روائيون في متاهة الشرق  يرصد تحولات  العراق في روايات جنان جاسم حلاوي

روائيون في متاهة الشرق يرصد تحولات العراق في روايات جنان جاسم حلاوي

المدى ـ خاص:
يستمد الكاتب الأردني جهاد الرنتيسي من حضور العراق في الرواية العربية قدرا كبيرا من محتوى كتابه "روائيون في متاهة الشرق" الذي يأتي ضمن اصدارات دار ابن رشد المصرية المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2017.

تحت عنوان "سلالة الجن" يتناول الكتاب تجربة الروائي العراقي جنان جاسم حلاوي من زاوية قراءتها للتحولات التي مر بها العراق منذ العهد العثماني وصولا لافرازات الاحتلال الامريكي.
في استعراضه لعوالم حلاوي الروائية يشير الرنتيسي الى ان الروايات التي يأخذ فيها الاحتلال الامريكي منحى نهاية زمن وبداية آخر تنطوي على محاولات دؤوبة لصياغة معادلة دقيقة بين ذلك المنعطف ودلالات أنماط حياة معايشي المنعطفات السابقة متباينة الحدة.
ويحرص الكتاب الذي يتناول مقدمات صدمة "الربيع العربي" على ايصال دلالات الزمان والمكان العراقيين وكيفية توظيفهما في اعمال حلاوي الروائية.
ويصل الى ان تجربة جنان جاسم حلاوي الروائية تحدد حدث احتلال القوات الامريكية للعراق باعتباره نقطة ارتكاز بين زمنين مثقلين بالغموض، احدهما مستقبل مفتوح على منزلق، والآخر ماض القت عرباته حمولتها ولم تغادر محطاتها، مما يبقي على احتمالات استمرار الدوران في حلقات مفرغة.
لدى استعراضه لروايات الكاتب الكويتي اسماعيل فهد اسماعيل يتوقف الكتاب عند روايتي "في حضرة العنقاء والخل الوفي" و"طيور التاجي" اللتين يحضر العراق في احداثهما من زاويتي احتلال الكويت والاسرى الكويتيين.
يمتد الحضور العراقي الى اللجوء الفلسطيني بتناول الكاتب اعمال الروائي الفلسطيني محمد الاسعد التي تتعرض لاجواء عراق الاربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات من وحي تجربة اللاجئين الفلسطينيين الذين حملتهم شاحنات الجيش العراقي من شمال فلسطين الى العراق والبعد الانساني لحضور اليهود العراقيين في المجتمع الاسرائيلي بعد تضييق الخناق عليهم وفرارهم الى الاراضي الفلسطينية المحتلة.
يتعمق الكاتب في مناقشة تفاصيل الاختلالات التي كشفتها احداث السنوات الخمس الماضية بتجلياتها التي اخذت شكل نمو الهويات الفرعية والطائفية لتتحول الى ادوات فرز تزيد من احتقان راكمته العقود الماضية لكنه كان غير مرئي ولم يوضع في حسابات المستقبل.
وينتهي الكتاب الذي حرص صاحبه على اهدائه للمفكر ادوارد سعيد الى عدد من الخلاصات بينها ان جذور الأزمة التي تمر بها المنطقة تعود في معظمها الى زمن الحكم العثماني الذي كرس العديد من الاختلالات في منظومة القيم وعادات التفكير ولا يعفي الاستعمارات اللاحقة للمنطقة واخفاقات النظم الوطنية من مسؤوليتها عن تكريس الذهنية العثمانية.
ويشير الى صعوبة فهم تاريخ المنطقة وروايتها بمعزل عن قراءة روايات الجوار غير العربي لاسيما وان هناك العديد من الاحداث المتداخلة.
وتعود النماذج الروائية التي يناقشها الكتاب الى نخب من روائيي المنطقة العرب وغير العرب ابرزهم السورية روزا ياسين حسن والكردي جان دوست والمصري ابراهيم عبدالمجيد واليمني عبدالرب حبيب سروري والمغربي محمد برادة واللبنانية ايمان حميدان اضافة الى تجارب روائيين اتراك وافغان وايرانيين.