درس واحد بعشرين الف جنيه

درس واحد بعشرين الف جنيه

شكوكو بك
هيتشكو
هيتشكو
في جنبي مغص
من شدة الفلس
وجيوبي اشتكت
من شدة الفلس

هذا هو أول منلوج القاه – المنلوجست – يوسف وهبي بك عندما ظهر على المسرح – لأول مرة – في سنة 1917!
والذي يعرفون يوسف وهبي يعلمون انه ممثل كوميدي من الطراز الاول.. يلقي النكتة القديمة التي عمرها مائة سنة فيضحك منها الناس!
ويوسف وهبي الذي يتقاضى – الان – في نظير التأليف والتمثيل والاخراج اكثر من عشرة آلاف جنيه.. بدأ حياته – منلوجست – في كازينو دى بارى الذي كان يديره عزيز عبد.. ودارت عجلة الزمن.. واسس يوسف وهبي رفرقة رمسيس التي ضمت روز اليوسف وحسن رياض واحمد علام وغيرهم من اساتذة المسرح المصري.. وكانت السيدة روز اليوسف تتقاضى منن يوسف وهبي اكبر اجر تقاضاه ممثل او ممثلة – في ذلك الحين – وهو 70 جنيها في الشهر!.. اما انور وجدي فكان – كومبارس – لا يزيد اجره على 15 قرشا في اليوم!
ويوسف وهبي بك يقيم في فيلا بشارع الهرم مساحتها 4 افدنة.. وهذه الفيلا بناها على الطراز الحديث وهي تضم صالة انيقة لعرض الافلام، لا تتسع لاكثر من 30 متفرجاً!
ويوسف بك ليس له رصيد في البنوك.. وهو يمتلك ثلاث سيارات – كريزلر وبوبك وفيات – وهو متزوج منذ 25 سنة.. ويوسف بك مشغول هذه الايام بكتابة مذكراته التي ينوي ان ينشرها في كتاب.. وهو يقول ان هذه المذكرات ستضم تاريخ حياته منذ كان في السابعة من عمره!
ان انور وجدي – كومبارس- مسر- رمسيس منذ عشرين عاما، هو نفسه المنتج الذي دفع – ستة آلاف جنيه ليوسف وهبي صاحب مسرح رمسيس نظير تمثيل دوره في هذا الفيلم حبيب الروح!

انتي فاكراني والا ناسياني!
... في البلاتو أو – قاعة التصوير – باستوديو مصر، كان انور وجدي يشرف على تصوير بعض اللقطات.. وانور وجدي مخرج خبيث.. يأخذ اللقطة الواحدة من زوايا مختلفة.. ويتطلب هذا اعادة التمثيل مرات.. وبين اللقطة والاخرى كانت ليلى مراد تدندن باغنية ام كلثوم المشهورة:
انتي فاكراني والا ناسياني
.. ولقطة اخرى بين يوسف وبك وليلى.. اعادها انور اكثر من اربع مرات.. ودار هذا الحديث بين الزوج والزوجة..
ليلى: لاحظ يا انور اني ح اسجل غنوه بكره..
انور: وايه يعني.. انا اقدر اسجل 20 غنوه في اليوم!
ليلى: كنت تنضرب عليهم 20 علقة!
للنشالين فقط!
وفي فترة الراحة، سألت يوسف بك:
- الم يصادفك نشال في الطريق؟
- ابدا!
- ولا محتل نضب عليك مرة؟
- ابدا!
- وحافظة نقودك؟
- دائما فارغة!
ثم قال:
- ان النشالين لا يفكرون في نشلي.. لاني اعتقد ان جميع طبقات الشعب تحبني حتى النشالين.. وقد انشل.. ولكن من طبقات اخرى غير طبقات الشعب!
المصور!
ان الجندي الاول الذي يعمل خلف الكاميرا هو المصور.. ووحيد فريد – مصور هذا الفيلم بدا حياته – في ستديو مصر – بمرتب خمسة جنيهات في الشهر.. وهو يتقاضى الان ألف جنيه عن الفيلم!

مدير ستوديو مصر الجديد
ان ستوديو مصر يديره الآن الاستاذ محمد عبد الفتاح رجائي.. وهو من خريجي كلية التجارة دفعة 1933.. بدأ حياته – كاتب حسابات – في بنك مصر بمرتب عشرة جنيهات في الشهر.. وفي سنة 1936 رقي رئيساً لحسابات ستوديو مصر بمرتب 18 جنيها.. وهو يتقاضى الان حوالي ثلاثة آلاف جنيه في السنة.. ورجائي مولع – كحسني نجيب بك – بالسياحة.. عمره 39 سنة وهو يجيد تصليح اجهزة الراديو!
من هو شرفنطح؟
.. وفي ستوديو شبرا.. كان كمال المصري الشهير – بشرفنطح – يرتدي بذلة شوفير ويجلس مع احد الكونستبلات في الشمس.. وشرفنطح ممثل قديم.. بدأ حياته بتقليد الشيخ سلامة حجازي ولكنه فشل!
.. ثم اسس فرقة لحسابه كانت تعمل على مسرح بيكاديللي.. وابتكر شخصية.. شرفنطح لينافس بها كشكش بك وبربري مصر الوحيد!..
وفي سنة 1920 انضم الى فرقة نجيب الريحاني بمرتب 15 جنيهاً في الشهر.. وظل يعمل بهذا المرتب عشرين عاما.. وترك مسرح الريحاني في سنة 1946 ومرتبه 25 جنيها!.. وشرفنطح عمره الان 58 سنة. – وهو نفسه – الممثل الذي قال عنه نجيب الريحاني في احد الايام:
- ان شرفنطح يشبه القماش المريض.. يستطيع اي ترزي ان يفصل منه ما يشاء!

الدرس الاول = 20 ألف جنيه!
وشرفنطح يعمل في فيلم – خبر ابيض – من انتاج حسن عامر واخراج عباس كامل.. وحسن عامر قضى ثلاث سنوات في اميركا درس فيها الدعاية والسيناريو والتصوير.. وعاد الى مصر ليطبق النظريات في سوق السينما المصرية.. فانتج الفيلم الاول.. واصطدم – في المحيط السينمائي – بعوامل كثيرة، اهمها امزجة الناس!.. وهو يقول:
- ان الدرس الاول = 20 ألف جنيه! وحسن عامر هو ابن المرحوم ابراهيم باشا عامر.. قضى دراسته الاولى في الليسيه، ثم سنتين في كلية الحقوق! ثم ثلاث سنوات في الكلية الحربية! ثم استقال قبل ان يتخرج – شهر واحد – ليشتغل بتجارة الاعشاب!

رسام يختار شخصيات رواياته - الكاريكاتير – من السوق!
ان قصص الوجوه التي تقف امام الكاميرا معروفة.. وانما غير المعروف، هي قصص السواعد التي تعمل خلف الكاميرا.. وقصة عباس كامل مخرج هذا الفيلم – كالاسطورة.. فقد بدأ حياته سكرتيرا لمدير البلديات.. ثم اخذ يساعد شقيقه المرحوم احمد جلال في الاخراج.. واستقال من وظيفته ليعمل كمساعد مخرج.. وعباس كامل اخرج الى الان 12 فيلماً شعبياً.. وهو رسام يختار شخصيات رواياته – الكاريكاتير – من السوق!
اول اجر تقاضاه – 250 قرشا – نظير عمله كمساعد مخرج في فيلم"ليلى"– اول فيلم مصري انتاج وبطولة - عزيزة امير واخر اجر عن الفيلم الواحد 2000 جنيه!
وعباس كامل لا يمتلك سوى سيارة بويك موديل 49 ثمنها – او كان ثمنها- 1600 جنيه!
مدرسة توجو!
ان المصور محمود نصر الذي يتولى تصوير هذا الفيلم.. اخذ هذه الصناعة عن شقيقه عبده نصر، بدأ باجر ستة جنيهات في الشهر.. وهو يتقاضى اليوم ستمائة جنيه!
وهو يملك قطعة ارض مساحتها 700 متر – بشارع الهرم.
وسيارة موريس ثمنها 740 جنيها.. ورصيده في البنك 850 جنيها!
المنظر!
المخرج الان يتاهب لتصوير المنظر.. والمنظر عبارة عن مقهى بلدي.. والمطرب كارم محمود يمثل بائع جرائد ينادي على الصحف والمجلات باغنية شعبية
تبدأ هكذا:
اخبار اليوم وآخر ساعة
والمصري واهرام يا جماعة!
وهذه الاغنية مسجلة على شريط.. وعندما تدور الكاميرا، يغني كارم مع الشريط.. فقد لتسجيل الكاميرا حركاته!

جليل البنداري

آخر ساعة /
كانون الثاني-1951