وأخيرا ترجل الروائي والمؤرخ د. زهدي الداوودي بصمته الأبدي عن صهوة الابداع

وأخيرا ترجل الروائي والمؤرخ د. زهدي الداوودي بصمته الأبدي عن صهوة الابداع

حكيم نديم الداوودي
بعميق الالم والاسى والحزن الموجع انعي نفسي وكل محبي قلم وروائع صاحب ثلاثية وادي كفران الروائي والمؤرخ د.زهدي الداوودي برحيله الابدي والذي وافته المنية في منفاه الأبدي في المانيا.

أيها الجبل الأشم تلقيت وبكل أسف خبر رحيلك كالصاعقة فرجّت شرايين قلبي وكياني، ها هي المنية دعتك الى مائدتها المُرة ولم تمهلك كثيراً وحبركتابة تهنئتي لك لم يجف بعد. أتتذكرفي كل لقاءاتنا مقولتي التي كنت ُ اقول لك يا صديقي أنا لا أُحبذ كتابة الرثاء لاحبتي

وكيف لمن رسموا على شغاف قلبي صورهم وأحرف شمائلهم... فرثائهم لي ألمٌ موجعٌ، وجرحٌ غائر في كبدي،فقدهم عصيّ علىالنسيان وصوتهم لا يغادرني وإن مرت السنين.

أتذكر كلماتك المعبّرةعند فقدي لجمع من اخوتي في أعمارالنضوج.. يا حكيم لا تحزن...فاصبرعلى المصائب... فَولَذتك النوائب، والاّسيؤذيك الحزن... فاليوم لمن أقول يا زهدي لا تحزن أأقول لنفسي أم أقول للنهرالأبيض ولأخوتك في طوز صبراً جميلاً.. أم لأبطال ثلاثيتك الخالدة وادي كفران، أم للكتاب الذي وصلني مؤخراًبإهدائك الرائع ـ ثلاثية وادي كفران للروائي الكردي زهدي الداوودي دراسة سوسيوـ تاريخية د. نوزاد احمد أسود. ولكتبك الروائية الاخرى التي زينت مكتبتي الشخصية. كان لي معك احاديث ولقاءات وحوارات ثقافية وفكرية وسياسية،ومناقشات مستفيضة حول بعض كتبك المخطوطة ومنها كتابة مذكراتك بعد انْ طرحتُ عليك فكرتها قبل رحيلك بسنوات فقلتَ لي قبل شهرانك بدأت بكتابة أجزاء منها واخترت لها عنوانا ًجميلا (بعدالسبعين)، فواأسفاه رحلت وتركت (بعدالسبعين) بلا وداع بين ادراج مخطوطاتك الأخرى.
فيكفيك اليوم ايها الداوودي الراحل كنت تنتمي الى الزمن الجميل ولعبقه وبكل ما فيه من أشياء وذكريات وأطياف وأفراح وأشجان، فليسمح لي د.نبيل طعمة ان استعيربعض كلمات من مرثيته، شجرة البلوط التي لم ينهكها الزمن ستبقى بعين وفكر المبدعين ترسا يحمي جسد الثقافة. فالروائي زهدي الداوودي سيبقى عَلما ًوقامة روائية انسانية شامخة وعلى مرالاجيال. فأقول بالتآسي قد فقدناك يا ابا اميرة وكلماتناالمتشحة بالسواد تعجز في هذه السطورالقليلة عن ذكرسيرتك وسِفرك الادبي الزاخر بالعطاء. ارنوفي مدى رحيلك فيه ومضات ٌ لضحكتك ذات الالوان الربيعيةوأنت الآن على متن مركب الاثيرالمجهول نحو فضاء وعالم آخر،ربما لهم صُبحٌ وليلٌ آخر لا يشبه عالم الدم والقتل.
فلك الخلود والذكر الطيب ولذويك ومحبيك الصبر والسلوان وتقبل مرثية هذا الشاعر الذي لا ينساك:
مركبٌ مجهول يتأمل قدوم النهار،ناثرا قلقه على مدارالوقت هو الآن في مركب مجهول يبحث عن الامان والشاطيء غيمةٌ على جناح الريح،ثمة نوارس تصفّق باجنحة النجاة،وفي الطرف الآخر، مزنة تبلل شفة الصحراء،احترس ايها التائه من ظلام الطريق؟ أما تهاب سكاكين الجزار تطعن خاصرة الأمان؟ ومن سقوط الشمس وراء الأفق،وذئاب الليل،تحوم حول الهوام، لا تترك اثقالك مركونة، تحت طائلة الانتظار! المدينة الآن مقفلة على اسرارها، و في سوحها إقدام أناس، اغلقوا في وجه الغزاة منافذ المدينة لا... لن تمر خطوة، فوق بلاط الافذاذ،وما اقصره عُمرجُبن الجبان!.. وما أطول قامة المبدعين... وما أنقى ضمير دعاة الحرية والانسانية الأوفياء.