الكثير من الألواح بأثمان بخسة، فأللوح كبير الحجم كان يباع بعشرين قرشاً (نحو166فلساً)، ومتوسط الحجم بعشرة قروش، واللوح الصغير كان يباع بثلاثة الى خمسة قروش.
وكان تجار الآثار في بغداد، يفضلون الحصول على القطع الأثرية والتحف الصغيرة لسهولة حملها، فيما كانت القطع الكبيرة الضخمة لا تنقل الى خارج البلاد الا بصعوبة، ولم يكن من نصيب دي سارزك بعد فراغه من تنقيباته ان يعثر على كل خزائن كتب الهيكل في تللو، تلك الخزانة التي عثر عليها الحفارون من العشائر في ربيع عام 1894، اثناء غياب دي سارزك, وفيها نحو35 الف صفيحه فخارية يرتقي تاريخها الى عام 2800 ق.م, وعثروا على آثار سومرية كثيرة ترجع الى عهد سلالة لكش والى ايام كوديه. كما تم العثور اثناء البعثة التاسعة التي بدأها دي سارزك في 18 شباط 1895 على طبقة معدن بارز في تللو، لكن واجهته بعض الصعوبات، منها معارضة شيوخ العشائر الذين ادركوا اهمية هذا المشغل في سك العملة، وعلى اثرها هوجم حارس المشغل في ليلة الثالث من آذار من قبل جماعة مسلحة، مما دفع دي سارزك الى طلب الحماية والمساعدة الرسمية، فأستطاعت قوات الجندرمة معالجة الموقف بعد اسبوع.
وكان للعوامل الطبيعية وسقوط المياه، فضلاً عن عمليات السلب والنهب، اثرها في افساد عدد كبير من الألواح في الموقع، مع هذا فقد بقي3800 قطعة، منها580 قطعة سليمة وكاملة، وبعدما استمرت توقف التنقيب من البعثة الفرنسية ثلاث سنوات اخرى 1895- 1898، لأشتداد المرض على سارزك وطلبه اجازة تاركاً العمل بدون حراسة. لكنه استأنف العمل في 27 آذار 1898, وتعد هذه البعثة العاشرة له, ولكن وبسبب سوء وضعه الصحي, فضلاً عن الحمى التي لازمته, والأرق الذي ظل يعاني منه الى الحد الذي هدد حياته بألخطر، اجبر على المغادرة الى فرنسا في 18 أيار, وبعد تحسن حالته الصحية عين بصفة وزير مفوض, وعاد الى تللو لممارسه عمله في 14 كانون الأول 1899. وهذه هي البعثة الحادية عشرة والأخيرة بألنسبة له, والتي بدأت في نهاية شباط 1900، وهنا حاول تجريب التنقيبات العميقة في هذا الموقع، واستطاع ان يتنبأ بما يسمى (حضارة ما قبل التاريخ).
واشارت جريدة”زوراء”وتحت عنوان (الحفريات) بان دي سارزك استعمل الإذن الرسمي لأجراء الحفريات في موقع تللو، بألقرب من قضاء الشطرة، وعندما توفرت لديه اسباب حالت دون اكمال الحفريات في مدة اذنه، بادرت الحكومة العثمانية بمنحه رخصة بألدوام على الحفريات مدة سنة اخرى على وفق الشروط الموضوعة والمتفق عليها، وقامت وزارة المعارف من جانبها بتعين شوكة افندي المحاسب في إدارة معارف بغداد قومسيراً لاشراف الوزارة على الحفريات المذكورة، وفي أيارعام 1900 اجبر دي سارزك على قطع اعماله والعودة الى فرنسا بسبب سوء صحته نتيجة الظروف المناخية, وادت فيما بعد الى ازمة قلبية توفي على اثرها في31 أيار1901. والأهم هنا ما افرزته عمليات التنقيب والبحث التي قام بها دي سارزك في المنطقة من نتائج , اثرها في لفت الأنظار الى تلك المنطقة، اذ اضحت مدينة لكش مركزاً لأستقطاب العديد من البعثات الأجنبية، وصار بأمكان من يرغب بألذهاب ان يجد ما يكفيه من آثار بصورة مستقلة عن الأخرين، كما ان المقتنيات الأثرية من تماثيل والواح والتي حملها دي سارزك معه الى باريس , غدت تؤلف اعظم كنوز متحف اللوفر.
كان العمل الذي قام به دي سارزك في تللو مهما بكل المقاييس بألنسبة لتاريخ وآثار الألف الثالث قبل الميلاد , وعلى الرغم من ان عمله كان رائعاً جداً في مقدار التنقيب الفعلي , ولم يكمل مهمته, فأعقبه العقيد كروس(Cros) الذي تابع تنقيباته, وكان من نتيجتها العثور على عشرات الآلاف من النصوص، مع ان المصاعب نفسها واجهته اثناء عمليات التنقيب، لاسيما معارضة بعض شيوخ العشائر بأعتبار ان هذه المنطقة تعود لهم كونها محاذية لأراضيهم، الأمر الذي دفعه ان يوجه رسالة الى ثابت بك قائم مقام الشطرة في الثامن من أيار عام 1903, اوضح فيها ما كان يعانيه ويطلب منه التدخل سلمياً، مع انه لم يتوقف كروس عن التنقيب، وهذه المرة على وفق تعليمات هيوزي في العام 1909، واستمر حتى عام 1914.
ونظراً لأهمية هذا الموقع حظي (تللو) باهتمام الباحثين والمنقبين البريطانيين ايضاً, ففي مطلع ثمانينيات القرن التاسع عشر، وبعد غياب دي سارزك، قام هرمز رسام (1826-1911) وهو شاب مسيحي موصلي بألتنقيب في تللو من دون اذن السلطات العثمانية، وقام بنقل اطنان من هذه القطع الى بريطانيا دون الأشارة الى مكان العثور عليها، كما جلبت اهميه هذا الموقع اهتمام الألمان في الوقت نفسه, وكان ذلك بداية مرحلة التنافس البريطاني– الألماني للتغلغل في الدولة العثمانية في شتى المجالات، تلك المنافسة التي استمرت حتى العام 1914.
وكان اهتمام الألمان الجدي بألآثار في وادي الرافدين بدأ منذ العام1873، واكد منقبوهم في العام1886 ان بوسعهم القيام بألتنقيب في تل الهبا بألقرب من تللو، ولهذا قاموا بعد عام ببعثتهم الأولى بقيادة الدكتور كولديوي، لكن بعثاتهم تميزت بكونها متقطعة , فبعد انقطاع عدة سنوات قام كولديوي في العام 1899 ببعثة تنقيبية جديدة في الموقع نفسه.
كما حفزت اهمية المواقع الأثرية في الشطرة البعثات الأمريكية والتي قامت بزيارة العراق في العام 1885، وحينما وصلت اجرت تنقيبات في موقع تللو، فضلاً عن تلك البعثة التي ارسلتها الحكومة العثمانية لتساهم هي الأخرى في هذا الميدان، واغلب الظن ان اول من لفت الأنظار الى قيمة الثروة الأثرية في العراق واهميتها هو خورشيد باشا في كتابه (سياحة نامه حدود)، الذي عني بألمزارات الأسلامية والمسيحية واليهودية , كما عني بألكتابة عن الآثار القديمة بألدرجة التي كانت تسمح بها معلوماته التأريخية البسيطة. اما البعثة الأثرية العثمانية فلم تكمل عملها، ولم تقم بما يستحق الذكر , واغلب الظن ان السبب في ذلك يعود الى عدم وجود وعي حقيقي لدى السلطات العثمانية , فضلاً عن قلة الخبراء والأمكانيات، ولعل الدافع الرئيس لأرسال البعثة هو محاولة القيام بمثل ما يقوم به الأوربيون, والمحافظة ما امكن على هذه الثروات الأثرية.

عن رسالة (الشطرة في اواخر العهد العثماني)