مسرح عبد الرحمن الشرقاوي والكتابة الدينية

مسرح عبد الرحمن الشرقاوي والكتابة الدينية

محمد بهجت
ارتبط اسم الشاعر المسرحي الكبير عبد الرحمن الشرقاوي بالكتابة الدينية وذاع صيت مسرحيتيه الحسين ثائرا والحسين شهيدا ليطغي علي شهرة باقي مؤلفاته الأخري‏..‏ وفي ذلك قدر كبير من عدم الإنصاف لكاتب تنوع إنتاجه وتميزت أعماله بعمق التحليل وقوة الأسلوب‏,‏ بالإضافة لاهتمامه بعنصر الحركة علي خشبة المسرح‏..‏ فلم يكن كأغلب سابقيه من كتاب المسرح الشعري يهتمون بالحوار فقط‏..‏

وليس يعنيهم كثيرا كيف تتحرك الشخوص علي خشبة المسرح وتكون جذابة بصريا بقدر جاذبيتها علي الورق‏..‏ ستجد في مفتتح مسرحية وطني عكا للشرقاوي بداية تعرف البطلين ليلي وابن عمها ماجد بأن تظنه غريبا معتديا وتستل خنجرها ويدور بينهما الحوار المتوتر‏,‏ وكأن العبارات القصيرة ترسم أسلوب الحركة علي خشبة المسرح‏..‏ وعلي الرغم من أن وطني عكا تعرض أصلا فكر المقاومة إلا أنها تقدم هذا الفكر من خلال فرجة مسرحية وإيقاع سريع مميز‏..‏ وقد ترك عبد الرحمن الشرقاوي كنزا من المسرحيات الشعرية منها الأسير عن المقاومة الشعبية لحملة لويس التاسع و مأساة جميلة والتي أخرجها الفنان حمدي غيث علي المسرح القومي في عام‏1962‏ ولعب بطولتها مع شفيق نور الدين ومحمد السبع ومحسنة توفيق وعايدة عبدال
جواد وعبد الله غيث وصلاح سرحان‏..‏ وأيضا مسرحية الفتي مهران التي عرضها المسرح القومي أيضا في عام‏1966‏ وأخرجها الفنان كرم مطاوع وتقاسم بطولتها سميحة أيوب وعبد الله غيث وشفيق نور الدين وعبد الرحمن أبو زهرة وعبدالسلام محمد وأحمد الجزيري‏.‏ وكذلك كتب مسرحية شعرية عن القديسة كاترين بعنوان سانت كاترين وتحكي عن المقاومة المسيحية أثناء الاحتلال الروماني لمصر‏.‏ وهذا بالطبع بالإضافة لرائعتيه الحسين ثائرا والحسين شهيدا ولعل عدم حصول الشرقاوي علي ما يستحق من شهرة وتكريم مرجعه الي شدة تواضع الرجل وعدم إكتراثه بتلميع نفسه إعلاميا كما يفعل كتاب آخرون أقل منه في الموهبة والقيمة‏..‏ والدليل علي ذلك ماقاله هو عن نفسه في حوار أجرته معه مجلة المسرح في عدد يوليو‏1966‏ حيث أعلن‏:‏ إنني لا أكره مسرحية من مسرحياتي ولكني لست مفتونا بأي من هذه المسرحيات‏..‏ علي العكس أشعر دائما بنواحي نقصي‏..‏ وإذا كان يجب أن أقول كلمة واحدة مختصرة فلست راضيا عما أكتب‏,‏ لأنني أشعر أنني لم أعبر عما أكتب‏,‏ لأنني أشعر أنني لم أعبر بعد كما ينبغي‏,‏ وأحاول في كل عمل جديد أن أكمل النقص الذي اكتشفته فيما سبق‏..‏ أما من ناحية العرض المسرحي‏..‏ وفضل هذا ليس لي وإنما للمخرج وللممثلين
هكذا كان الشرقاوي ثائرا على نفسه وشهيدا بين أقرانه من كبار المبدعين‏.

عن صحيفة أخبار اليوم