كازو إيشيغورو يتفوق على أتوود واثيونغو وموراكامي

كازو إيشيغورو يتفوق على أتوود واثيونغو وموراكامي

ترجمة احمد الزبيدي
ضمّت قائمة المرشحين للجائزة نوبل لعام 2017 أسماء كبيرة في عالم الرواية، مثل مارغريت أتوود، ونغوجي واثيونغو وهاروكي موراكامي، مما جعل من الصعب التكهن بالفائز، ولذلك كان اختيار إيشيغورو مفاجأة نوعاً ما. بيد أن الاعتراف بأعماله الأدبية الممتازة أعادت الجائزة إلى مسارها الأدبي بعد الاختيار المثير للجدل للفائز بالجائزة العام الماضي،

حينما منحت للمغني بوب ديلان. ووصفت الاكاديمية السويدية هذا المؤلف صاحب روايات”بقايا النهار"، و"لا تدعني أرحل أبداً، بأنه يتميز بأسلوب”ذي طريقة ممتازة في التعبير، بغض النظر عن مجريات الأحداث."
وفي حديثه الى بي بي سي، وصف الجائزة بأنها”شرف عظيم، لأن ذلك يعني أني أسير على خطى المؤلفين الكبار". وقال”إن العالم يعيش فى لحظة قلقة للغاية، وآمل أن تقدم جميع جوائز نوبل دفعة لخلق شيء ايجابي فى هذا العالم في لحظته المصيرية هذه". وأضاف”سأكون فخوراً للغاية إذا ما كان بإمكاني بطريقة ما أن أكون جزءاً من هذا المناخ العام في سبيل الإسهام في خلق نوع من الأجواء الإيجابية في هذا الزمن القلق والمضطرب".
وكان الكاتب سلمان رشدي، الحائز على جائزة البوكر، وهو أيضاً أحد المرشحين المحتملين لنيل جائزة نوبل، هو أوّل من هنأهُ بالفوز. وقال رشدي لصحيفة الغارديان:”أقدم خالص تهنئتي لصديقي العزيز إيشيغورو، الذي أحببت أعماله وأعجبت بها منذ أن قرأت لأوّل مرة روايته”منظر شاحب للتلال".”كما أنه عازف ممتاز للغيتار ويكتب الأغاني أيضاً! وبذلك فقد تفوق على بوب ديلان.
أما الشاعر أندرو موشن، الحائز على الجائزة سابقاً فيقول”إن عالم إشيغورو الخيالي يحوز على الفضيلة والقيم العظيمة في آن واحد، يقدم لك شيئاً مألوفاً تماماً ومتفرداً في ذات الوقت – هو عالم من الحيرة والعزلة والحنان والمخاطر والتساؤلات".
ويتساءل اندرو موشن”كيف يمكنه فعل ذلك؟”فيجيب. قائلاً”من بين وسائل أخرى، من خلال جعل قصصه تتكئ على المبادئ التأسيسية التي تجمع بين نوع غريب جداً من الذكريات المختزنة مع دلائل حيّة على قدم المساواة من الكثافة العاطفية. إنها مزيج رائع ومبهر ومن الرائع أن تنال الاعتراف بها من قبل جائزة نوبل.”
ووصفت سارة دانيوس السكرتيرة الدائمة للأكاديمية كتابات إيشيغورو، بأنها مزيج من أعمال جين أوستن وفرانز كافكا”ولكن عليك إضافة القليل من مارسيل بروست إلى ذلك المزيج، وعندما تقلبه، ولكن ليس كثيراً، سيكون الناتج هو كتابات إيشيغورو.
"إنه كاتب متكامل للغاية. فهو لا ينظر الى جانب واحد، بل يطوّر كل الكون الجمالي الذي يملكه"، وعندما أشارت الى الرواية المفضّلة لديها من بين اعمال إيشيغورو، وهي”العملاق المدفون"، لم تنسَ أنْ تصفَ روايته”بقايا النهار"،”بأنّها تحفةٌ حقيقية تبدأ مع بغ ودهوس وتنتهي بشيء من كافكا".
"هو شخص مهتم جداً بفهم الماضي، لكنه ليس كاتباً من نمط بروست، فهو لا يبغي استرجاع الماضي، إنه يستكشف ما يجب على الفرد والمجتمع أن يتناساه من أجل البقاء على قيد الحياة في المقام الأول"، مضيفة القول، إنها تأمل في اعقاب ضجة العام الماضي في أن يجعل اختيار هذا العام”الناس سعداء”.
"والأمر لا يتعلق بكوني أحد اعضاء لجنة التحكيم، لقد اخترنا للتو ما نعتقد أنه روائي رائع تماماً". أما ستيفن بيج، مدير دار نشر فابر اند فابر التي تقوم بإصدار كتب إيشيغورو، فقد وصف خبر الفوز بأنه”أمرغير عادي تماماً".
وقال ستيفن بيج، الذي تلقى خبر فوز إيشيغورو، وهو في صالة الانتظار في مطار دبلن. إنه كاتب فريد من نوعه تماماً”لديه قوة عاطفية وكذلك فضول فكري، اكسبه أعداداً هائلة من القراء. وفي بعض الأحيان، كان عمله بمثابة تحدٍ للزمن، ولكن بسبب تلك القوة العاطفية، اصبح صدى كتاباته يتردد في نفوس القرّاء. إنه كاتب مقروء على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم."

عن الغارديان