72 عاما على حادثة مقتل الملك غازي ..

72 عاما على حادثة مقتل الملك غازي ..

اسعد محمد علي
غازي بن فيصل الأول بن الشريف حسين الهاشمي (1912 - 1939) ثاني ملوك العراق. حكم من 1933 ولغاية 1939. ولد في مكة الواقعة ضمن ممالك وولايات الدولة العثمانية، الإبن الأكبر للملك فيصل الأول الذي كان له ولدان (غازي ومحمد) وثلاث بنات (رفيعة وعزة وراجحة).

نشأته وزواجه
عاش في كنف جده حسين بن علي شريف مكة قائد الثورة العربية والمنادي لاستقلال العرب من الأتراك العثمانيين ومنادياً بعودة الخلافة للعرب.
في يوم 18 سبتمبر1933، أعلنت خطوبته وعقد قرانه على ابنة عمه عالية بنت علي بن الشريف حسين بن علي شريف مكة، وفي مساء يوم 25 يناير عام 1934 تم الزفاف. ورزق بإبنه فيصل وهو الوحيد في الساعة الثامنة والنصف من يوم 2 مارس1935.
حياته السياسية
سمّي ولياً للعهد عام 1924 وتولى الحكم وهو شاب يتراوح عمره 23 عاما ثم ملكا لعرش العراق عام 1933 لذا كان بحاجة للخبرة السياسية التي استعاض عنها بمجموعة من المستشارين من الضباط والساسة الوطنيين.
كان الملك غازي ذو ميول قومية عربية كونه عاش تجربة فريدة في طفولته حيث كان شاهدا على وحدة الأقاليم العربية إبان الحكم العثماني قبل تنفيذ اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي إلى بلدان تحت النفوذ إما البريطاني أو الفرنسي. ناهض النفوذ البريطاني في العراق وأعتبره عقبة لبناء الدولة العراقية الفتية وتنميتها، وأعتبره المسؤول عن نهب ثرواته النفطية والآثارية المكتشفة حديثاً، لذلك ظهرت في عهده بوادر التقارب مع حكومة هتلر قبل الحرب العالمية الثانية.
شهد عهده صراع بين المدنيين والعسكريين من الذين ينتمون إلى تيارين متنازعين داخل الوزارة العراقية، تيار مؤيد للنفوذ البريطاني وتيار وطني ينادي بالتحرر من ذلك النفوذ حيث كان كل طرف يسعى إلى الهيمنة على مقاليد السياسة في العراق. فوقف الملك غازي إلى جانب التيار المناهض للهيمنة البريطانية حيث ساند انقلاب بكر صدقي وهو أول انقلاب عسكري في الوطن العربي، كما قرب الساسة والضباط الوطنيين إلى البلاط الملكي فعين الشخصية الوطنية المعروفة (رئيس الوزراء لاحقاً) رشيد عالي الكيلاني باشا رئيسا للديوان الملكي.
نادى لتحرر الأقاليم والولايات العربية المحتلة التي كانت متوحدة تحت حكم الدولة العثمانية ودعا إلى إعادة توحيدها تحت ظل دولة عربية واحدة، ومن هنا ظهرت دعوته لتحرير الكويت من الوصاية البريطانية وتوحيدها مع العراق والإمارات الشرقية لنجد حيث قام بتأسيس إذاعة خاصة به في قصره الملكي قصر الزهور وأعد البرامج الخاصة بتحرير ووحدة الأقاليم العربية ومنها توحيد الكويتبالعراق، والوقوف إلى جانب فلسطين التي كانت تحت الإحتلال البريطاني والتي كانت في حالة حرب داخلية بسبب تعرضها لهجرات واسعة من المستوطنين اليهود من كافة أرجاء العالم ووقوف القوى الوطنية الفلسطينية بوجه هذه الهجرات، فوقف إلى جانب قادة الثورة الفلسطينيةكعزالدين القساموغسان كنفاني ومفتي القدس الحاج أمين الحسيني.
وفاته
توفي في حادث سيارة (غامض) في 4 أبريل سنة 1939 عندما كان يقود سيارته فاصطدمت بأحد الأعمدة الكهربائية، أدلت زوجته الملكة عالية بشهادتها أمام مجلس الوزراء بأنه أوصاها في حالة وفاته بتسمية الأمير عبدالإله (شقيقها) وصيا على إبنه فيصل.
حادث أم جريمة قتل؟؟
هناك الكثير من التكهنات حول وفاته بسبب بعض الدلائل التي تشير إلى وجود من يحاول التخلص منه بسبب تقربه من حكومة هتلر ضد الإنجليز ذوي النفوذ الواسع في العراق، ومنها التناقض بين تصريحات الأطباء الذين عاينوا الجثة وبين تقرير اللجنة الطبية الخاص بوفاته والذي كان برئاسة الطبيب البريطاني سندرسن، ومنها أيضا إصابته المباشرة في خلف الرأس بآلة حادة وهو يقود سيارته في حين أعلن رسميا بأن سبب الوفاة كان جراء اصطدام سيارة الملك بعمود كهرباء،يرى الدكتور صائب شوكت الطبيب العراقي ان الضربة ليست بعمود كهرباء كما ان الصور عن سيارة الملك بعد الاصطدام حجبت تماما و التي بينت بان الإصطدام من جهة اليمين في حين كان الملك جالسا في جهة اليسار و اختفاء خادم الملك عبد سعيد بعد الحادث , كمااشار اللواء فؤاد عارف وكان قبل الحادث بفترة مرافقا للملك بانه كان يرسل مفرزة حراسة في الطريق الذي جرى فيه الحادث الا انه بعد نقله من الحرس الملكي لم يتم ذلك . وتشير الوثائق البريطانية المعلنة حديثاً إلى وجود مراسلات خاصة بين السفير البريطاني في بغداد يومئذ السير موريس بيترسون والحكومة البريطانية حول ضرورة التخلص من الملك غازي وتنصيب الأمير زيد بن علي بدلا عنه بسبب وجوده كحجر عثرة أمام تنفيذ السياسة البريطانية في العراق والذي ينعكس على الوضع في الشرق الأوسطوالوطن العربي لما للمملكة العراقية من وزن مؤثر في السياسة العربية والدولية في المنطقة بسبب التكوين الحديث لبعض الدول العربية والبعض الآخر الذي كان لازال يرزح تحت الإحتلال في ظل ظروف الإحتقان الدولي الناجم عن توسع نفوذ الدكتاتوريات النازيةوالفاشيةواليابانية في العالم عشية الحرب العالمية الثانية ولم ينكر السير موريس بيترسون ذلك في مذكراته اذ قال ان الملك غازي يجب ان يبعد وقد كان في طريقة إلى اسبانيا عندما وقع الحادث .
مقتل غازي برواية السيد محسن ابو طبيخ
كان عهد الملك غازي عهد النهوض القومي حيث انطلقت الروح القومية والوطنية على اشدها وقد استبشر العراقيون والعرب بتوليه الملك فتحول فيها غازي الى رمز من الرموز القومية وساد الشعور بانه سوف يسير على خطى والده في توحيد العرب التي مات من اجلها لذا تعلق به المواطنون الاحرار والشخصيات القومية على طول الوطن العربي واعتبروه محط امالهم ورجائهم ولكن في الوقت نفسه شعر بعض السياسين العراقيين المرتبطين بالعرش امثال نوري السعيد واعوانه بخطورة وجود الملك غازي ، فبدأ نوري السعيد وزمرته بحياكة المؤامرات والدسائس للاطاحة بالملك الشاب وخصوصاً بعد ان انطلق صوت الملك من اذاعة قصر الزهور الى اعداد الشعب من خلالها والامة العربية للوحدة والاتحاد وطرد الانكليز الى اوطانهم ورفع الهمم والعزائم ويبشر العرب بمستقبلهم المنشود في ظل الاستقلال التام وركز على بريطانيا واعتبرها اكثر عداءً للعرب وخطراً على مصالحهم الوطنية والقومية فتجاوبت معه الجماهير في كل مكان في العراق والوطن العربي.
كل هذا جعل الانكليز يعتقدون ان وجود غازي في الملك خطراً شديداً على مصالحهم وكذلك اذاعته التي اعتبروها سلاحه الماضي ولذلك قرروا التخلص منه اما بقتله او تنحيته عن العرش . لذا عمدوا في بادئ الامر الى تجريده من سلاحه وهي شعبيته الواسعة في العراق فعمدوا الى تشويه سمعته بين اوساط الشعب فكانت اول خطوة في هذا الاتجاه هي اطلاق الاشاعات الكاذبة وخلق الاخبار الملفقة ضد سلوكه وتصرفاته الشخصية فأخذوا يروجون الاقاويل عنه وعن علاقته المريبة بالنساء التي كانت تجري في القصر الملكي سواء كان ذلك في قصر الحارثية ام في قصر الملح في ابي غريب كما اشاعوا بان الملك مدمن على الخمر ويواصل الشرب ليل نهار وهو لا يدري ما يجري حوله في البلاط الملكي لشدة افراطه في الشرب فهو يذهب الى البلاط ثملاً. ثم حاولوا عزله عن اصدقائه والمقربين اليه من المخلصين له من ساسة وعسكريين تحت اساليب عدة كأتهامهم بالتآمر او القتل وزجهم في السجن كما تم احالة بعضهم على التقاعد للتخلص منهم . كما عمدوا الى قتل الحرس و الخدم المخلصين له من ساسة وعسكريين تحت اساليب عدة كأتهامهم بالتآمر وغيرها. وما ان فرغوا من هذه المرحلة بدأوا بالمرحلة الثانية هي التأمر على حياة الملك وقد شجعهم على ذلك تصريح السفير البريطاني (موريس بيترسون) الذي قال في اذار 1939، ان الملك غازي يجب ان يسيطر عليه (ويخلع). وبذلك فتح الطريق امام نوري السعيد الذي كان يضمر للملك حقداً وكرهاً شديداً منذ مقتل صهره جعفر العسكري في انقلاب بكر صدقي سنة 1936ويعتقد نوري السعيد ان الانقلاب تم بموافقة وتأييد الملك غازي. كما ان الملك غازي كان يكره نوري السعيد ويبعده عن الحكم في كل مناسبة ويقرب اليه السياسيين القوميين والوطنيين كل هذه وغيرها. ولد عند نوري السعيد كرها وحقداً ولابد من التخلص منه في اقرب فرصة. وقد تم له ما اراد يوم 4 نيسان1939 باختلاق قصة اصطدامه في العمود. وكان يؤازر نوري السعيد في مؤامرته على الملك ابن عمه عبد الاله وشقيق الملكة عالية. وكان عبد الاله لا يلقي احتراماً من الملك وكان لايحبذ وجوده في القصر او البلاط .لانه كان يخلق الكثير من المشاكل بينه وبين زوجته الملكة عالية ، وكان عبد الاله ينظر الى غازي بعين الحسد والغيرة الذي تبوأ عرش العراق اما هو فموظف بسيط في وزارة الخارجية يتلقى راتباً بسيطاً لا يسد احتياجاته بالاضافة الى فشله بالدراسة وكان يقضي وقته بين موائد القمار وجلسات سباق الخيل. كل هذه العيوب والنواقص في شخص عبد الاله مكنا نوري السعيد ان يجنده لمشروعه وهو قتل الملك غازي وفي الوقت نفسه بالوصاية ان هو اخلص له وتعاون معه لاسيما وان عبد الاله يحمل عقدة نتيجة والده الملك علي عن عرش الحجاز وفشله في الدراسة وفشله في الزواج. وهكذا تم تدبير حادثه مقتل الملك غازي في السيارة في الطريق المار بين قصر الزهور وقصر الحارثية تم ذلك في ليلة 3-4 نيسان 1939.
يقول السيد جواد هبة الدين الحسني تحدث السيد محسن ابو طبيخ مساء السبت 12تموز عام 1958 ضمن الحديث عن العائلة المالكة الهاشمية والامير عبد الاله والملك غازي ومقتله قال: وانا اشعر في نفسي بألم روحي من انني كنت من احد الاسباب لمقتله من حيث لا ادري.. قلت له كيف؟ قال: قبل مقتل غازي باربعة ايام عدت الى البيت ظهر الخميس 30 آذاربحسب المعتاد وبعد تناول الغذاء. ذهبت لاخذ قسطاً من نوم القيلولة المعتاد عليه وكانت الساعة حوالي الواحدة من بعد الظهر.. وقبل ان انام اخبروني بان الامير عبد الاله يطلبك على الهاتف. فاخذ يحدثني ويعتذر عن ازعاجي بهذا الوقت ويطلب ممني ن الحضور الى قصر الزهور بالسرعة الممكنة؟..لامرخاص يهم العائلة المالكة .فأجبته سأكون عند سموه خلال نصف ساعة .. فشكرني وقال:انا بانتظارك..وفي الحال توجهت بسيارتي اليه..وكانت الساعة في الثانية ربعاً فوجدت الامير عبد الاله واقفا عند الباب الداخلية للقصر ينتظرني وعلى وجهه دلائل الارتباك مما زاد في دهشتي وبعد ان حييته وصافحته قلت له خير ان شاء الله؟؟ فقال تفضل الى الداخل حيث العائلة المالكة بانتظارك!! وتقدم هو امامي الى داخل قاعة الاستقبال فوجدت في القاعة الملكة نفيسة زوجة الملك علي والدة الامير عبد الاله وبجوارها ابنتها الملكة عالية زوجة الملك غازي ثم الاميرة راجحة شقيقة الملك غازي وحولهم شقيقات الاميرات عابدية وصليلة وبديعة فسلمت عليهن فطلبوا مني الجلوس..فقلت:خير ان شاء الله!! قالت الملكة نفيسة والدة عبد الاله:ياسيد محسن نعتذر اليك اولاً عن ازعاجك واستدعائك الينا بهذه الساعة!! ولكن الضرورة اقتضت ذلك ..وقد تداولنا فيما بيننا واردنا ان لا نطلع احداً على ما يدور بيننا من امور عائلية الا لك لانك اقرب من نعرفه الينا..وانك من حماة هذا العرش ومن صلاتك القديمة بجلالة المرحوم الملك حسين ثم الملك فيصل رحمه الله واخوته الاخرين. ولثقتنا التامة بك وبحبك واخلاصك لهذا البيت رأينا الاستعانة بك في مشكلة حدثت عندنا صباح هذا اليوم ونريد منك التدخل في حلها ،مع صاحب الجلالة الملك غازي وصاحب السمو الامير عبد الاله.حيث حدثت بينهما مشادة كلامية حادة طلب على اثرها صاحب الجلالة من سمو الامير مغادرة العراق هذا اليوم الى الاردن دون تأخير..وقد خرج جلالته منفعلاً جداً وغاضباً اشد الغضب..وهو الان في البلاط ينتظر تنفيذ امره..لذا نريد منك الذهاب اليه في البلاط لتهدئته وازالة انفعاله ومحاولة اقناعه بالعدول عن امر الابعاد هذا وبهذه السرعة!! ولانريد ان يسمع احد بهذا الخلاف .. حيث ان لك منزلة محترمة عند جلالته ولااحد غيرك نطمئن اليه لعلاج هذه الحالة..فقلت لهم :لتكن العائلة الكريمة مطمئنة..واني ان شاء الله سأقابل جلالته الساعة واسترضيه واطلب منه العدول عن هذا الامر واملي ان يلبي جلالته طلبي. وفي الحال توجهت الى البلاط.ودخلت على رئيس التشريفات تحسين قدري وسألته عن وجود جلالة الملك؟ فقال: انه في مكتبه فسألته ان كان معه احد من اعضاء الحكومة؟ فقال :لا..فقلت له:هل كلمك جلالته بشيء؟ فقال: لم يكلمني ولكنه منفعل كالغضبان على شيء..فقلت له:اود ان يأذن لي بمقابلة جلالته!!فدخل تحسين لحظات عليه ثم عاد وقال لي:تفضل بالدخول. فدخلت عليه واديت التحية له..فاستقبلني الملك غازي مرحباً..ولكن الغضب كان بادياً على وجهه..فطلب مني الجلوس وقال لي:اظنك جئت من “قصر الزهور”؟ قلت نعم يامولاي!! وهل عند جلالتكم خبراً بذلك؟ قال:لا!!ولكن تصوري ان العائلة المالكة قد اتصلت بك!! لانها تحسن الظن فيك وتثق بك!! فقلت له:اذا كان هذا رأي جلالتكم ورأي العائلة الكريمة بي..فأرجوا ان تخبرني ياصاحب الجلالة،بالامر الذي حدث مع ابن عمكم الامير عبد الاله؟؟ فقال الملك بانفعال شديد وبالحرف الواحد:ياسيد!! ان ابن عمي هذا يتآمر مع اعدائي علي!! وكلما انهاه عن التقرب منهم ولزوم الابتعاد عنهم!!فانه لا يلتزم بأمري بل يزداد قرباً منهم واني اخشى ان يقتلوني وهم ليسوا بخافين عليك انت..واتصالاتهم مستمرة مع السفارة البريطانية لهذا الغرض. وهم الان يخططون لادخال “عبد الاله” في صفهم ضدي!!هل ترتضي انت بذلك؟؟ فقلت له:كلا!! ولكني اخشى من كثرة المنافقين الذين يريدون التفريق بين جلالتكم وابن عمكم!! ولا اعتقد ان عبد الاله سيصل الى هذا الحد مع اعدائكم كما ذكرتم!! لانه ابن عمكم.. وخال ولي عهدكم الامير فيصل!!فمن هو اقرب منه الى جلالتكم؟؟ لذا فاني ارجو من جلالتكم التساهل مع ابن عمكم في ان تؤجلوا ما امرتم به الى وقت آخر يكون مناسباً له..
فقال الملك بانتباه ..وكيف ترى ذلك؟ فقلت له:اذا كان لابد من ابعاده عن العراق فليس بهذه السرعة ..ولابهذا الاجراء!!ومن رأيي ان تأمروا جلالتكم باصدار ارادة ملكية في تعيين سمو الامير عبد الاله سفيراً لجلالتكم في دولة تختارونها له..
فيكون ابعاده عنكم لا يثير التساؤلات حوله وتزيلون شك جلالتكم فيه فهو افضل لجلالتكم..واكثر احتراماً لابن عمكم الامير امام اعدائكم جميعاً..فسر الملك غازي بهذا الرأي..وقال لي :اشكرك ياسيد..وسوف انفذ رأيك هذا خلال هذا الاسبوع ان شاء الله، وباصدار ارادة ملكية بتعيينه سفيراً في احدى العواصم..فشكرته كثيراً..واستأذنته بالعودة الى قصر الزهور لاخبار العائلة المالكة بذلك.. فقال :لك ذلك فودعته واتجهت الى قصر الزهور واخبرت الامير عبد الاله والعائلة بذلك فشكروني جميعاً لهذا المسعى وودعتهم وكانت الساعة قد قاربت الخامسة مساءً..وبعد ثلاثة ايام فوجئت بنبا مقتل الملك بسيارته في عملية محفوفة بالشكوك حول مقتله للتخلص منه. وجيئ بالامير عبد الاله وصياً على العرش وذلك في 4 نيسان 1939.
وادركت ان مسعاي عند الملك غازي بشأن تأجيل ابعاد عبد الاله وموافقته عليه وشكر عبد الاله والعائلة المالكة لي كان خطوة من الخطوات الناجحة التي ساعدتهم في مقتل الملك.ولو ان الملك كان منفذاً امر ابعاده الفوري وخروجه من العراق لربما كان قد غير مجرى ماصمم المتأمرون عليه.وهذا ما كان يشغل فكري والله اعلم بعواقب الامور.