غنائية لذكرى وفاة لينين

غنائية لذكرى وفاة لينين

برتولد برشت
ترجمة/ أحمد حسان

حين مات لينين
يُقال إن جندياً من جنود الحرس
قال لرفاقه: لم أرد
أن أصدِّق: فدخلت، إلى حيث يرقد،
وصحت في أذنه:"إيليتش
المستغِلون قادمون!"فلم يتحرك. الآن

أعرف أنه قد مات.
حين يريد رجل طيب أن يمضي
بماذا يمكن للمرء أن يُبقيه؟
أخبروه: لأي شيء هو ضروري.
هذا يبقيه.
ماذا كان يمكن أن يبقي لينين؟
فكر الجندي
أنه حين يسمع أن المستغِلين قادمون
قد يكون مريضاً ورغم ذلك سينهض.
ربما أتى على عكازات
وربما جعلهم يحملونه، لكنه
سينهض وسيأتي
ليقاتل ضد المستغِلين.
كان الجندي يعرف أن لينين
ظل يقاتل طول عمره
ضد المستغِلين.
وحين ساهم الجندي
في اقتحام قصر الشتاء
أراد أن يعود إلى بيته، فهناك
كانت أراضي كبار الملاّك قد قسّمت فعلاً
فقال له لينين: انتظر قليلاً!
فما زال هناك مستغِلون.
وطالما بقي استغلال
يجب القتال ضده.
وطالما أنت حي
عليك أن تقاتل ضده.
الضعفاء لا يقاتلون الأقوى منهم
ربما قاتلوا ساعة.
مَن هم أقوى، يقاتلون سنين عديدة، لكن
الأقوى يقاتلون طول عمرهم، وهؤلاء
لا غنى عنهم.
حين يتزايد القمع
تفارق الكثيرين شجاعتهم
لكن شجاعته تزداد
ينظم قتاله
من أجل درهم الأجر، وماء الشاي
والسلطة في الدولة.
يسأل الملكية:
من أين تأتين؟
ويسأل المعتقدات: من تفيدين؟
حيثما يخيم الصمت
سيتكلم
وحين يسود القمع ويجري الحديث عن القدر
سيسمي هو المسميات بأسمائها.
حين يجلس لتناول الطعام
يجلس السخط معه.
يصبح الطعام رديئاً
ويتبين ضيق الغرفة.
حينما مات لينين والحاجة إليه ماسة
كان النصر قد أحرز، لكن الأرض ترقد مهجورة.
كانت الجماهير قد انتفضت، لكن
الطريق ما زال يرقد في الظلام.
حين مات لينين
جلس الجنود على الطوار وبكوا
وهجر العمال آلاتهم
وهزّوا قبضاتهم.
حين ذهب لينين، بدا
وكأن الشجرة تقول للأوراق: أنا ذاهبة.
لينين يجد مثواه
في قلب الطبقة العاملة الكبير.
كان معلمنا.
وحارب معنا.
إنه يجد مثواه
في قلب الطبقة العاملة الكبير