أربع فتيات مغتربات يدرسن في معاهد القاهرة، كن على موعد مع الملكة دينا.. ثلاث منهم صوماليات، أسماؤهن: خديجة محمد "ملكة ابوبكر" حواء يوسف "والرابعة أردنية وفي فيلتها بالمعادن، كانت الملكة في استقبالنا.. انها رقيقة دائما، رقتها تذوب ببساطة في ابتسامة كرم وترحيب ترتسم كل الوقت على شفتيها، وحديثها همس متواضع يغريك بان تهضمه وتطلب المزيد.. والجلوس معها والإنصات الى حديثها، باختصار، سحر لذيذ لايشبع منه!
ورحبت الملكة دينا بنا، وخصت الطالبة الأردنية بعثات لانها لم تتصل بها قبل ذلك، ثم قالت لها: "انني اعتبر كل بنات الأردن شقيقاتي.. وبيتي مفتوح لهن في اي وقت.. بلا ميعاد"!
وجلسنا في صالون الفيلا، ومن حولنا على الجدران صور أفراد العائلة الهاشمية، والملكة تجلس وسطنا، وبنات الصومال وفتاة الاردن وانا من حولها.. وانهالت الاسئلة على الملكة دينا، وكنت أسجل الحديث..
أمتع مباهج الحياة!
سألتها:
* لماذا اشتغلت بالتدريس.. وأنت أميرة!
- لانني اعتقد ان كل انسان خلق اصلا ليعمل.. فالاصل في الانسان ان يكون له عمل، وعليه واجب يؤديه.. فاذا اعتطه ظروف مولده فرصة للبطالة، كان عليه ان ينبذها ويعمل، ليحقق ذاته كانسان.. ان الاهتمامات الكبيرة، ومن بينها العمل، هي في نظري أمتع مباهج الحياة!
* ولماذا اخترت التدريس بالذات؟
- لانه اصلح الاعمال وانسبها لثقافتي.. وقد كان التدريس فرصة منحت لي فلم أتردد في اقتناصها..
* ما رأيك في المرأة الأردنية؟
- مهما قلت عنها.. فلن أوفيها حقها!
* ما هي أجمل ذكريات صباك؟
- اجمل ذكريات صباي كانت لي وانا في الحجاز، وكنت ذاهبة مع الأسرة لأداء فريضة الحج، لقد كانت تجربة مليئة حقا، كلما تذكرتها احسست بالرهبة والتصوف والخشوع!
* وهواياتك؟
- القراءة معظم الوقت.. ومشاهدة اللوحات بعض الوقت.. ولو انني حتى الآن لا اعتقد انني أصبحت رسامة!
* عشت طويلا في الإقليم الجنوبي، ما هي في رأيك عيوب القناة المصرية؟
- هو عيب واحد رئيسي.. عدم الاطلاع والسطحية في الاهتمامات والتفكير.. فالفتاة المصرية لا تقرأ كثيرا، وان قرأت فهي تقرأ الكتابات الخفيفة، ولا تتعمق في الوان القراءة كذلك معلوماتها عن شعوب العالم ضئيلة ومتواضعة. والعلاج الوحيد لهذا كله، هو ان تقرأ كثيرا فقراءة الصحف والمجلات لا تكفي.
وعليها ايضا ان تسعى الى مجالات التعارف بالفتيات العربيات وبنات افريقيا، لتنمي معلوماتها وصداقتها لهذه الشعوب، ثم لتجد لحديثها مادة موضوعية شيقة بدلا من حديث الموضة ونجوم السينما!
شعاع الحرية
واستمرت الأسئلة، والملكة دينا تجيب
* من هي احب الشخصيات النسائية العالمية الى قلبك؟
- "مدام فرانكو" زوجة زعيم اسبانيا.. فهي سيدة مثقفة تفهم وتعمل لخدمة وطنها بإخلاص.. وفي جمهوريتنا العربية شخصيات نسائية كثيرة تعتبر مثلا يحتذى مثل مدام فرانكو وبصفة عامة، فان كل انسان يعمل بإخلاص ويؤدي واجبه نحو نفسه ووطنه، إنسان يستحق التقدير..
* زرت الكثير من بلاد العالم، ما البلاد التي أحببتها أكثر؟
- أولها إقليم مصر، فله في قلبي مكانة الوطن الاول.. ثم اسبانيا وانجلترا، فقد درست فيهما وعشت فيهما بداية شبابي..