على رصيف المتنبــــي

على رصيف المتنبــــي

رولان بارت: الأدب والحق في الموت

يهدف ما ذكر في هذه المحاضرة التي ألقيت في 9 فبراير 2010 بالكولاج دي فرانس ونشرت في الذكرى الثلاثين لوفاة الكاتب إلى قراءة هذا النص الذي يستعصى على التصنيف في ضوء العبارة الشهيرة للكاتب موريس بلانشو”الأدب والحق في الموت".

يقترح إيريك بارت متخذاً الأسئلة التالية نقطة للبداية: ماذا يحق لي؟ ماذا يسمح لي بكتابته؟ ويرى مارتي أن هذه المذكرات لا يمكن أن توجد إلا”بعد وفاة الكاتب”لأن الكتابة تمت في حياة الكاتب على هامش العمل، فهي تقترب جداً من هذا”الحق في الموت”- الغامض البعيد- وهو يحاول مارتي أن يستكشفه ويخبرنا به.
في 26 من تشرين الاول عام 1977 وعقب وفاة والدته، اتخذ بارت قراراً بكتابة مذكرات الحداد. يهدف ما ذكر في هذه المحاضرة التي ألقيت في 9 فبراير 2010 بالكولاج دي فرانس ونشرت في الذكرى الثلاثين لوفاة الكاتب إلى قراءة هذا النص الذي يستعصى على التصنيف في ضوء العبارة الشهيرة للكاتب موريس بلانشو”الأدب والحق في الموت”. يقترح إيريك بارت متخذاً الأسئلة التالية نقطة للبداية: ماذا يحق لي؟ ماذا يسمح لي بكتابته؟ ويرى مارتي أن هذه المذكرات لا يمكن أن توجد إلا”بعد وفاة الكاتب”لأن الكتابة تمت في حياة الكاتب على هامش العمل، فهي تقترب جداً من هذا”الحق في الموت”- الغامض البعيد- وهو يحاول مارتي أن يستكشفه ويخبرنا به.
“العميل السري” لـ"كونراد بالعربية”

صدر حديثاً عن منشورات المتوسط في إيطاليا، الترجمة العربية لرواية «العميل السري» للكاتب الإنكليزي جوزيف كونراد، الذي يُعدّ من أشهر رواد الحداثة في كتابة الادب الروائي العالمي.
رأى العديد من النقاد والدارسين هذه الرواية من بين أفضل روايات كونراد، فهي واحدة من الأعمال الأولى في الأدب الإنكليزي، التي تستكشف بشكل جاد موضوع الإرهاب، كما أنها تُعتبر من قبل العديد من المختصين العالميين، واحدة من روايات التجسس الأولى من القرن العشرين.
جُسدت هذه الرواية في أعمال فنية عدة، فعرضت في المسرح عشرات المرات، واقتُبست في أفلام سينمائية، وعدة مسلسلات على قنوات تلفزيونية أخرها كانت على قناة (ـبي بي سي). المؤلف جوزيف كونراد يُعَدّ سيد النثر الذي أدخل إحساساً غير إنكليزي إلى الأدب الإنكليزي، كتب عدداً من القصص والروايات، حيث تناولت أغلب أعماله مواضيع متعلّقة بالبَحْرِيّة وهو من المجدّدين الأوائل، رغم أن أعماله احتوت على عناصر الواقعية في القرن التاسع عشر.
أسلوبه السردي وشخصيّاته تستكشف العمق النفسي للإنسان فهو يعتمد كثيراً في سرده على ذاكرته الشخصية، نالت أعماله استحساناً من النقّاد في بداياته.
يُنظَر إلى رواياته وقصصه على أنها تنبّؤية، في ضوء الكوارث الوطنية والدولية اللاحقة في القرنين العشرين والحادي والعشرين. جاءت الرواية التي عملت على ترجمتها الى اللغة العربية الكاتبة العراقية ميادة خليل في 352 صفحة من القطع الوسط. (بترا).
رسائل دوستويفسكي

دفع المترجم العراقي خيري الضامن إلى نشر أكبر مجموعة من رسائل دوستويفسكي (نحو ألف صفحة) تنشر في طبعة فاخرة بمجلدين بدعم من معهد الترجمة في روسيا.
يقول المترجم المعروف عن مشروعه الذي يشكل ظاهرة في عالم الترجمة لسنة 2017:”فراغ كبير آخر في المكتبة العربية تسده”دار سؤال"، وتباغت عشاق الأدب الروسي بمفاجأة سارة ثانية (بعد ترجمة روايات بلاتونوف التي شهدت إقبالاً كبيراً عام 2016).
وأضاف :"إذا كان بلاتونوف يخاطب نخبة من القراء، فجاء استحسان رواياته على مواقع التواصل الاجتماعي في حدود أربع نجوم (النخبة لا تشارك عادة في هكذا تصنيفات)، فإن رسائل دوستويفسكي موجهة بنفس القدر إلى جميع فئات القراء من العامة والخاصة، وينتظر أن يأتي تقويمها أعلى من تقويم بلاتونوف".
وأوضح:”رسائل دوستويفسكي عبارة عن رواية وثائقية ضخمة (في 250 فصلاً- رسالة) لا تقل إثارة عن سائر إبداعاته الروائية. أبطالها الرئيسيون، وفي مقدمتهم دوستويفسكي نفسه وأخوه ميخائيل، والثانويون، صغاراً وكباراً، يعيشون حياة قصيرة في الغالب، إلا أنهم يتطورون في إطارها من جميع الوجوه، يصنعون الأحداث الدرامية فتسحقهم وينصهرون في بوتقتها، ويموتون، فيما تبقى زوجة الكاتب آنّا غريغوريفنا التي لها حصة الأسد من الرسائل، والتي تعيش قرابة 40 عاماً بعد وفاة زوجها وتنشر مذكراتها الشهيرة عنه في منتصف العقد الثاني من القرن العشرين".
"جيرمين وإخوانها”لحازم صاغية

صدر كتاب قصصي جديد لحازم صاغية بعنوان”جيرمين وإخوانها”يضم 31 قصة موزعة على أربعة أقسام:”حيوات بريئة"،”أمزجة ولا أمزجة"،”مجرد تفاصيل"،”عن ماضينا ومستقبلنا".
مع قراءة هذا الكتاب الجديد، ننتبه إلى ميزة إضافية في كتابات حازم، الأدبية منها والصحافية: إنها توهم كل قارئ على حدة، أن صاغية يكتب له وحده، يخاطبه على نحو حميم وشخصي، كأنها حديث خاص بين صديقين. ثمة قوة أسلوبية في وَهْم المشافهة، وَهْم الحديث الشخصي. ونحن أصدقاؤه، غالباً ما ندرك أنه يتحدث كما يكتب، كحكواتي بالغ الموهبة في شرح أفكاره عبر رواية قصة أو حادثة، أو إدغام نكتة في تحليل سياسي، وفي وصفه الكاريكاتوري الدقيق لطبائع الأشخاص وسلوكياتهم. إنه حكواتي – مفكر. والممتع هنا، في الكتابة أو الكلام، هذا المزج الدقيق للمرح والنقد المرير، السخرية والتعاطف، التشاؤم الوجودي والاحتفال بالعيش، الاستياء والتفهم، الانحياز للأريحية والخفة ولو على حساب رصانة الأفكار والقضايا.
في القصة الأولى”جيرمين التي ضاعت في نيويورك”نُفاجأ بنص قريب جداً من مناخات الواقعية السحرية، عالم حقيقي وغرائبي لمنزل لا عدّ لقاصديه وللمبيتين به، ولشخصيات نسائية غريبة الأطوار والسلوك والمظهر: يكتب:”لم يكن من السهل التعرّف إلى عمر جيرمين، كان أمرها يشبه الأحجية: هل تعرف عمرها؟ كان يسألنا يوسف، ابن شقيقتها، واثقاً من أننا لن نعرف. فجيرمين التي صدمتها سيارة وهي طفلة، نمت نمواً كما ينمو العشب البري. جسمها ظل صغيراً ورفيعاً كجسم تلميذة ابتدائية تشارك في مباريات مدرسية للركض، إذ رجلاها أطول مما يحتمله ذاك الجسم الضئيل. وبين أفراد البيت الآخرين، وكلهم ذوو قامات ضخمة، بدت جيرمين أشبه باللعبة التي تتحرك وسط ظلالهم...".

"هكذا يموت العالم”لإليوت

صدر حديثًاً «هكذا يموت العالم» للشاعر والمترجم حسن الصلهبي، والذي يتضمَّن مختارات جديدة من قصائد ت. س. إليوت، هذا الشاعر الأميركي الذي أحدث ثورة كبيرة في حركة الحداثة الشعرية على مستوى العالم. والجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو الرابع ضمن سلسلة الكتب المترجمة التي نشرها المؤلف مؤخراً مثل «كيف سقط قوس قزح على قلبي» و «جسدها والبياض”و «صوت الماء”الصادر عن مجلة الفيصل.
ويحوي الكتاب الذي يقع في 152 صفحة من القطع المتوسطة على مقدمة موجزة لحياة إليوت وبعض اللمحات النقدية التي كُتبت عن شعره، تتبعها سلسلة من أشهر قصائده كأغنية العاشق جي ألفريد بروفروك، مارينا، ما قاله الرعد، الفتاة الباكية، الخاوون، العيون الغارقة في الدموع، والكثير من القصائد التي «كانت تمثل طفرة شعرية لم يسبق لها مثيل حينها حيث رسمت ملامح إنسان ذلك العصر، وما شابه من قلق وتشظٍ بسبب التغيرات والثورات التي اكتسحت العالم وقتها» كما يؤرخ المؤلف لذلك. كما يحتوي الكتاب على الكثير من الهوامش النقدية والتاريخية التي تعزز الخلفيات الثقافية والموروث الديني للحضارات السابقة والفلسفات العالمية التي كان إليوت يستقي منها إدراكه الوجودي ويبلورها في قصائده. ويشير الصلهبي في مقدمته التعريفية إلى أن هذا الكتاب «يُظهر بشكل جلي مفارقات الذات المتشظية في حياة الإنسان المعاصر حيث تعمق إليوت في رسم معالم عصره وقد سادها الخراب المادي والمعنوي في الفترة ما بين الحربين العالميتين وأسهب بإبداعه المألوف في تقصي أبعاد هذه المفارقات".
إن هذا الكتاب -كما يقول حسن الصلهبي-: هو دعوة جديدة لإعادة قراءة هذا الشاعر العظيم «إليوت» في ظل الثورات المتلاحقة والتغيرات الجذرية في تركيبة الإنسان وعلاقة العالم ببعضه في الحقبة التي نعيش فيها، فالشعر العظيم متصل بالماضي - كما يقول هو- وممتد في أعماق المستقبل وذلك عائد للهم الإنساني الكبير الذي يفوح من خلجاته.

يوميات بيسوا..
حكايات غير مطمئنة بالمرّة

"عيد ميلاد ماريا. حر حانق. لم أفعل شيئاً على الإطلاق".. هذا ما كتبه فرناندو بيسوا يوم 2 نيسان 1906 كما جاء في يومياته التي صدرت ترجمتها العربية عن دار توبقال للنشر بترجمة المهدي أخريف.
وكتب المهدي أخريف في تقديم هذه اليوميات قائلاً: يوميات فرناندو بيسوا نشرت للمرة الأولى بالبرتغالية عام 2007 في دار أسيريو ألبيم، وهي تؤرخ لمراحل معينة من حياة الشاعر بعد عودته من”دوربان”بجنوب أفريقيا، بدءاً من السنوات التالية: 1906 -1908 ثم 1913 و1914 و1915 بعدئذ نلاحظ حصول انقطاعات في وتيرة التأريخ في السنوات اللاحقة، وربما بسبب انقطاع المؤلف أكثر فأكثر لأعماله الشعرية والنثرية اللاحقة الموقعة باسمه هو وباسم أنداده بدون إغفال ما عرفته السنوات الأخيرة من حياته من تفاقم أزماته الروحية والصحية.
وتابع”أخريف”ما يلفت الانتباه في هذه اليوميات في المقام الأول هو حفول التدوينات اليومية للسنوات المبكرة 1906-1908 بالتفاصيل الدقيقة لحياته الدراسية، علاقاته، انشغالاته الأدبية والفكرية، بينما نجد التدوينات المؤرخة ما بين 1913 و1915 تنحو منحى التحليل والتعليق على الأحداث الصغيرة والكبيرة الشخصية والعامة، ومن خلالها نتعرف على انخراطه المتزايد فى الحياة الثقافية في بلده وعلى تطور وغزارة إنتاجه الأدبي نثرا وشعرا وكذلك على اضطلاعه بدور رائد في حركة الحداثة الأدبية البرتغالية، فضلاً عن حياته العملية وتوسع علاقاته مع أبرز الأدباء ورموز الحركة الطليعية، بالإضافة إلى مساهمته في السجالات السياسية والثقافية ضد التيارات المحافظة والرجعية. ولعل ما يمنح هذه اليوميات أهمية خاصة ترفعها إلى مستوى بعض كتاباته الرئيسة هو ما يتخللها من نوعيات كتابية مختلفة ومتنوعة، أدناها بعض الخطاطات والملاحظات البيوغرافية والبيبلوغرافية، وأعلاها تجسدها تلك النصوص والمقاطع التأملية البيسويّة الخالصة، بما تفصح عنه من نضج مدهش، ومبكر، في مقاربة قضايا يومية وذهنية من منظوره الميتافيزيقي الفريد الذي سيظل يغني رؤيتنا للوجود الإنساني.
تبقى الإشارة إلى أن بعض هذه النصوص والانطباعات مؤرخة في سن مبكرة منها ما كتب قبل بلوغه سن العشرين، ومن خلال تلك اليوميات، نتعرف على حياة فرناندو بيسوا، وهي حياة متقلبة، غامضة، يعتريها الكثير من الغرابة والقلق، فصاحب «اللاطمأنينة» يخاف من اليوميّ ويهرب منه، يتحاشى الناس ولا يخالطهم.
أما بيسوا كشاعر فهو يرى أن الشعر”موجود في كل شيء، في البر وفي البحر، وفي البحيرة وعلى ضفة النهر، وموجود أيضاً في المدينة، لا تنكر ذلك، يبدو جلياً أمام عيني وأنا جالس، ثمة شعر في ضوضاء السيارات على قارعة الطريق، ثمة شعر في أي حركة مبتذلة ومُضحكة لصباغ في الناحية الأخرى من الشارع وهو يلون إعلاناً لدكان لحام".

ذات صلة