العالم يحتفل  بمرور 200 عام على وفاة جين أوستن

العالم يحتفل بمرور 200 عام على وفاة جين أوستن

اعداد / منارات
هذا العام تحل الروائية جين أوستن على جدول الاحتفالات في بريطانيا والعالم لمناسبة مرور 200 عام على وفاتها سواء في مدينة تشاوتن حيث قضت جانبا كبيرا من حياتها أو في وينشستر، حيث نشأت ودفنت في الكاتدرائية العتيقة، ومرورا بمدن أخرى ارتبطت بروايات الكاتبة الكبيرة وبعائلتها مثل باث وباسينغستوك وغيرها.

وتوجت الاحتفالات بإزاحة الستار عن العملة الورقية وأخرى معدنية تحمل صورة أوستن وعبارة مستقاة من أشهر رواياتها «الكبرياء والهوى». ونال قرار بنك إنجلترا بوضع صورة الكاتبة كثيرا من الصدى خاصة أنها أول روائية في بريطانيا توضع صورتها على العملة.
وإلى جانب الاحتفاء بالعملة ظهرت اعتراضات من أكاديميين وعشاق للكاتبة حول وضع اقتباس من أشهر رواياتها على العملة الورقية.
مصدر الاعتراض مهم بالنسبة لمن قرأ «الكبرياء والهوى» أو حتى شاهدها من خلال المعالجات السينمائية والتلفزيونية الكثيرة. ببساطة، الجملة على العملة تقول: «أعتقد، في نهاية الأمر، أنه لا توجد متعة مثل القراءة»، وقد تبدو مناسبة للوهلة الأولى، لكن المعترضون أشاروا إلى أن الجملة جاءت في سياق أحداث الرواية على لسان شخصية «كارولين بينغلي» وهي امرأة مغرورة وسطحية وجاء قولها للتفاخر أمام بطل الرواية «مستر دارسي”وليس انطلاقا من حبها للقراءة التي نعرف من خلال الأحداث التالية أنها لا تعيرها أي أهمية إلا في إطار جذب أنظار الجنس الآخر. وتوالت الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي أيضا من قراء أوستن ومحبيها فقالت إيلي كومبو على «تويتر»: «عبارة (لا توجد متعة مثل القراءة) ليست على لسان جين أوستن وإنما هي لواحدة من أقل بطلاتها ذكاء»، وقال إدي روبسون: «إسناد اقتباسات للكاتب بدلا من الشخصية من الأمور التي تزعجني، فلا يعني وجودها على لسان إحدى الشخصيات أن الكاتب يتفق معها».
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده محافظ بنك إنجلترا مارك كارني في كاتدرائية وينشستر، (حيث دفنت أوستن) لإطلاق العملة، أشار مراسل لوكالة «رويترز”إلى أن الاقتباس له خلفية مختلفة عن مراد البنك بتبجيل أوستن، ولكن كارني رفض تلك الفرضية وقال: «بالنسبة لي تعبر الجملة عن مسحة من السخرية الاجتماعية ونظرتها الثاقبة في الشخصيات الإنسانية، ولهذا فإن الجملة تعد مناسبة على عدد من المستويات». ودخل المتحف البريطاني على خط النقاش ونشر على «تويتر» اقتباسا من رواية «إيما»: «لا يوجد سحر يوازي رقة القلب»، جين أوستن على ورقة نقدية من فئة 10 جنيهات ستصدر نهاية العام. ورأى البعض أن المتحف البريطاني يسجل رأيا في الاقتباس المختلف عليه، بتقديم اقتباس آخر قد يكون أكثر مناسبة، على لسان بطلة رواية «إيما».
ومن جانبها، علقت كريادو بيريز الناشطة التي دعت إلى وضع صورة امرأة على الورقة المالية منذ عدة سنوات: «اليوم لا أريد أن أفكر بالإساءات والتهديدات التي وجهت لي بسبب الحملة، ولا أريد أيضا أن أفكر بأن الورقة النقدية ليست من دون أخطاء، فاختيار الاقتباس على سبيل المثال ينقص منها، اليوم أريد أن أحتفل».
ولكن الانتقادات لم تتوقف عند الاقتباس وإنما امتدت للصورة التي اختارها بنك إنجلترا لأوستن، فالعملة عليها رسم يعتمد على آخر نفذ في عام 1870 بناء على تكليف من ابن أخيها، وفي الخلفية رسم آخر لبطلتها الشهيرة إليزابيث بينينت من رواية «الكبرياء والهوى» وهي تنحني على طاولة الكتابة. رسم أوستن قوبل باستياء من البعض ومنهم المؤرخة وصاحبة كتاب صدر حديثا عن أوستن، لوسي وورزلي، التي قالت: «إنه أمر يدعو للسخرية أن الرسم الذي اختاره بنك إنجلترا لا يصور أوستن في الحقيقة، إنما هو رسم نفذ للدعاية لأوستن الكاتبة ولا يعبر عن ملامحها بدقة». وهو تعليق يبدو أن مركز جين أوستن في مدينة باث يتفق معه، إذ أشار، حسب ما تذكر صحيفة «التلغراف»، إلى أن مسؤولي المركز اتصلوا ببنك إنجلترا وعرضوا تقديم رسم خاص لأوستن يقوم المركز بإعداده ولكن العرض قوبل بالرفض من قبل البنك. وفي حديث لصحيفة «تلغراف »قالت فيكتوريا كليلاند مسؤولة العملة ببنك إنجلترا، إنها مندهشة من ردة الفعل حول الصورة المستخدمة: «استخدمنا رسما معتمدا من عائلة أوستن، وقررنا استخدام رسم يتعرف عليه الجمهور».
وفي مناسبة أخرى وفي إطار الاحتفالات بمائتي سنة على وفاة أوستن التي تستمر على مدى العام، دشن أول من أمس، أول تمثال للكاتبة في سوق مدينة باسينغستوك القريبة من مدينة ستيفنتون؛ حيث عاشت الكاتبة أول 25 عاما من حياتها.
وتكلف التمثال مائة ألف جنيه إسترليني ونحته المثال آدم رود بناء على تكليف من مؤسسة الثقافة بهامبشاير. وتستمر قائمة الفعاليات التي ستشهدها بريطانيا عامة وتشاوتن تحديدا، وهي طويلة جدا وتختلف ما بين حفلات راقصة على طريقة القرن التاسع عشر وورشات لتعليم الرقصات التي كانت شائعة وقتها ومعارض متنوعة.
ولدت جين أوستن في ستيفنتن في بريطانيا عام 1775. والدها كان قسا قروياً لا يملك الكثير من المال، ومع ذلك فقد كانت طفولتها سعيدة. تعلمت جاين في المقام الأول على يدي والدها وإخوتها الأكبر سناً، كما تعلمت من قراءتها الخاصة. في عام 1801 انتقلت اسرتها إلى مدينة باث. لم تحب هذه المدينة وبعد وفاة والدها في عام 1805 انتقلت جين ووالدتها واختها إلى شوتون حيث اهتم بهن أخوها الغني وأعطاهن بيتاً.
قبلت الزواج من رجل ثري ولكن كانت خطوبة قصيره فقد نامت جين لتصحو في صباح مبكر وتهمس في اذن إحدى بنات اشقائها « كل شيء يمكن ان يحدث اي شيء يمكن ان يتحمله الإنسان إلا ان يتزوج بغير حب
في الفترة من عام 1811 وحتى عام 1816 حققت جين اوستن نجاحا هائلاً ككاتبة حيث نشرت العديد من روايتها مثل احاسيس ومعقولية 1811 وكبرياء وتحامل 1813، حديقة مانسفيلد، إيما 1815. كما قامت بعد ذلك بكتابة روايتين هما: دير نورث آنجر واقناع اللتان تم نشرهما بعد وفاتها عام 1818. كانت جين أوستن قد بدأت في كتابة رواية أخرى ألا وهي سانديتون ولكنها توفيت قبل أن تنتهى من كتابتها حيث كانت مريضة فسافرت مع عائلتها الي ونشستر باحثة عن الشفاء. وتوفيت وهي في الواحدة والأربعين من عمرها.
قال عنها «سومرست موم"لقد وجدت المرأة نفسها عندما ولدت جين وقال عنها المؤرخ الكبير «مالاي » انها أعظم أدباء إنجلترا بعد شكسبير وقال عنها «والترالن » أصبحت جين مقياساً ومرجعاً نعود اليهما كلما أردنا أن نقيم أعمال المؤلفين المحدثين.
جورج اوستن (1731 - 1805) وزوجته كاساندرا (1739 - 1827) كانوا من عائلات نبيله وكبيره تزوجا في 26 أبريل 1764 في كنيسة Walcot.
كانت عائلة أوستن كبيره: ستة اشقاء، جيمس (1765 - 1819), جورج (1766 - 1838)، إدوارد (1767 - 1852)، هنري توماس (1771 - 1850)، فرانسيس وليم (فرانك) (1774 - 1865)، تشارلز جون (1779 - 1852) و أخت واحده: إليزابيث كاساندرا (1773 - 1845)
في أوائل عام 1816، بدأت جين أوستن تشعر بأنها ليست على ما يرام، لكنها تجاهلت مرضها في البدايه، واستمرت في عملها.
واصلت جين عملها على الرغم من مرضها. وقالت انها ليست راضيه عن انتهاء Elliots وبدأت في كتابة اخر فصلين والانتهاء منها في 6 أغسطس عام 1816. و في يناير 1817 بدأت جين العمل على روايه جديده، واكملت منها اتني عشر فصلا قبل أن تتوقف عن العمل في منتصف مارس عام 1817. و كلما تقدم المرض كان اشد فـ كانت تعاني من صعوبه في المشي، وبحلول منتصف أبريل اقتصرت جين إلى فراشها. في مايو رافق هنري جين إلى وينشستر لتلقي العلاج. توفيت جين في 18 جولاي عام 1817 عن عمر يناهز 41 عام.
مع أنها لم تتزوج في حياتها فإن هذا لم يمنعها من كتابة روايات عن الزواج والنساء اللواتي يبحثن عن ازواج. فقد كانت كل صديقاتها يردن الزواج ليرفعن من مكانتهن الاِجتماعية. في نهاية كل رواياتها كل الشخصيات يقعن في حب الرجل المناسب.
الروايات القصصية بقلم جاين أوستن مشهورة لانها تسخر من القواعد الاجتماعية وتظهر الأسلوب البارع لدى الكاتبة.
بالرغم من أنها شهدت مدة من الحرب والثورة عدم الاستقرار الاجتماعي لم تكتب جين عن الحروب أو عن أحداث عظيمة أخرى.لم تشتبك شخصياتها في مشاكل الحياة الخطيرة، لكن انشغلت في نوع من المشاكل التي يواجهها أي شخص-أشياء تقلق كل شخص في حياته الخاصة وفي حياة الناس القريبين منه.
كان لدى جين إحساساً حاداً لمعرفة طبائع البشر. ورواياتها مليئة بصور الناس الذين يعتبرون أنفسهم أفضل مما هم عليه
أشهر روايتها هي كبرياء وتحامل (كبرياء والحكم المسبق) وهي قصة عاطفية عن الامراة الذكية إليزابيث بينيت والرجل الغني والمعجب بنفسه فيتزويليام دارسي. مع ان هذه الرواية تتكلم عن الحب ففي نفس الوقت تتكلم أيضا عن النظرية المعروفة، المنزلة الِاجتماعية.
هدية جين الي عالم الادب الغربي هي الرواية الحديثة الأولي بالانجليزية. رواياتها تتكلم عن الحياة اليومية والمشكلات اليومية للطبقة الوسطي. رواياتها كانت من أوائل الكتب التي ناقشت حياة النساء في أوائل القرن التاسع عشر.
كبرياء وهوى تم نشرها لأول مرة في 28 كانون الثاني / يناير 1813، وهي الأكثر شهرة من روايات جين اوستن واحدة من أولى الروايات الكوميدية الرومانسية في تاريخ الرواية.

كتبت أولاً كبرياء وهوى بين 1796 و 1797، في البداية دعتها جين اوستن الانطباعات الأولى، ولكن لم تنشر أبدا تحت هذا العنوان، فقد نشرت التنقيحات التالية لأول مرة في 28 كانون الثاني / يناير 1813.. مثل كل سابقاتها، والإحساس والشعور، ونورثانغير الكنيسة، فقد كتب في ستيفينتون، هامبشاير، حيث كانت تعيش أوستن في منزل كاهن الابرشية.
والرواية هي قصة عاطفية عن المرأة الذكية إليزابيث بينيت والرجل الغني والمعجب بنفسه فيتزويليام دارسي. وعلى الرغم من أن هذه الرواية تتكلم عن الحب ففي نفس الوقت تتكلم عن النظرية المعروفة, وهي المنزلة الاجتماعية.. وتعد اليوم من أفضل أعمال وهي الأكثر شهرة من روايات جين اوستن، وقد تحدثت فيها عن القرى الإنكليزية الصغيرة مثل تلك القرى التي عاشت فيها الكاتبة نفسها. وكان موضوع روايتها: الفرح والحزن، الأمل والخوف، النجاح والفشل في الحياة اليومية للناس مثل أولئك الناس الذين تعرفهم جين. فعائلة السيد بينيت في هذه الرواية تشبه عائلة جين اوستن نفسها في الكثير من المواضيع. وجين أوستن تشبه شخصية إليزابيث بينيت إلى حدّ كبير.
في عام 1813م، نشرت رواية”كبرياء وهوى”لأول مرة. تعتمد الرواية على تتبع البطلة إيلزابيث بينيت. كما تناقش الرواية قضايا الأخلاقيات، و التنشئة، و الفضيلة، و التعليم، و الزواج في مجتمع طبقة ملاك الأراضى في أوائل القرن ال19 في إنجلترا. تعد إيلزابيث البنت الثانية من بين خمسة بنات لرجل يقطن في مدينة الماريتون الخيالية في هرتفوردشير الواقعة بالقرب من لندن. على الرغم من أن أحداث الرواية تدور في أعقاب القرن ال19، فهى لا تزال تبهر القرًاء المعاصرين. و لا تزال تقترب من القمة في قوائم"أكثر الكتب المحببة"مثل"القراءة الكبرى". كما أصبحت واحدة من أكثر الروايات شهرةً في تاريخ الأدب الإنجليزى. كما تحظى باهتمام بالغ من الأدباء. كما أدى هذا الاهتمام المعاصر بهذا الكتاب إلى ظهور عدد من الأعمال المشابهه و العديد من القصص، و الروايات التي تحاكى أفكار، و شخصيات جاين أوستن التي لا تنسى. على مر التاريخ، تم بيع بضعة ملايين من هذا الكتاب. اّنا كويندلين تقول:"رواية كبرياء و تحامل"تحمل العنصر الذي تحمله بقية القصص العظيمة الأخرى و هى البحث عن الذات. كما أنها أول رواية تعلًمنا أن هذا البحث يبدأ في غرفة التسلية بحوار صغير مثل السعى وراء الموبى ديك أو العقوبة العامة للزنى".