محمد رضا: البقاء للاضحك!

محمد رضا: البقاء للاضحك!

قال لي محمد رضا ان الضحك مطلوب سواء كان له هدف او كان بلا هدف، واذا كانت الدولة ترعى الضحك الهادف فهذا مشكور لها ولكن يجب ان تعطي الفرصة لاي فرقة"فارس"لتضحك الناس.. والمنافسة دائما لصالح الجمهور والقاعدة ان البقاء للاصلح..
وقل لي محمد رضا انه يتمنى ان يتحرر من سجل دور ابن البلد.

في منزله – في مدينة الصحفيين بالدقي – التقيت به وجلسنا نتحدث وصياح اولاده يصل الينا وهو يصيح فيهم من حين وآخر"بس ياواد انت وهو".. سألته:
- لماذا تسكن مع الصحفيين؟
فقال:
- مش حاقدر اقول انها ازمة مساكن واني مالقيتش شقة الا هنا، الواقع اني باحب الصحفيين.. ما هم مننا وعلينا، واحنا عيله واحدة!
وضحك ضحكة مجلجلة، وقاطعت ضحكته لأسأله:
- ما رأيك في ازمة الضحك.. هل..؟
فقاطعني قائلا:
- يا عالم مافيش ازمة ولا حاجة! الحكاية ان مؤسسة المسرح عاوزه فرقتها تضحك الناس ويكون للمسرحيات هدف.. كلام معقول، وشبان من الممثلين المضحكين الكويسين جدا قالوا الضحك لوحده كفاية وعملوا فرقة مسرحية علشان تضحك بس.. برضه كلام معقول، نخلي فرقة الحكومة تعمل صحك له هدف، ونسيب فرقة حرة حرة تعمل اللي هي عايزاه، والمنافسة بين الاثنين لصالح الجمهور، وانا ار فلان او علان مش الحكم في التجربة، الحكم هو الجمهور، والقاعدة في الاعمال الفنية ان البقاء للاصلح، وفي لندن اللي هي اكبر مدن العالم عراقة في المسرح تلاقي فرق تقدم الفارس.. للضحك بس وفرق تقدم الضحك الهادف الشيك! والجمهور له ذوقه وساعات بيتغير من ليلة لليلة.. يعني فيه واحد يحس انه عاوز يضحك بس ومش عاوز يوجع دماغه في موعظة في الليلة اللي وراها لو ضحك بس يقول في الاخر"ايه الكلام الفارغ ده.. دي حكاية مالهاش اي معنى"!
واستطرد محمد رضا قائلا:
- وانا عملت في مسارح تقدم الضحك الهادف ومسارح تقدم الضحك"السك"ولقيت الجمهور بيقدر الفنان الكوميدي هنا وهنا والمنافسة حاتقوي المسرحية على العموم.

تأثرت باولاد بلد حقيقيين!
وسألت محمد رضا:
- بمن تأثرت وانت تختار شخصية ابن البلد؟
فصاح وكأنه ينفي تهمة:
- ما اتأثرتش بحد.. احلف لك بايه.. فقلت له:
- يقولون انك امتداد للمرحوم عبد الفتاح القصري اشهر من مثل شخصية الولاد البلد على المسرح؟
فقال محمد رضا:
- انا يشرفني طبعا اني ابقى امتداد لفنان كبير زي المرحوم القصري.. انما الحقيقة انا ماحاولتش اقلده ابدا، انا اشتغلت شويه من مسرح اسماعيل يس انما كنت ماشي في طريقي.. وقال محمد رضا:
- عاوز اقول اني ما احبش اقلد اي فنان.. انما ما اخبيش عليكي انا اتأثرت باولاد بلد حقيقيين لاني عشت الحياة البلدي الحقيقية وصاحبت اولاد بلد جدعان.. صاحبت صاحب وكالة علاقة في الدراسة وصاحبت معلم صاحب مطعم وعجبتني"المرجلة"والاصالة اللي فيهم، وعلشان كده لما باقوم بدور بلدي باعيش فيه تمام.

المعلم كرشه.. نقطة تحول في حياتي..
وسألت محمد رضا:
- هل لك ادوار اخرى؟
فقال:
- يا ست والله باتمنى كل الادوار الاخرى.. انا عملت دور في البورجوازي النبيل ونجحت.. وكنت اتمنى اعمل ادوار ثانية كثير، لكن المخرجين عاوزني دائما لادوار ابن البلد، نفسي ومنى عيني اخرج من سجن دور ابن البلد حاعمل ايه يعني؟
وسالت محمد رضا:
- ما اشهر دور ابن بلد قمت به؟
فقال:
- الادوار كثيرة والحمد لله، اول دور اذكره كان وانا طالب في معهد التمثيل.. عملت دور معلم صاحب حمام، ولما اتخرجت كان اول دور ابن بلد قمت به دور المعلم محمود عرجيي الكارو في مسرحية"المغناطيس"لنعمان عاشور.. وكنت خايف من الجمهور لانه ما يعرفنيش.. لكن ربنا ستر وعدينا، والدور اللي باعتبره نقطة تحول في حياتي دور المعلم كرشه في زقاق المدق، وناس كثير اعترضوا لما اترشحت للدور لاني قبلها كنت باقوم بادوار صغيرة.. يعني استكبروا الدور عليه، ولما الدور رسى عليه موت نفسي فيه علشان حسيت بان فيه تحدي.. والحمد لله النتيجة كانت لصالحي، ونجيب محفوظ مؤلف لرواية شافني وقال:
- اهوه ده المعلم كرشه زي ما تخيلته فعلا وعلشا نجحت في المسرح ربنا اكرمني ومثلت الدور نفسه في السينما.

كفاح تحيه!
وقال محمد رضا:
- وطبعا من ادواري اللي باعتز بيها دور المعلم عدوي في شقيقة القبطية، فاكر اني رحت مع محمد عز العرب نحضر افتتاح اول مسرحية لفرقة تحية كاريوكا.. ودخلنا الكواليس نهنيها وعز قال لها:
- يا تحيه.. احنا عاوزين المسرحية الثانية رواية بلدي مع الراجل ده.
وقالت له تحية بنت البلد:
- من عينيه الاثنين..
ولهذا لم تنسني تحية وهي توزع ادوار شقيقة القبطية، شقيقية القبطية نجحت جدا لان كل اللي اشتغلوا فيها كانوا بيحبوا تحية ويقدروا كفاحها وعلشان كده كانوا عاوزين يعملوا لها اكبر رصيد من النجاح..
وسرح محمد رضا قائلا:
- نسيت اقول لك اني باعمل دور كويس دلوقت.. دور المعلم رضوان في مسرحية النصابين والدور ده استعملت له اكبر شنب"ماكياج"عرفه المسرح..

احنا محتاجين لقص اصيلة!.
وسألت محمد رضا:
- وفي السينما؟
فقال:
اقوم الان بدور المعلم"توتو"في خان الخليلي برضه دي قصة نجيب محفوظ، وانا قصص نجيب محفوظ بتشدني لان الادوار مرسومة كويس ومناسبة!
- وقلت له:
- وادوار البطولة السينمائية؟
فقال:
- اهي دي المشكلة عندنا، السينما في بلدنا بتدي ادوار البطولة دايما للشبان اللي بيفرقوا شعرهم وللبنات بتوع عشرين سنة، معنى كده اننا حانفضل بعاد عن الادوار دي.. احنا اللي بيقولوا علينا"تبيت"محتاجين لقصص اصيلة تتكتب على اساس ان الابطال ممكن يكونوا اباء.. او عمال.. او فلاحين، احنا دلوقت في عهد اشتراكي، والعمال ابقوا ابطال حقيقيين.. يعني حياتهم مليانة قصص وكفاح.. وواجب القطاع العام في السينما انه ينقل للناس حياة دول.. البطل المهندس والبطل الدكتور ما عنديش اعتراض عليهم انما بلدنا فيها ثلاثين مليون مش كلهم مهندسين ودكاتره زي السينما بتاعتنا مابتقول.. وضحك محمد رضا ضحكة كبيرة وقال:
- والا ايه ياست هانم!

احب عوض.. واحترم عبد المنعم ابراهيم!
وسألت محمد رضا:
- اين انت من الممثلين الكوميديين؟
فقال:
- العبد لله رجل مكافح صاحب عيال.. وانا ممثل على اد حالي..
وضحك ضحكته الضخمة وقال:
- والا ايه ياست هانم!
- وعدت اساله:
- ما رايك في فؤاد المهندس وامين الهنيدين ومحمد عوض وابو بكر عزت وعبد المنعم ابراهيم؟
فقال:
- يعني بتسأليني على الدفعة كلها.. اقول لك ياست.. فؤاد المهندس مثل طيب للفنان الذي يحب فنه ويتفانى فيه والجمهور بيحس بكده وعلشان كده بيحب فؤاد المهندس.. يعني علشان كده فؤاد المهندس بقى فؤاد المهندس..
وامين الهنيدي اصبح ممثلا عظيما منذ تخلص من سجن الشخصية التي اختارها لنفسه وعاش باسمها عدة سنوات وهي شخثية فهلاو..
ومحمد عوض من احب ممثلي الكوميديا الى القلب.. حياته فيها قصة انسانية يمكن هي اللي بتدي صوته بحة حزينة احيانا.. ومحمد عوض مطيع جدا في تنفيذ دوره.
وابو بكر عزت سيكون عظيما لو اخذ فرصته لانه خامة كوميدية ممتازة.
وعبد المنعم ابراهيم من قمم الكوميديا في مصر، انا باحترم الجدع ده لانه استمر في المسرح القومي مدة طويلة علشان يعمل ادوار اكاديمية ورضى بمرتب بسيط كان ممكن ياخذ قده اربع مرات لو ساب المسرح القومي.. ده دليل على انه فنان اصيل.
نسيتي عبد المنعم مدبولي.. وعبد المنعم انا مستخسره في الاخراج لانه بيبعده عن التمثيل مع انه ممثل كوميدي ناجح جدا..

من ابن البلد.. الى اوديب وعطيل!
وسالت محمد رضا:
- وما امنيتك الفنية؟
فقال:
- ما انا قلتها.. اني امثل ادوار كبيرة"اكاديمية"لما اتخرجت من معهد التمثيل كان نفسي اقوم بادوار عطيل واوديب، سجني في ادوار ابن البلد حانقني ومكتفني، انا نفسي اروح المسرح القومي لاني اول ما بدخل كواليس المسرح القومي باحس بريحة المسرح الحقيقي، المسرح اللي له اصول، دقات قلبي بتضبط على دقات المسرح. وفيه ناس فاهمة شغلها ومتفانين.. عارفه زي ايه.. زي فريق الكورة الللي له عراقة واصيل.. الواحد يحب يلعب معاه علشان عارف انه ممكن يجيب جون وهو بيلعب!
قلت له:
- يعني انت ما جيبتش اجوان قبل كده؟
فقال: الحمد لله جبت اجوان.. لكن اجوان عن اجوان تفرق، انا عاوز اعيش في جو مسرح له تقاليد، ماعنديش مانع امثل دور واحد كل سنة.. استعد له ده ست اشهر واذاكره.. بس ساعتها لازم حامثله الست اشهر الثانية امام الجمهور، عاوز دور احس انه اكبر مني علشان اقدر اطلع له، احس اني بانحت في صخر واعرق واتعذب..
هو ده ياست هانم اللي باحلم بيه..

احب شخصيات نجيب محفوظ
وسألت محمد رضا:
- ما رأيك في كتاب المسرح؟
فقال:
- اللي عاشوا في القصص اللي بيكتبوها بيعبروا كويس ويرسموا الشخصيات كويس، انا باحب نجيب محفوظ جدا من"الزاوية دي"ومحمود السعدني عمل المسلسلة"الجدعان"وكانت روعة.. برضه لنفس السبب.. الواقع اننا عندنا ازمة في المؤلفين، والنص الكويس هو القاعدة الاولى في نجاح العمل الفني.
وسالت محمد رضا:
- من احسن من يقوم بادوار اولاد البلد في مصر؟
فقال ضاحكا:
- مش غرور يا ست هانم.. كده يعني ولا مؤاخذه.. العبد لله..
ريس نظمي


اخر ساعة/ 1962