الوقوع في مأزق الغراب.. مجموعة دراسات

الوقوع في مأزق الغراب.. مجموعة دراسات

أوراق
يتضمن هذا الكتاب دراسات ومقالات كتبت على مدى عشرة أعوام تقريبا في الفترة المتفاوته بين الاعوام " 1998 – 2009" في جوانب وموضوعات ثقافية إشكالية ومتجددة في طروحاتها وفي ما أثارت من جدل: عن (الذات والآخرة)، (الشرق والغرب)، (السلفية والتغريب)، (الواقع والمثال)، (الذاكرة والحرب)..إلخ.

لم يرصدها الكتاب بتناول تنظيري وبمعالجة شاملة، وإنما عني بزوايا مختارة منها عند هذه الشخصية أو تلك، وفي هذا المحور أو ذاك وفي هذا النص أو ذاك.
ولأنها قضايا متجددة فإن القارئ سيجد في تضاعيف صفحات الكتاب آراء ومواقف ونصوصا ابداعية تنتمي لأجيال مختلفة فكرياً وايدولوجياً: فيهم الرائد والشاب، الأكاديمي وغير الاكاديمي، القومي المحافظ واليساري، العربي المستشرق، الشاعر والقاص، الناقد والاستاذ الجامعي... إلخ.
وفي هذا تعزيز لمادة الكتاب إذ الاختلاف والتنوع من وسائل تحقيق شبه كامل التمثيل – اذا صح الاستنتاج –.
يبدأ الكتاب من ابرز المكونات المؤسسة لوعي الذات وهو الموقف من التراث، ثم ينعطف إلى الموقف من الآخر الذي يمكنه أن يمنح هذا الوعي أبعادا أخصب إذا جرى توظيفه على أسس صحية من التلاقح الثقافي البناء الذي يحترم خصوصية الذات ويعترف بمنجزها بلا انبهار أو تهالك على ثقافة الآخر لأن الانبهار كفيل بانهيار جوهر العلاقة الصحية المطلوبة بتحويلها من حالة (الحوار) إلى حالة (التبعية) التي ستجهز على القيم الصحيحة بأن تكون الاستفادة من ثقافة الآخر – وهي استفادة مشروعة – مشروطة بوعي نقدي عميق وقراءة متأنية محيطة بالظواهر والسياقات التاريخية والاجتماعية التي انتجتها وشكلتها وإلا وقعنا في مأزق الغراب في الحكاية التراثية المعروفة التي سيرد الحديث عنها في أول دراسة في الكتاب.
وقد وقف الكتاب على ثلاث صور من اللقاء الثقافي (العربي – العربي)، و (العربي – الأجنبي)، من خلال ثلاث وثائق مختلفة زماناً ومكاناً واسماءً ووجوهاً، ولكنها متقاربة في توجهات اصحابها نحو تمتين الصلات الثقافية الصحية وتخطي المعوقات واسباب القطيعة.
ثم عرج الكتاب على دراسة ظواهر ونصوص ابداعية (شعرية وقصصية وسيرية) عراقية خلال الحروب لأن الحرب وجه ثانٍ من وجوه العلاقة بالآخر، مارست فيها هذه النصوص أدوارها في مقاومة ذاكرة الموت وتفعيل ذاكرة الحياة، وهو الموضوع الأقرب إلى نفس الكاتبة، فهي لسوء – او حسن الحظ من الجيل الذي نشأ وترعرع وشب ونضج في خضم وقائع الحروب الملتهبة ولمس – عن كثب ومن داخل دقائق الحياة المعاشة بتفصيلاتها الثقيلة على البدن والروح – معنى أن تنتزع لحظة حياة من براثن الصواريخ والقنابل ومآسي الجوع والقهر في الحصارات، تلك المشاهد الأليمة التي حفرت بصمتها بعمق في الواقع الثقافي العراقي، فلا يستطيع الدارس الموضوعي تخطي ما انتجته من ظواهر موضوعية وفنية حاول الكتاب الوقوف على جوانب منها. فضلا عن هذه المحاور الرئيسية ثمة موضوعات اخرى متنوعة.