عبد الملك نوري ..سيرة الوحدة والإبداع

عبد الملك نوري ..سيرة الوحدة والإبداع

يقف عبد الملك نوري في الصف الاول من كتاب القصة في العراق
، يتميز بحس واقعي رقيق للشقاء البشري ، مراقب مرهف الملاحظة يرسم لوحات حية للمجتمع العراقي ويخط صورا صادقة لطبقة المثقفين الملتزمين بقضايا الناس ولد عبد الملك نوري في محجر صحي في مدينة السويس بمصر عندما كان

والداه في سفرة خارج العراق ، درس في بغداد ثم اكمل دراسته في الجامعة الامريكية في بيروت الا انه لم يكمل دراسته هناك ولكنه قد تمكن من اللغة الانكليزية فعاد الى بغداد ودخل كلية الحقوق وتخرج عام 1944 واشتغل في المحاماة فترة من الزمن ثم توظف في اواخر الاربعينيات في وزارة العدل ، ثم تزوج وافترق عن زوجته ليتفرغ للعمل الادبي ، وبقى في وظيفته كملاحظ في محكمة بداءة بغداد حتى عام 1955حيث فصل من الوظيفة وعاد اليها بعد ثورة 14 تموز عام 1958 وانتظم في السلك الدبلوماسي حيث اشتغل قائما باعمال السفارة العراقية في جاكارتا ثم في طوكيو واستغني عن خدماته عام 1963 ثم اعيد للخدمة في وزارة الخارجية عام 1968 وعين قائما باعمال السفارة العراقية في براغ لمدة قصيرة احيل بعدها على التقاعد عام 1971.
نشر عبد الملك نوري العديد من القصص القصيرة في الصحف والمجلات العراقية قبل ان تفوز قصتة ( فطومة ) بجائزة مجلة الاديب اللبنانية عام 1948 ونشر مجموعة قصصية باسم ( رسل الانسانية ) عام 1946 ونشيد الارض عام 1954 ونشر بعد ذلك القليل من القصص القصيرة في المجلات العراقية والعربية ثم نشر مسرحية خشب ومخمل عام 1972
عالم عبد الملك نوري حافل بالتنوع والاهتمام متسع العلاقات من ناحية ومن ناحية اخرى منغلق
ومن الواضح انه كان متعلقا بعالمه البيتي الصغير فهو يحب القراءة والتأمل.
وكان يعشق ركوب الخيل كما انه يمارس الرسم والنحت واحب الموسيقى والغناء وكان يصدح صوته في جلساته الخاصة مع اصدقائه ، وعلاقته بالموسيقى تمتد الى زمن مبكر من حياته اذ كان يعزف على الة الفلوت والاوكورديون.
توفي عبد الملك نوري في 27/ 7/ 1998 ودفن بصمت في مقبرة محمد سكران بضواحي مدينة بغداد.