المعموري الذي يتسلل الى بيت الخيال وطارده الى تخومه القصوى

المعموري الذي يتسلل الى بيت الخيال وطارده الى تخومه القصوى

شهيرة احمد / شاعرة فلسطينية
يتحدث الباحث والمفكر العراقي ناجح المعموري عن جلجامش كما لو كان صديقه الحميم، وعن ملحمته كما لو أنها بيته الذي فيه تربى وترعرع..... وما هذا بعجيب، فالرجل منح روحه بالكامل للبحث عن كنوز الأسطورة ومباهجها الكامنة وراء الكلمات.... قرأ ما تبدّى منها وما خفي ليخرج بمجموعة من الكتب التي تشكل مشروعاً بحثياً سامقاً.

لم يكن في مشروعه الإبداعي يعقد قرانه على السراب رغم أن شغله البحثي يأتي في منطقة قريبة منه. بل جاء رهانه الإبداعي معقوداً على اقتناص ما هو متميز ومتفرد في البحوث الميثولوجية، وقراءة ما هو مسكوت عنه في خطابها، فأمتشق من اجل حلمه كل وسائل البحث المساندة، وصادق كل المناهج وتعرف الى كل أصدقاء الأسطورة ليفهمها، ثم انه أقام في النص قارئاً وباحثاً ومتسائلاً ومنقباً عن الخفايا بصبر عجيب.
ناجح المعموري كمن يلعب مع المستحيل، أو مع ما يبدو غير قابل للحدوث على الأقل. هكذا يبدو المعموري في دراساته الكثيرة، مطلقاً العنان لقلبه يطارد الخيال الى تخومه القصوى...... وهل من تجلًّ للخيال البشري أثرى من ذلك الخيال الذي صاغ الأسطورة. كان في رحلته الطويلة مع الأساطير مسكوناً حتى النخاع برغبة الباحث المستكشف بالحصول على صيد ثمين. وربما لولعه وإخلاصه وتفانيه في البحث، قررت الأسطورة في لحظة وله متبادل أن تفتح له هي الأخرى ذراعيها، وان تأخذه بين دروبها، وتصب في قلبه من المعرفة ما يجعله واحداً من أهم الباحثين في حقل الاركيولوجيا الثقافية.
ج (الاتحاد) الإماراتية