حافظ شيرازي.. قراءة جديدة

حافظ شيرازي.. قراءة جديدة

قصائده تقودنا إلى زيادة الوعي الذاتي ولديه رؤية فاحصة للأمور أكثر من التي نمتلكها

ترجمة / أوراق
اسمه شمس الدين محمد حافظ الشيرازي نسبة إلى مدينته القديمة شيراز الإيرانية، ولد عام 1320 وتوفي عام 1389، وهو واحد من أكثر الشعراء المحبوبين في إيران ويعتبره الكثيرون على تعدد ثقافاتهم المختلفة واحدا من أقدر ما أنجبه الشعر على الاطلاق ومن يقرأ قصائده التي امتلئ بها قرنه الرابع عشر سيجد أنها ليست فقط جميلة جدا فهي مفيدة أيضا،

فحافظ يمكنه أن يعلمنا كيفية الحصول على أقصى استفادة من حياتنا اتفق على ذلك كل من الشاعر والفيلسوف الأمريكي المعروف رالف والدو إيمرسون والشاعر الألماني الأشهر يوهان فولفغانغ فون غوته، قال ايمرسون عنه :
“هو جريء فيما يطرحه ولديه رؤية فاحصة للأمور أكثر من التي نمتلكها، وهذا هو الشاعر الذي كنت أمني النفس برؤياه”، ترجم له كل من غوته وإيمرسون، قال عنه الأول بعد دراسته لشعره :”حافظ نادرا ما يكون له شبيه في شعره”، كما أعجبت قصائده العديد من الوجوه الأدبية مثل نيتشه و آرثر كونان دويل الذي ابتدع شخصية شيرلوك هولمز الرائعة مقتبسا الحكمة منه ليضعها في تلك الشخصية، كذلك أشاد به وبشعريته الصوفية غارسيا لوركا وكان الموسيقار الألماني يوهانس براهمز متأثرا بقصائده التي استخدم الكثير منها في مؤلفاته، وحتى ملكة بريطانيا الأم فيكتوريا قيل أنها استشارت حافظ وقت احتياجها لرجل حكيم يفهم طبيعة المنطقة التي تحاول مد نفوذها عليها، والعديد من المسؤولين آنذاك الذين حكموا بلاد فارس وما جاورها كانوا يطلبون النصح منه عند مواجهة صعوبة لهم في الحكم، أو عند منعطف مهم في حياتهم، وأشعر أن حافظ نادر في شعره حيث يمنح من خلاله سعادة كبيرة وراحة ليس لها حدود، ولدى دراستي حياته وعدد آخر من الشعراء والفنانين والأدباء وجدت أن هناك شعورا رائعا يتقاسمونه في عملهم، لقد ساعدوني على تشكيل التعريف الخاص بالفنون جميعا أنه المقياس الحقيقي لنجاح كل مقاصدها بتنوع ثقافاتها التي تحملها، كما رأى ايمرسون بحافظ الشيرازي كذلك ذلك المقياس الحقيقي في كل تفاعلاته التي جسدها، وهو تعريف مهم وهدف فني ومعيار أؤمن به، وربما هي أحد أعظم سمات وقيم الفن وهو جذب انتباه شخصا آخرا حتى يكون شاهدا لتلك القيم.
لقد نشرشيرازي حوالي 700 قصيدة جمعت في ستة كتب قال عنها الكثير ممن قرأها أنها صالحة حتى في القضاء على العلل وعلاج للمخاوف ولم يقتصر في كتابته للشعر فقط بل كتب القصة التي تحمل الكثير من تجاربه الحياتية وحكمته وصوفياته، قصائده تقودنا إلى زيادة الوعي الذاتي ولديه رؤية فاحصة للأمور أكثر من التي نمتلكها وهو منجم للرومانسية الجميلة يمكن أن تبدأ مع كل الذين يقرأون غالبا كتبه، وحتى الذين كتبوا عنه كدانيال لادينسكي الشاعر والمترجم الأمريكي الشهير الذي ترجم العديد من قصائد حافظ الصوفية وكتب كتبا عديدة عنه وكثيرا ما كان يقول أن قصائده تحتل قلوبنا حين نقرأها فلها سحر عجيب يتغلغل داخل أرواحنا.