الشيخ الحنفي والغناء والمغنون..

الشيخ الحنفي والغناء والمغنون..

في لقاء اجرته احدى صحف بغداد مع الشيخ جلال الحنفي البغدادي، اجاب حول الموسيقى والغناء اجابات طريفة ومنها:
المقام العراقي معجب قديم انت به، فمن بهرك من السابقين واللاحقين ورأيك ببيت المقام العراقي؟
- انا عضو في الهيئة الاستشارية في بيت المقام.. المقام العراقي علاقتي به منذ الصغر حتى اصدرت مجلة الفتح سنة 1939 وخدمت بها المقام.

انا معجب بكل الاشياء التي تنتمي الى حبيبتي بغداد.. المقام بغدادي.
- الفت كتاب المغنون البغداديون.. والمقام العراقي انا اول من دون الاخبار عنه وعن قرائه وكانت لدي رغبة لكشف الموسيقى العباسية وبذلت جهدا كبيرا في سبيل ذلك وتعلمت الضرب على العود لكن السلك الديني الذي انتمي اليه منعني من ذلك.
اما بيت المقام فلم يحن الوقت للحكم عليه وان هناك نزعة تحاول تغيير قوالب المقام وانا ضد تغييره او تحديثه ولولا اهتمام الجهات المسؤولة لما كان للمقام بيت يحافظ عليه وللحكم على بيت المقام ودوره يحتاج الجواب الى انتظار الزمن القابل.
* ما الدافع لكتابة سبع رسائل منكم الى سبع جهات رسمية من الدولة تشكو سرقة برامج اذاعية لكم؟
- هذه امور ليست صحيحة.
* نعود للدين وحكمه على الفنون وخاصة الموسيقى والغناء؟
- لا اعتراض من الدين.. التعارض بالنصوص المغناة بها.. اذا كان بها كفر او سوء اخلاق او دعوة لإشاعة الفتنة بين الناس اما الانغام فهي من عمل ربك الخلاق والبشر لا يخلق نغمة وانما يكتشفها وبين الخلق والكشف بون شاسع صعب الاحاطة بقياسه.. والذي يحرم الغناء عليه الا يقرا القرآن منغما.
تعينت وكيل خطيب جامع المرادية سنة 1935 والخطب في تلك الايام كانت او كانوا يتغنون بها فأول جمعة غنيت على طريقتهم والناس يائسون لذلك... الجمعة الثانية أديت خطبة عادية.
والاسباب الكامنة وراء الخطبة الغنائية والخطبة الاعتيادية؟
عاد الشيخ يستند بظهره المتقوس على ظهر التخت الذي جلسنا عليه قبالة المنارة العباسية وتأملتها ورحت أسأل نفسي عمن بناها واسمه وكم من الناس صعدوا اليها للتكبير وكم من الناس صلوا بهذا المسجد الجامع الفريد في بنائه وروعته بينما الشيخ سرح عني مستذكرا حالة خطرة مرت به وكيف نجا.
يااخي كادت تكون مذبحة لولا ان تركت الغناء وكدت اروح ضحية لغنائي والذي خلصني.. ساشرح لك الامر كنت قد عينت فترة من حياتي واعظا في السجون وصادفت الكثير من السجناء الذين تصادف وجودهم معي في تلك الخطبة حيث وقفوا الى جانبي وشدوا من ازري بقولهم: سنعود إلى السجن إذا مس الشيخ بسوء!
* وعلاقتك بالقبانجي؟
- انا علمته اللغة العربية في الأربعينيات وكذلك رشيد القندرجي والحاج عباس كمبير.