اخر ما حققه الاستاذ الدكتور محمد جبار المعيبد

اخر ما حققه الاستاذ الدكتور محمد جبار المعيبد

الدكتورة سليمة جبار غانم

كلية التربية /جامعة البصرة
الدكتور المحقق محمد جبار المعيبد الذي تشرفت بان اكون من تلاميذه وكان عضوا في لجنة مناقشة رسالتي للماجسيتر ومشرفي في الدكتوراه، هنا وفي هذه العجالة اود ان اوضح اخر ما حققه الراحل، فهو من المحققين الذين أثروا العربية بتراث رأى النور بجهودهم وابداعهم، والكاتب الذي حققه الدكتور محمد المعيبد هو كتاب (شرح الفصيح لابن خالويه)

ويعد هذا الكتاب الى زمن قريب مفقودا عند الباحثين جميعهم الذين درسوا ابن خالويه كما انهم ذكرووا عدم وقوفهم على مخطوطا ت هذا الكتاب وقد حصل المعيبد على نسخة وحيدة محفوظة في مكتبة جامعة برنستون الامريكية، وكانت هذه النسخة من ضمن تركة لرجل يهودي كما اخبرنا بذلك الراحل، وقد حققها وانتهى منها سنة 1990م، وقد اعلن ذلك في مجلة التراث العربي التي يصدرها معهد المخطوطات العربية في القاهرة، -المجلد الخامس في الصفحة الثالثة والخمسين.
وقد زودني استاذي بما حققه في هذا الكتاب بوصفه مشرفي في رسالتي للدكتوراه،فوجدته شرحا غنيا بمادته وما احتواه من روايات ونقول، وغرائب ونوادر ولغات، كما ان شرح الفصيح لابن خالويه، كان له اثره البارز في شروح الفصيح التي جاءت بعده، كشرح ابن هشام اللخمي الذي كان شرح ابن خالويه من مصادره فكان شرحه(اي شرح ابن خالويه) متفوقا على نظائره لاسيما شرح ابن هشام اللخمي.
وعند المقارنة بين الشرحين لمادة واحدة من فصيح ثعلب، يتبنى غنى شرح ابن خالويه وسعته، وتنوع شواهده فقد لا يكتفي ابن خالويه بشرح قول ثعلب، بل يشرح الشواهد التي جاء بها وقد عرضت نماذج من تلك المقارنات في دراستي لجهد ابن خالويه في رسالتي للدكتوراه.
وهناك بعض العقبات التي واجهت المحقق المعيبد في تحقيق هذا الكتاب وقد ذكر لنا في اثناء السنة التحضيرية للدكتوراه واهمها كثرة الخرم، والتلف في المخطوطة فضلا عن البياض في اجزاء كثيرة من صفحاتها، الامر الذي اضطره الى اعاد تصويرها ظنا منه ان ذلك بسبب سوء التصوير.
وقد كان رحمه الله يشركنا نحن طلب الدكتوراه في السنة التحضيرية بهذه المعاناة فيدفع لكل طالب بصفحة او اكثر من المخطوطة، لعلنا نتوصل الى شيء فنصل الى النتيجة نفسها، التي وصل اليها، وهي عدم التمكن من قراءة اي شيء واكثر ما كان ذلك في الصفحات الاخير من المخطوطة.
وقد تبين لي فيما بعد ان النسخة التي اعتمدها الدكتور المعيبد هي نفسها عند الدكتور عبد الرحمن العثيمين الذي وقف عند شرح الفصيح لابن خالويه، في اثناء تحقيقه لكتاب ابن خالويه (اعراب القراءات السبع وعللها)مطبعة المدني القاهرة، 1992م فقال الدكتور العثيمين» وعثرت على نسخة منه في جامعة برنستوون في الولايات المتحدة الامريكية، وقمت بنسخها، وتعذر علي قراءة الكثير من عباراتها واستحال علي الكثير من صفحاتها وكاتبت الجامعة الامريكية في اعادة تصوير بعض صفحاتها ففعلوا ولم تحل المشكلة» وختاما فمن الجدير بالذكر انني امتلك نسخة من كتاب (شرح الفصيح لابن خالويه) باستثناء مقدمة المحقق ولم اصورها في حينها لان غايتي كانت دراسة تراث ابن خالويه، واطلاعي على هذا الكتاب المحقق قبل ان ينشر كان بحكم دراستي للدكتوراه وكان المحقق الاستاذ المعيبد مشرفي في تلك الرسالة.
وقد دفع الاستاذ المعيبد بهذا الكتاب لنشره في احدى دور النشر العربية، ولكن لا علم لي الى اية دار نشر ارسل هذا الكتاب على الرغم من محاولاتي للاتصال بعائلته. رحم الله استاذنا الكبير الدكتور محمد المعيبد، فالضمائر والقلوب بحبك عامرة عذرا فالكلمات بحقك تبقى قاصرة ويبقى اسمك عهدا في الذاكرة.
وطوبى لمن كان رحيله حضرا وسيبقى حاضرا في قلوب طلبته وزملائه وكل المخلصين.

القيت في الندوة التي اقامها قسم اللغة العربية، في كلية التربية جامعة البصرة في سنة 2005 في الحفل التأبيني عن الراحل.