بعد نصف قرن على رحيله..كوبا تنشر مذكرات جيفارا وابنته تروي قصة الحب بين الجميلة والثائر

بعد نصف قرن على رحيله..كوبا تنشر مذكرات جيفارا وابنته تروي قصة الحب بين الجميلة والثائر

طرحت أليدا غيفارا مارس الابنة البكر للثائر الأرجنتيني أرنستو تشي غيفارا كتابا يؤرخ لعلاقة الحب الجارفة بين والدها وأمها أليدا مارس، الزوجة الثانية للزعيم الثوري الشهير.
جاء الكتاب تحت عنوان: تذكر تشي: حياتي مع غيفارا.. وهو محصلة علاقة عاطفية بدأت حينما كانت أليدا مقاتلة ضمن الثوار الكوبيين لإطاحة الدكتاتور باتيستا.

ويحوي الكتاب عشرات الصور لتشي غيفارا الشخصية التي تنشر لأول مرة، وتفاصيل الزواج بعد وقت قصير من انتصار الثورة.
والتحقت أليدا بالمقاومة ضد حكومة باتيستا في 1956 وبعد عامين التقت القائد الثوري غيفارا.

وكتبت: غيفارا لم يثق بها لأنه يعتقد أن حركة 29 يوليو المناهضة للاشتراكية جندتها مخبرة لتتجسس عليه لصالحها.
ورغم أنها كانت مقاتلة متمرسة؛ إلا انه كان لايرغب في أن تأتي وتقاتل معه في الجبال. وبعد وفاة غيفارا عادت إلى العمل في حكومة فيدرل كاسترو.
يذكر أن حكم فولغنسون باتيستا زالديفار تميز بالدكتاتورية، وأسقطته الثورة الكوبية عام 1959.
فى مقدمة هذه المذكرات، التي تتناول تفاصيل حياة اليدا مع غيفارا خلال ست سنوات في كوبا منذ قيام الثورة الكوبية في عام 1959 حتى عام 1965، تشير اليدا إلى أنها لم تعط الصحفيين في الماضى أي مذكرات، ولن تعطي في المستقبل، وكل ما لديها «مكتوب هنا في هذا الكتاب».
تزوجت اليدا من غيفارا في جوان عام 1959 في أتون انتصار الثورة الكوبية وعاشت معه حتى 1965 قبل ان يتوجه الثائر الكبير الى الكونغو لمساندة حرب التحرير التي كان يشنها باتريك لومومبا بوصفها وسيلة لدفع حركة مناهضة الإمبريالية في القارة الأفريقية. وكان الزوجان قد تعرفا على بعضهما البعض في عام 1955. وأشتركا معا في الإعداد للثورة الكوبية. وعن طريق اليدا قرأ غيفارا الكلاسيكيات الماركسية لماركس وإنقلز فضلا عن بعض أعمال لينين وماو.
وتعتبر هذه الزيجة هي الثانية في حياة جيفارا، حيث تزوج لاول مرة من هيلدا جايدا في عام 1955 وحدث الطلاق بينهما في ماي من عام 1959. وأسفر هذا الزواج عن ابنه واحدة هى هيلدا غيفارا (ولدت في 1956و ماتت في 1995). أما اليدا مارش فقد أنجبت من غيفارا أربعة اطفال هم وكامليو وسيليا وإرنستو وأختهم الكبرى التي تحمل نفس الاسم: اليدا (التي زارت مصر منذ ثلاث سنوات).
أحد المقالات التي كتبت عن مذكرات اليدا زعمت أنها لم تهتم بإبراز صورة غيفارا السياسي وفضلت الحديث عن الرجل في حياته كزوج وأب. لكن عروض أخرى للمذكرات رصدت الاتصال ما بين حياة غيفارا العادية وحياته النضالية.
فمثلا أوردت اليدا مطلب غيفارا بأن يكون عرسهما صغيرا ومحدودا. إلا أن راؤول كاسترو (شقيق فيدل كاسترو) اكتشف أمر زواجهما فنظم حفلة كبيرة للغاية، تجاهل أن يدعو فيها أخيه فيدل. وتسرد اليدا أن فيدل سمع بطريقة ما عن حفلة الزواج وحضر إليها بالفعل شاكيا من أن أحدا لم يدعه، الأمر الذي جعله ينصرف على الفور.
قصة أخرى توردها اليدا وهى عبارة عن هدية زواجها التي لم تكن سوى زجاجة عطر، أما باقي الهدايا التي قدمت إليهما في حفلة زواجهما فقد قام غيفارا بإهدائها إلى بعض الفقراء الكوبيين.
وظل تقديم الهدايا إلى الفقراء هو طبيعة علاقتهما معا، فسبق في اوائل الستينيات أن قدم إليها أحد الأشخاص هدية عبارة عن تلفزيون ملون، فما كان من زوجها إلا أن قدمها هدية هو الآخر لعامل في مصنع. ملمح آخر تكشف عنه اليدا في حياة غيفارا وهو حسه للدعابة، وتحكى أنه أرسل إليها مرة وهو في زيارة إلى المغرب بوسترا مكتوب عليه «لقد وددت لو كنت مخلصا لكن عليك أن تري بنفسك أولئك المغربيات».
أبلغ الروايات أثرا في مذكرات اليدا الحادثة التي روتها قبيل مغادرة غيفارا إلى بوليفيا لدعم الثورة هناك(قتل فيها في 9 اكتوبر من عام 1967)، حيث ارتدى ملابس رجل من بيرو يبلغ من العمر 60 عاما لكى يرى أطفاله قبل أن يغادر. وقدمته زوجته إلى الأطفال بوصفه صديقا لأبيهم واندمجوا معه في اللعب ولم يتعرفوا عليه. ووسط ضجتهم معه جرحت ابنته الكبرى (اليدا 7 سنوات في ذلك الوقت) مما جعله يعتني بها بقلق وخوف. وعقب مغادرته أبلغت اليدا أمها أن هذا الرجل (الذى لم يكن سوى أبيها) واقع في حبها.
وفي سياق متصل نشرت كوبا مذكرات”الرفيق إرنستو تشي غيفارا"، التي احتفظ بها خلال الكفاح المسلح الذي خاضه برفقة فيدل كاسترو من سلسلة جبال سيرا مايسترا.
تحكي”مذكرات مقاتل”تجارب الثائر غيفارا، الذي أصبح رمزاً للثورة والثوار في مختلف أنحاء العالم وأيقونتهم، منذ وصوله سواحل كوبا في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1956 حتى اللحظة التي أعلن فيها الثوار الملتحون النصر في الأول من يناير/كانون الثاني من عام 1959.
وقام بإعداد الكتاب/المذكرات مركز دراسات تشي غيفارا، الذي تديره مارتش نفسها، ونشرته دار”أوشن برس/أوشن سور”الأسترالية.
وقال الباحثون إن غيفارا احتفظ بمذكراته المكتوبة بخط يده في دفاتر ملاحظات، ويعود لذلك السبب جزئياً عدم نشر المذكرات، حيث أن بعض تلك دفاتر المذكرات تلك كانت مفقودة.
وقالت قائدة فريق البحث في المركز، ماريا دل كارمن أرييت، في مؤتمر صحفي بمناسبة إطلاق المذكرات:”أين هي دفاتر الملاحظات؟ لا نعرف، كما أن هناك العديد من النسخ."
غير أنها قالت كذلك إن جزءاً كبيراً من المادة تم تضمينه في كتاب”فصول من الحرب الثورية الكوبية"، وهي رواية الثورة الأكثر شمولاً للفترة التي قضاها في سلسلة جبال سيرا مايسترا كان غيفارا قد نشرها في العام 1963.
وتابعت:”علينا أن نسأل ما إذا كان أراد بالفعل نشر مذكرات مقاتل."
وكانت بعض مذكرات غيفارا الأخرى قد حققت نجاحاً تجارياً، وأهمها،”مذكرات دراجة نارية”والتي تشكل مذكرات طالب الطب البالغ من العمر 23 عاماً خلال رحلته في أمريكا اللاتينية.
يشار إلى أن غيفارا ولد في الأرجنتين عام 1928 والتقى كاسترو في العام 1955 في المكسيك، حيث كان يعد لرحلة العودة إلى كوبا للإطاحة بنظام الدكتاتو فولجنسيو باتيستا.
وخلال معارك الفدائيين في الجبال، كان غيفارا أول مساعد تتم ترقيته إلى رتبة”رفيق."
ولاحقاً أصبح محافظاً المصرف المركزي الكوبي، وأعقبها بتوليه وزارة الزراعة قبل أن يتوجه إلى أفريقيا وبوليفيا ليواصل كفاحه المسلح، وهناك ألقي القبض عليه وقتل، وتم دفنه في مكان سري، قبل أن يتم الكشف عن قبره عام 1997 وتعاد رفاته إلى كوبا.

عن موقع سكاي نيوز