الكشف عـــن كواليس الأحداث السياسـية في مذكرات وزير سابق

الكشف عـــن كواليس الأحداث السياسـية في مذكرات وزير سابق

بغداد/ أوراق
الحياة السياسية، ظاهرها يختلف تماماً عمّا يجوب خلف الكواليس، لهذا ترانا نقتني أيّ كتاب لمذكرات رئيس أو وزير، أو فردٍ استطاع أن يواكب حكومةٍ ما أو رئيساً ما حياته السياسية أو الخاصة، لأننا مؤكد سنرى ونستمع لكل ما كُنا عنه غافلين...

الفترة السياسية من تأريخ العراق، المنحسرة بين أعوام 1967 – 2000 فترة جدلية، تعرفنا لبعض من جوانبها دونما أن نلمس شيئاً منها كدليل قاطع لما قيل أو قال، وزير التخطيط العراقي السابق، ومستشار مجلس قيادة الثورة سابقاً جواد هاشم، يتحدث عن مذكراته، في كتاب، وخلال تلك الفترة الزمنية، قائلاً”هذا الكتاب يسرد الأحداث التي عشتها شخصياً اثناء عملي كوزير للتخطيط أو كمستشار في مجلس قيادة الثورة وخلال فترة لم يكن فيها صدام حسين متمتعاً بـ”الصفات”التي تلازمه الآن، في تلك الفترة كان صدام نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة وكان حذراً في تصرفاته، عملياً في ممارساته للسلطة، يستمع جيداً لكل المناقشات، وينفذ ما يعد به، ولا يفقد اتزانه أبداً كما كان جريئاً في اتخاذ القرار...".
ولد هذا الكتاب بطلبٍ من الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري، الذي حصل على وعد من الوزير السابق جواد هاشم، بأن يكتب تجربته مع البعث الصدامي، ما إن بدأ الوزير بتنفيذ وعده للجواهري، حتى حصل على معلومات كثيرة كان يتوجب عليه اضافتها إلى الكتاب وما إن قام بذلك حتى نشبت الحرب بين العراق والكويت، فإزدادت الأحداث السياسية والتي كان يتوجب على الوزير اضافتها الى هذا الكتاب...
هذا الكتاب تضمن 24 فصلاً، حاول مؤلفه أن يضع الأحداث والوقائع الخاصة بالعراق ويجدولها ضمن الفصل الاول منه، أما الفصل الثاني فقد عرض أسماء كثيرة ليتعرف إليها القارئ، ولكي لاتختلط عنده الاحداث والاسماء معاً، أما الفصل الثالث فبدأ الوزير بعرض جانب من حياته التي تعرف خلالها على بعض شخصيات حزب البعث ابتداءً من لندن عام 1955، وانتهاءً ببغداد في الأعوام التي تلت عودته الى العراق....
يُعدّ الفصلان الرابع والخامس، من أهم الفصول المتضمنة لأكثر الاحداث السياسية تأججاً، حيث تروي احداث 17 تموز 1968، وهنا قد تعرف هاشم الى رئيس الوزراء الفريق طاهر يحيى، واحمد حسن البكر الذي اصبح رئيساً للجمهورية في تموز 1968، وكذلك حين أعلن راديو بغداد تسلم البعث السلطة وما رافقه من ذلك.
الفصل السادس من الكتاب يتحدث عن تسلم مؤلف الكتاب الوزارة ودخوله العمل السياسي، ويروي الكاتب الملابسات التي رافقت زيارته لمدن كربلاء والنجف والحلة، ومحتوى التقرير الذي رفعه لرئيس الجمهورية”البكر”آنذاك، وجعله يكتشف جانباً من طباعه الغريبة ومزاجه المتقلب، كما يقدم وصفاً موجزاً عن زيارته الى لندن وباريس كل تلك الزيارات يتحدث عنها جواد هاشم في الفصلين السابع والثامن.
يشير جواد هاشم في الفصل التاسع الى العلاقة الخارجية للعراق، فيتحدث عن علاقة البعث بعبد الناصر التي وصفها بأنها لم تكن على ما يرام، ذلك أن ناصراً لا يثق بالحزب، وكذلك أن حزب البعث وقياداته لا تكن الودَّ اليه...
في الفصول التالية يبدأ الوجه الآخر للسياسة العراقية في فترة حزب البعث بالظهور جلياً، فتتحدث الفصول التالية الى محاولات الانقلاب التي تعرض لها الحزب، والى القمع والقتل للمعارضين الذي بدأ به الحزب، ودور الشيوعيين آنذاك، إضافة الى الحروب التي خاضها الحزب في فترة حكم صدام حسين، وتفاصيل كثيرة عن كيفية انتقال الحكم الى صدام بعد رحيل البكر...