(مملكة الجواري) رواية يمنية تكشف صراع الدعاة

(مملكة الجواري) رواية يمنية تكشف صراع الدعاة

علي لفتة سعيد
رواية الكاتب اليمني محمد الغربي عمران الجديدة التي حملت
عنوان (مملكة الجواري) وصدرت عن دار”أنطوان هاشيت / نوفل”في لبنان ربما تريد أن تختصر الحكاية عبر تناول التاريخ وتحديداً أواخر القرن الخامس الهجري، حيث تدور الأحداث هناك.. وفي الوقت نفسه تريد إرجاع أسباب الطائفية في الزمن الراهن وكأنه يريد اثبات أن ما يحصل اليوم له علاقة تاريخية وثيقة وتحديداً في ذلك القرن،

فيتناول الصراعات المذهبيّة المحتدمة بين إمارات جنوب شبه جزيرة العرب، وفي بيئة ذكوريّة قاسية حيث حكمت منطقة جبلة امرأةٌ امتدّ سلطانها لأكثر من 50 عاماً من دون جيش يحميها سوى بعض دعاة المذهب الإسماعيلي الباطني والجواري.. ومن خلال حقيقة الوقائع التي يريد إثباتها وتثبيتها من خلال ذكر الأسماء الحقيقية أو المتوارية خلف الحقيقة.. ومن خلال حركة وفعل هذه المرأة الحاكمة منطقة جبلة، نرى احتدام الصراع فيأخذ عمران وقائعه من خلال المدرسة الملحقة بالقصر حيث تقوم الملكة أروى الصليحيّة بتربية جواريها على فنون الإغواء والحديث والولاء المطلق لها، وبهنّ أخضعت أمراء القلاع والحصون. ولأن الفعل الخاص بالروي يحتاج الى متن سردي وهذا المتن بحاجة الى فعل درامي فتتسع الأحداث لتبرز من بين أولئك الجواري شوذب التي حازت على ثقة الملكة وهي جارية محنّكة جعلها الروائي متعددة الاسماء ويحيط اللبس بأطيافه وتحكم باسم سيّدتها في السرّ لمدّة طويلة بعد رحيلها وذلك بناءً على طلب زميلاتها اللواتي أدركن أنّ كتمان خبر موت الملكة هو السبيل الوحيد لاستمرار سلطانهنّ. وهذه المرأة الجارية شوذب لم تكن محبوبة الملكة فقط، بل كانت العشق العاصف المحرّم الذي عذّب كاتب الملكة جوذر، فأرّق لياليه وأحرق أيّامه. بمعنى ان الروائي اراد منح السرد في روايته مهمة كشف ممكلة النساء التي ستنتهي أيّامها بموت شوذب بكل تأكيد لانها الوحيدة التي اخفت موت الملكة أو أنها أخذت مكان الملكة لكي تبقى مملكة النساء بذات القوة وبعد موتها تشتعل الحروب وتكثر الفتن بين دعاة الحق الإلهي من زيديّين وسنّة وقبليّين وسلاليّين، فتنقسم المملكة إلى ممالك... ربما نجد أن الثيمة محاولة كشف ما يحصل اليوم على انه حاصل في الماضي وإن قصّة الأمس هي قصّة اليوم، وربما يجد البعض في متنها وحكايتها تشابهاً وليس تناصاً مع مسرحية (الزعيم) لعادل إمام في موضوعة إخفاء موت الملكة وبعد الموت تحدث الكوارث مع اختلاف الثيمتين من أن الرواية أرادت قول إن، الجمال حين يحكم يكون الهدوء وحين يحكم الفقه تكون الكوارث.
والكتاب محمد الغربي عمران مواليد صنعاء، 1958 عضو في الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيّين ويرأس نادي القصّة ومركز الحوار لثقافة حقوق الإنسان. أصدر عدداً من القصص والروايات أشهرها «مصحف أحمر”(2010)، و«ظلمة يائيل”(2012) التي فاز عنها بجائزة الطيب الصالح في دورتها الثانية عام 2012.