محمد شكري…صعلوك الأدب الحديث

محمد شكري…صعلوك الأدب الحديث

د. محمد عبيدالله
محمد شكري: أيُّ أُميّة؟
رحل محمد شكري تحت وطأة مرض السرطان، وهو المرض الذي فتكَ من قبلُ بكثير من الكتّاب، منْ بينهم جان جينيه الذي صادقه شكري واقترب من عالمه وكتبَ عنه مذكرات مهمة بعنوان "جان جينيه في طنجة"، هذا الكتاب، مثل أيّ كتاب آخر لشكري، يكشف عن نوعية الحياة التي أقبل عليها:

إنها حياة طنجة وعشّاقها ومريديها، طنجة التي انتقل إليها شكري من الريف المغربي قادماً مع عائلته لا يحملُ إلا لغته البربرية، ولا يعرف العربية بل ولا المغربية الدارجة نفسها.
وُلد محمد شكري في الريف المغربي عام 1935 (وقيل عام 1939 – الآداب)، لكنه غادره منذ طفولته، وعن ذلك يقول: "أنا ابن هجرة المجاعة الريفية التي حدثت في بداية الأربعينيات… هرباً من الجفاف القاتل.. لم يكن أحد من أسرتي يتكلم اللغة الدارجة المغربية، عندما غادرْنا قريتنا في بني شكير، لغتنا الوحيدة التي كانت هي الريفية داخل كوخنا وخارجه، عندما بلغْنا طنحة كان عمري سبع سنوات، كلّما حاولت أن أسرق لحظة لعب مع أطفال الحيّ الذي سكنّا فيه كانوا يطاردونني صارخين: امش بالريفي… امشي يا ولد الجوع".
وإذ يطرده أطفال الحي فإنّه لا يجد إلاّ الغجر والأندلسيين من المهمّشين مثله ومثل أسرته، وعنهم يقول: "لم أجد صعوبة كبيرة لكي يقْبلوني في جماعتهم… هكذا تعلمتُ الكلمات الأولى بالإسبانية قبل أن أتعلّمها بالدارجة المغربية. وكذلك علمني أطفال الغجر والأندلسيين كيف أرفع يدي كي أدافع عن نفسي، إذ ليس للأطفال إلاّ لغةُ اليد".
لكنّ محمد شكري لم يتوقف عند لغته البربرية التي كانت أمّه تصرّ عليها وعلى استخدامها في البيت "لأنّي وُلدتُ في الريف وينبغي أن أحافظ على جذوري" فقد تعلّم الإسبانية والدارجة المغربية، ثم العربية الفصيحة متأخراً جداً (في سن العشرين)، وقد تعلّم هذه الأخيرة بسرعة فائقة كأنّه يختصر الزمن ويعوّض ما فاته منها قراءةً وكتابةً، إذ كان قبل العشرين لا يعرف إلا لغة المشافهة، وكان يمكن أن يكون أو يظلّ لصاً أميّاً لا يعرف إلا مداورة ضحاياه، لكنّ الكتابة ومغادرة الأميّة المتأخرة نقلتاه إلى مقامٍ جديد هو ما يجعلنا نكتب عنه اليوم دون كثير غيره من أرباب السوابق ممّن يموتون كلّ يوم ولا يعرف مصيرهم أحد.
قد تحتاج أمّيّة شكري إلى مراجعة: فهي مسألة مشكوك في أمرها عند من لا يصدّقون أساطير الكتّاب عن أنفسهم، وقد يكون إصرار شكري عليها نابعاً ممّا تحمله فكرة "الأميّ الذي صار كاتباً" من جاذبية. وقد تكون الأميّة المزعومة جزءاً من مهارة شكري الذي ينحدر من سلالة غريبة، وأعني رواة طنجة الذين جذبوا الكتّاب الأجانب وباعوهم حكايات أكثرها مختلق لكنها تمتاز بالجاذبية والعناصر العجيبة الأخّاذة، فهؤلاء الرواة جدّدوا تقاليد قديمة للسرد الشفوي والمتاجرة بما يحملونه من أخبار وحكايات – وهذه ظاهرة معروفة في التراث القديم، وكانت أحد أسباب الوضع والنّحْل، لأنّ الراوي بعد أن تنفدْ بضاعته يلجأ إلى الاختلاق كي يستمر العطاء وموارد المال. وهكذا تبدو تجربة شكري: إذ بدأ ببيع حكاياته لبول بولز، ثم تحوّل إلى مبدع للحكايات بصرف النظر عن مصداقيتها. صحيح أنه ليس الراوي الوحيد في طنجة، ولكنّ الآخرين (كالعربي العياشي ومحمد القطراني ومحمد المرابط) مجرد مصادر شفوية يروون حكايات غريبة فيقبضون مالاً شحيحاً.
قصة "الخبز الحافي"
شكري، إذن، أحد رواة طنجة، وبهذه الصفة بدأت قصة الخبز الحافي، إذ لم تكن مشروع كتاب مؤلف بالمعنى المعروف، وإنما هي رواية شفوية: قصص وحكايات وذكريات تفيض بها الذاكرة وتضخّمها وتضيف إليها. ووفق رواية شكري نفسه، فقد جاءت فكرة السيرة الروائية مصادفةً عندما التقى بناشر إنجليزي اعتاد شراء حكايات رواة طنجة ونشر بعضها، مثل "حياة مليئة بالثقوب" للعربي العياشي، و"الحب بحفنة من الشعر" لمحمد المرابط، وكلا الكتابين من تحرير وصياغة بول بولز، وقد أملاها الاثنان عليه مقابل النقود، ويبدو أن الفكرة راقت شكري، وهو الممتلئ بالحكايات من كل صنف، والأفضل ثقافة، والأوضح طموحاً من بين رواة طنجة، فادّعى أن سيرته ناجزة، وتسلم مائة جنيه مقدماً دون أن يكون لديه حرف واحد منها. وخلال شهرين كانت السيرة كاملة بعنوان: "ليس بالخبز وحده"، كما سمّاها بول. وأما كتابتها فتمّت بطريقة غريبة: فشكري يقول إنه ألّفها بالعربية أولاً، ثم أملاها بالإسبانية على بولز، فكتبها هذا الأخير بالإنجليزية – وهي اللغة التي ظهر بها الكتاب أول مرة، ولا يُعرف مصير النسخة التي زعم شكري أنه كتبها وترجمها لبولز، إذ إنّ ما صدر بالعربية هو ترجمة محمد برادة للكتاب نفسه. ومعنى هذا أنّ أكثر من مؤلف ساهم في صياغة العمل وإعطائه الشكل الذي ظهر عليه، وفضيلة شكري أنه صاحب الحكايات قبل صياغتها وتشكيل السيرة منها بأقلام كتّاب محترفين.
على أية حال، احتاج شكري إلى سنوات قبل أن يشتهر في العالم العربي. ورغم نشره المبكّر لقصص قصيرة في مجلة الآداب فإنه لم يلفتْ أحداً بموهبته: بل إنّ تعليقات النقّاد على ما كان ينشره في هذه المجلة تشير إلى تواضع تجربته، وإلى تسامح سهيل إدريس في نشر قصصه غير الناضجة. وترتبط شهرة شكري والاهتمام به بصدور الخبز الحافي بالعربية والفرنسية والإنكليزية. والمفارقة أنْ يبدأ كاتبٌ غيرُ معروف حياته بسيرة ذاتية: يقول شكري نفسه في هذا الصدد: "كان مفهومي للسيرة أنها لا تُكتب إلا بعد مجد أدبي، وأنا لم يكن لي منه إلاّ بعض القصص التي نُشرت في مجلات عربية وصحف مغربية. [لكنّه] رهان لم أُردْ أن أخسره مثل تحدياتي الأخرى: هجران أسرتي، تعلّمي القراءة والكتابة متأخراً لأقرأ حياة الفنانين ومآسي العشّاق، ويومَ قرّرتُ أن أصبح كاتباً بلا أجر".
اشتهر محمد شكري بسيرة الخبز الحافي، بالرغم من طبيعتها التأليفية الغريبة التي لا تجلعه مؤلفاً بالمعنى المعروف، ولا تنطوي هذه السيرة على عناصر سردية غنية من ناحية الشكل – فهي مكتوبة بأسلوب صحفي متسرع. ولكن المضمون الصادم هو الذي أسهم في خلق حالة الاهتمام الشديد بها، ورفعها إلى مستوى أشهر السير الاعترافية في العالم، بحيث تقارنُ باعترافات جان جاك روسو واعترافات القديس أوغسطين – وهما من كتب السير القليلة التي اطّلع عليها شكري وأُعجب بها قبل ظهور سيرته، تلك الطبيعة الاعترافية هي السبب الأساسي في شهرة الكتاب، بما يكشف عنه من عوالم غريبة وهجينة تمتلئ بكائنات الليل ومكوّنات الحياة السرية، حيث عالمُ الهامش بما فيه من غنى وتنوّع ودهشة، إنّه نقيض "التاريخ الرسمي المأجور" بتعبير شكري، ذلك التاريخ الذي ينفي حياته وحياة أمثاله من المهمّشين "ولا يسمح بأن يلوّث بهم مجده الجليل الخالد".
مناقضة هذا التاريخ الرسمي، والتحرش به، هما اللذان جعلا النقّاد والقرّاء يُقبلون على سيرة شكري هذه، ويقلّبونها على وجوهها، ويغفرون لها مستواها السردي المتطامن، مقابل ذلك الفيض من الاعتراف الذي يشبه نهراً جارفاً من الفضائح والرذائل الخادشة لـ "الحياء العام" الذي يدّعيه الرسميون ويدافعون عنه. إنها مرةً أخرى مسألة الحرية، ومسألة كسر التابو بأيّ ثمن… بعيداً عن أية موازين للموضوعية أو التوازن.
من التشرّد إلى الوعي
كتب شكري كتباً كثيرة غير الخبز الحافي، من مثل الشطّار (وهو جزء ثان من سيرته الروائية)، وكلها تضمّ ذكريات شكري وعذاباته الشخصية، ويشكل الجنس والفقر والتشرد العالم الأساسي فيها: حياة الليل في طنجة وتطوان والعرائش، الشذّاذ وفتيات الليل، الفنادق الرخيصة، الشوارع الخليفة المعتمة، وغير ذلك من عوالم هامشية، كالمقاهي الفقيرة وساحات المدينة ومواخيرها الكثيرة. المشترك في سير شكري أو سيرته هو التعبير عن العيب أو الفضيحة بلغةٍ سهلةٍ سلسةٍ وبأسلوب مشوق بسبب كمية الاعتراف التي ينطوي عليها. إنه يفاجئ قارئه بالكشف عن كل ما هو "معيب" من دون مواربة أو خجل، وإنّ صدمة الالتقاء بالعيب والحرام وجهاً لوجه، وعلى صفحات كتاب، هي التي جعلت لكتابة شكري لوناً مختلفاً، في مجتمع أقرب إلى الانغلاق والتقليدية، بالرغم من أنه مثل كل المجتمعات ينطوي على شتى الأصناف والعوالم المخفية.
لكن هل ظلّ شكري راضياً عن مسيرة كتابته وحياته، علماً أنه عبّر عن عالم التشرد والصعلكة في قصصه أيضاً كـ مجنون الورد 1979، والخيمة 1985؟ يلاحظ المتابع لرحلة شكري أنه بعد الخبز الحافي وأعماله الأولى بدأ يسعى إلى تجاوز أسطورته المتشرّدة، عبر محاولة تثقيفها، يظهر هذا من خلال استدراج مئات الشواهد والأقوال والاقتباسات للمفكّرين والكتّاب، وذكْر أسماء كتب أو نصوص مختلفة تهدف إلى أن تكون شاهداً على المعرفة والثقافة بديلاً من دعوى الأميّة التي افتتح بها سيرته. وفي كتابه غواية الشحرور الأبيض ينشر شهادات وآراء نقدية تسعى إلى إثبات ثقافته، أو تشير إلى قراءة التجربة المتشردة بوعي معرفي وثقافي. ولكن كل الشواهد التي أوردها شكري تشير إلى ثقافة مختلطة غير منظّمة، إذ يوردُ الشاهد ونقيضه في موضع واحد، ولا تشكّل هذه الثقافة إلاّ صورة دفاعية عن أميّة جميلة متشرّدة عبّر عنها في مختلف مؤلفاته السردية.
يكشف غواية الشحرور الأبيض عن التحول الذي عبَره شكري. يقول محيي الدين اللاذقاني: "تحوّل شكري بالمعرفة إلى شحرور أبيض، وخرج من عالم البلطجية، ولصوص الشوارع، وبنات الهوى، وأصحاب السوابق، إلى عالم جديد نظيف وطموح ونبيل. وهو يدرك أنه لا يستطيع أن يمدّ يد المساعدة لجميع منْ عاشرهم وعاش معهم في السوق الداخلي في طنجة. لكنّه من خلال التجربة القاسية التي أجاد التعبير عنها، يدلّ أصحابه القدامى، وجميع الصانعين في كافة مدن العالم، إلى طريق النجاة، وإلى إمكانية الانتصار على قُبح العالم بالمعرفة التي صنع منها الجنحة التي ساعدته على الوصول إلى دنيا جديدة ومختلفة عمّا ألفه وعرفه في طفولته المعذبة". بهذا المعنى تكون الكتابة عند شكري فعل تنوير وتطهير، فعل أجنحة وتحليق، برغم ما فيها من اعتراف وكشف عن جماليات القبح في طنجة ومن خلال الكتابة صار لشكري اسمه وموقعه، وكأنه تخلّص من آثار عذاباته عبْر كتابتها والتعبير عنها والاعتراف بها، كما هو فعلُ المرضى النفسيين أمام الأطبّاء أثناء جلساتهم الاعترافية.
عام 1977 كان محمد شكري يقضي أياماً عصيبة في مستشفى الأمراض العقلية في تطوان، ومن هناك يتبادل رسائل عدّة مع محمد برادة، الذي سيترجم الخبز الحافي إلى العربية. في هذه الرسائل نجد حنوّ برادة وسعيه للارتفاع بشكري وإنقاذه من نفسه: فهو يخاطبه في إحدى الرسائل بـ "الأخ العزيز شكري بيك". ويبدي إعجابه بالفصل الذي قرأه من سيرته، كما يقترح عليه حذف الكلمات المكتوبة بالريفية. وفي ردّ شكري على برادة يفيض الأول بالاعتراف والألم، لكنه يقرر على نحو حاسم أنّ "الإحساس بالكتابة بدأ يغزوني في هذا المارستان. عندما أخرج من هنا سأحاول أن أغيّر حياتي". وقد حاول شكري أن يحوّل حياته فعلاً، بالاستغراق أكثر في الكتابة والثقافة، فكتب سيراً ومذكّرات حميمة ممتلئة بالتفاصيل المؤثّرة، ولا سيّما عن كتّاب زاروا طنجة، ومنهم: جان جينيه، وتينسي وليامز، وبول بولز. وقد عرف شكري الثلاثة وعاش معهم في العالم الذي يعرفه من طنجة الأسرار والمغامرة، وشكّلت هذه الكتب جانباً مهماً من المراجع الخاصة بهؤلاء الكتّاب، فكتب وليم بوروز في مقدمة كتاب شكري عن جان جينيه: "عندما قرأتُ مذكّرات شكري رأيتُ جان جينيه وسمعته بوضوح، كما لو أنني أشاهده في فيلم من أجل أن يحقق الواحد دقةً من هذا النوع… فإنّ عليه أن يمتلك صفاءً نادراً في الرؤية: إنّ شكري كاتب".
ما الذي تبقّى من شكري؟
تصعب قراءة محمد شكري بعيداً عن حياته وشخصيته المتسلّطة على القارئ، ربما لأنّ المسافة ليست بعيدة بين الكاتب والمكتوب. فعالمه التخييليّ ليس عالماً مختلفاً، بل استرجاعي. قد يختلق شكري حدثاً أو تفصيلاً هنا وهناك، لكنّه لا يجاوز مرجعيته الواقعية، ولا يخون طنجة – مصدر إلهامه وإبداعه، ولذلك فإنّ التقنية الأثيرة عند شكري هي تقنية الانتقاء، من الواقع، يقول:"تجبناً للحشو، يغدو الانتقاء ضرورياً في كل عمل إبداعي حقيقي، المطلوب من الروائي عندما يعيد خلق الواقع ألاّ يغتصب الحقائق من أجل التشويق الملْهي. وإنما أن يكون موضوعه مصفّى في ذهنه الخلاّق".
ولكنْ إذا كانت مرجعية شكري شديدة الوضوح في أدبه، فإنّها وحدها لا تضمن خلود ذلك الأدب. ولعل شكري لم يُقرأ بعدُ قراءةً خارج شروط المرجعية – السياقية حتى يتبيّن لنا إلى أيّ حدّ تتوافر نصوصه على شروطها الجمالية والتقنية وحرفيّتها السردية البحتة، بعيداً عن أية حماسة أو انتقاص تحت تأثير المرجعية وأبعادها التزيينية.
والحقّ أنّ شكري قد توقف منذ سنوات عن العطاء الإبداعي، واكتفى بمقابلات يشترط فيها أجوراً مرتفعة، ربما لينعم بالمال الذي حُرم منه صغيراً وشاباً. وبعض الآراء تذهب إلى أنه كتب الخبز الحافي ثم كرّره أو نثره في كتبه السردية الأخرى. وأيّاً يكن الأمر، فإنّ القراءة الكاملة لنتاجه لم تتمّ بعد، ولعلّنا محتاجون إليها كي لا تطغى الشخصية المتصعلكة على العمل الإبداعي وتحميه من أيّ نقد. ولقد كان شكري حساساً شديدَ الانفعال من النقد، لكنّ أعماله اليوم تبدو من دون حراسة مشددة من شخصيته الطاغية، وعلى النقد العربيّ أن يعيد قراءتها ويضعها في الموضع الذي تستحقه.
لقد رحل شكري بعد صراعه المرير مع الحياة والفقر والعوز، وربّما طهّرته الكتابة من تشرده وعوزه ونقائصه، أو ظلّت حياته الأولى تطارده يوماً بعد يوم، لكنْ من المؤكد أنه ترك لنا أعمالاً مختلفة لا تشبه أية كتابة أخرى في أدبنا العربي، سواء في لون السيرة الروائية أو في مقدرته الفذّة على تسجيل المذكرات، أو في قصصه القصيرة، أو في بعض الأعمال الروائية الخاصة كرواية السوق الداخلي التي حاول فيها أن يُنجز عملاً روائياً بالشروط الفنية للرواية المثقفة. ومع أن هذه الرواية هي عن عالم الخبز الحافي نفسه، فإنها تعطي انطباعاً بالوعي الشقيّ الذي ملأ نفس شكري كي ينجز أعمالاً رفيعةً بالمعنى الجمالي، على شاكلة ما ينجزه غيره من الروائيين العالميين أو العرب.