سينما الرؤى :  دراسات وقراءات في السينما العربية

سينما الرؤى : دراسات وقراءات في السينما العربية

في كتابه”سينما الرُؤى،”الصادر مؤخّراً عن منشورات الدورة العاشرة لـ"مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي”2017، و"دار الحكمة"، يعاين الناقد وكاتب السيناريو الجزائري عبد الكريم قادري (1982) تشكّل حركة سينمائية عربية في الأفق، استطاعت أن تتحرّر من القوالب الكلاسيكية القديمة.

ويرى صاحب”سينما الشعر/ جدليّة اللغة والسيميولوجيا في السينما”(2016) أن”هذه الحركة تبحث عن تجارب تعكس الهوية، والذات، والألم والحلم العربيين، ليس الحلم بمعناه الضيق، بل بمعنى خلق حركة سينمائية عربية بأتمّ معنى الكلمة، وابتكار أدوات وطريقة معالجة غير تقليدية".
يسلّط قادري الضوء على واقع السينما العربية الحالية عبر تحليل بعض التجارب والشخصيات البارزة التي أثّرت فيها، مع الاستئناس ببعض تجارب الماضي التي ألقت بظلالها على الواقع الحالي.
يتضمَن الكتاب خمسة أقسام؛ الأول يحمل عنوان”تجارب ومسارات”ويتناول فيه بعض”الثيمات”التي عالجتها السينما العربية، مثل”العنف في السينما العربية"، و"صورة العربي في سينما الآخر"، و"السينما العربية المستقلة"، و"الفيلم القصير وآلياته الفنية"، ومن بين التجارب العربية التي تمّ تتبّع مسارها”السينما التونسية"، و"حضور المرأة في السينما الفلسطينية"، و"الطفل في السينما الجزائرية".
في القسم الثاني”قراءات في أفلام روائية طويلة"، يستعرض المؤلّف أعمالاً أُنتجت في الثلاث سنوات الأخيرة، هي:”ذيب”لـ ناجي أبو نوار من الأردن، و"جوق العميين”لـ محمد مفتكر من المغرب، و"تمبكتو”لـ عبد الرحمان سيساكو من موريتانيا،”بستاردو لـ نجيب بلقاضي، و"شلاط تونس”لـ كوثر بن هنية، و"قصر الدهشة”لـ مختار لعجيمي من تونس، و"الجزيرة 2”لـ شريف عرفة، و"هيبتا...المحاضرة الأخيرة”لـ هادي الباجوري من مصر، و"سلّم الى دمشق”لـ محمد ملص و"الأم”لـ باسل الخطيب و"الرابعة بتوقيت الفردوس”لـ محمد عبد العزيز من سورية.
وحمل القسم الثالث عنوان”قراءات في أفلام روائية قصيرة"، أما الرابع فتضمّن قراءات لأفلام وثائقية، وتطرّق الخامس”قراءات في إصدارات سينمائية”إلى بعض الإنتاجات المكتوبة في مجال النقد، بينما جاء القسم السادس تحت عنوان”فيوضات السينما”وهو عبارة عن مقابلتين أجراهما الكاتب، مع مخرجين سوريين؛ محمد ملص (1945) وغطفان غنوم (1976).
يؤكد قادري في تقديمه للكتاب أن”مفهوم (سينما الرؤى) لم يأت اعتباطياً، إذ يشير إلى أفلام ذات حساسيات مختلفة، يمتلك أصحابها رؤى منوّعة، من حيث الثيمة، والبناء، والتجريب، والبحث عن متنفّس سينمائي جديد، تتوالد من خلاله أفلام مستقبلية