الاخطار أو العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن مصرع كنيدي

الاخطار أو العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن مصرع كنيدي

بقلم محمد التابعي
هل القاتل هو (هارف اوزوالد)؟ .. كما اعلن البوليس الامريكي؟
وهل هو ماركسي من الموالين لرئيس حكومة كوبا فيدل كاسترو؟
وهل هو عضو في جماعة اصدقاء كوبا وهي الجماعة التي اتخذت لها مقراً في امريكا؟

ولكن البوليس الامريكي اغلق الحدود بين الولايات المتحدة الامريكية وبين المكسيك لكي يحول دون هرب القاتل او القتلة او الشركاء في اغتيال الرئيس الامريكي الراحل.
ومعنى هذا ان البوليس الامريكي ليس متاكدا من ان اوزوالد هو القاتل الحقيقي او المجرم الوحيد الذي دبر ونفذ هذه الجريمة البشعة..
بل لقد اعلن هذا البوليس الامريكي انه ليس واثقاً تماما من ان اوزوالد هو القاتل . هذا ورغم شهادة شهود عديدين ورغم الظواهر ورغم الادلة ومنها البندقية الايطالية او اليابانية الصنع.
الى آخر التناقض والتخبط في البيانات.
كذلك اعلنت جماعة اصدقاء كوبا ان اوزوالد المذكور ليس عضوا بها ولم يكن في يوم ما عضوا بها.. وان الجماعة تستنكر كل الاستنكار هذه الجريمة الشنيعة..
كما ان سفير حكومة كوبا في واشنطون اعلن استنكاره للجريمة وان لا علاقة لبلاده بهذا المجرم او بهذه الجريمة..
وبين الانباء التي اذاعتها محطات الاذاعة في مساء يوم السبت الماضي اي غداة وقوع الجريمة.. تصريح امريكي رسمي بان كوبا لا علاقة لها بالجريمة..
وان ليس هناك اي دليل على ان لحكومة اجنبية ما علاقة بهذه الجريمة..
وانا اكتب هذا المقال قبل ظهر يوم الاحد.. لان عمليات الجمع والتصحيح والتوضيب والطبع لهذه المحطة (آخر ساعة) لابد ان تنتهي قبل مساء الاثنين.
ومن الان – ظهر الاحد – الى ساعة صدور (آخر ساعة) في صباح الاربعاء قد يكشف التحقيق عن امور وامور.
وقد يصبح معها مقالي هذا ومقالات اخرى عديدة كتبها زملاء محترمون.. قد تصبح هذه وتلك في واد والحقيقة في واد آخر.
غير ان هناك نقطتين تستحقان ان نقف عندهما قليلا..
(اولا) ان حكومة كوبا لا يعقل ان تكون لها – من قريب او من بعيد – يد في مؤامرة اغتيال جون كنيدي.. لان حكومة كوبا تعلم حق العلم انها سوف تخسر يومئذ عطف وتأييد جميع الذين يعطفون عليها ويؤيدونها.. بل سوف تصبح موضع سخط العالمين.
(ثانيا) ان تعليقات الصحف والاذاعات العالمية والمعقبين.. وتصريحات زعماء الزنوج واقوال رسميين في دول كثيرة.. كل هذه وتلك تقارن بل وتلح في المقارنة بين مصرع ابراهام لنكولن ومصرع جون فيزجيرالد كنيدي.
ولنكولن هو الذي ألغى الرق وحرر الزنوج وكنيدي هو صاحب قانون الحقوق المدنية الذي يهدف الى تحقيق المساواة في الحقوق بين البيض والسود.
وقد لقي لنكولن مصرعه بسبب إلغاء الرق وتحرير الزنوج.
فهل لقي كنيدي هو الآخر مصرعه بسبب كفاحه في سبيل تحقيق الحرية والكرامة والعدالة للزنوج؟
هذا هو المعنى او المغزى الواضح من تعليقات الصحف ومحطات الاذاعة.. الى آخره..
ورغم كل ما قيل وكل ما يقال عن (اوزوالد) وولائه للفيدل كاسترو الخ.
وهذا هو الرأي الذي ابديته في مقال نشرته (الاخبار) يوم الاحد الماضي.
وبعد.. من الصعب جدا ان يستطيع احد التكهن بالعواقب الخطرة – بل الوخيمة – التي قد تنجم عن مصرع جون كنيدي..
وهي عواقب خطرة ووخيمة في السياسة الخارجية ومنها ان الدول الغربية او دول الكتلة الغربية تشك وتتساءل هل حكومة الرئيس الامريكي الجديد لندون جونسون قادرة على ان تمسك بنفس القوة والحزم بزمام القيادة والزعامة؟.. كما كان الحال في عهد الرئيس الراحل؟
واذا كان الجواب بالنفي.. فمن هو (الزعيم الذي يستطيع ان يخلف جون كنيدي في قيادة وزعامة كتلة الدول الغربية؟
قد تحاول بريطانيا.. وقد يحاول الرئيس الفرنسي شارل ده جول واطماعه وطموحه لا اول لهما ولا آخر.
وهنا قد يقع خلاف او خلافات بين (الورثة) الطامعين في اقتسام الميراث.
وقد تنتهز موسكو هذه الفرصة..
وقد .. وقد .. الى آخر ما يمكن ان ينجم من عواقب خطرة ووخيمة على أمن العالم وسلامه..
هذا من جهة السياسة الخارجية.. اما من جهة السياسة الداخلية.. فان العواقب قد لا تقل خطورة.. ان الرئيس الامريكي الجديد – كما يقال عنه – معروف باندفاعه وبعناده .. ومن هنا قد يقع انقسام في صفوف الحزب الديمقراطي .. وهو الانقسام الذي كان جون كنيدي يحاول ان يتفاداه ويلم صدعه.. وكانت رحلته الاخيرة المشؤومة احدى هذه المحاولات.
واذن .. قد ينفصل شيوخ ونواب الولايات الجنوبية.. اي السادة الذين يتمسكون بالتفرقة العنصرية ويعارضون بشدة وهوس مشروع قانون الحقوق المدنية.
ويومئذ هل يسكت زنوج امريكا؟ هل يسكتون على الظلم والجهل وسوء الحال الذي يعيشون فيه؟..
هل يسكتون بعد ان بعث جون كنيدي الامل في نفوسهم... الامل في حياة افضل واكرم!.. وهل يسكت زعماء الزنوج وقادتهم وهم الذين انذروا وحذروا من انه قد تقوم فتنة او حرب اهلية يخوضونها.. اذا استمر الحال على ما هو عليه الان.. هل يدفعهم اليأس الى شن حرب؟.
وهي حرب غير متكافئة.. فان عدد الزنوج لا يزيد على عشرين مليونا او نحو ذلك ولكن المتطوعين من جميع انحاء الارض الذين يعطفون على زنوج امريكا.. وبينهم بيض وصفر وسود سوف يبادرون الى نجدتهم ومدهم بالرجال والسلاح..
وهنا قد تقع كارثة كبرى.. وقد تتطور هذه الحرب الاهلية او الحرب الداخلية الصغيرة الى حرب كبيرة.. كبيرة جدا خصوصا ان الولايات الجنوبية التي يسكنها معظم الزنوج يوجد فيها مجانين كبار من امثال (باري جولد ووتر) الذي يطالب باستعمال القنبلة الذرية.. في فيتنام الشمالية وفي كوريا الشمالية.. وضد الصين.. وضد كوبا.. وضد كل حكومة لا تخضع لمشيئة واشنطون..
وقد يطلب استعمالها يومئذ ضد الزنوج الى آخره.. الى آخره..
***
وانتخابات افريقية وموعدها العام القادم 1964.
من الذي يرشحه الحزب الديمقراطي بعد وفاة جون كنيدي؟.
هل يرشحون الرئيس الجديد لندون جونسون .. وللامر سابقة شبيهة يوم رشحوا نائب الرئيس الاسبق روزفلت بعد وفاته.. وكان هاري ترومان؟.
ام يرشحون شقيق جون كنيدي.. روبرت كنيدي؟.
اما الحزب الجمهوري فليس عنده حتى الان مرشح واحد قوي مضمون الفوز في الانتخابات !. وقد تضطرب الامور.. وتقوم الفوضى او ما يشبه الفوضى..
وهنا قد يضع اصحاب الاحتكارات الضخمة .. وكبار اصحاب الملايين وعشرات الملايين ن رؤوس الاموال المستثمرة في الصناعات الثقيلة وغير الثقيلة..
قد يضعون رؤوسهم معا.. ويتشاورون ثم يطلبون من السلطات العسكرية ان تحكم البلاد الى ان يزول الاضطراب والفوضى.. وتهدأ الحال وتستقر الامور.. اي ان يقوم في الولايات المتحدة الامريكية حكم عسكري ديكتاتوري.. ولن تكون اول مرة.
وفي مساء الاحد – اي بعد ان بعثت بهذه المقال الى المطبعة، جاءت انباء تقول انهم (اغتالوا) اوزوالد المتهم بقتل جون كنيدي..
***
بين ما قرأت:
* قال الملازم اول برنارد لو مونتجمري (في ما بعد الليلد مارشال مونتجمري) قال في شبابه يوم تخرج في الكلية العسكرية في ساند هوست.. قال:
- يجب ان يكون المرء على شيء من نذالة الخلق لكي ينجح في الجيش (البريطاني).. وان من خلقي شيء من النذالة!
* يقول المراسل والكاتب الحربي المشهور (آلان مورهيد)..
- من الصعب ان تعرف الحقيقة او تتبين الصدق من الكذب او الحق من الباطل في عالم يسوده الحقد وتعزفة الكراهية والشكوك..
* قل لي ما هي الحقيقة اقل لك ما هو الخيال وقل لي ما هو الصدق اقل لك ما هو الكذب.. والحقيقة الواحدة الوحيدة هي الموت..
وليس هناك صدق كامل.. وليس هناك كذب كامل..
* الشجاعة ليست في عدم الخوف.. وإنما هي في التغلب على الخوف!.

آخر ساعة /
تشرين الثاني- 1963