الاسطورة محمد علي كلاي

الاسطورة محمد علي كلاي

احمد الزبيدي
اعلن صباح السبت الماضي عن وفاة اسطورة الملاكمة العالمي محمد علي كلاي عن عمر ناهز 74 عاما
ولد محمد علي كلاي في لويزفيل في ولاية كنتاكي الاميركية في السابع عشر من كانون الثاني عام 1942وكان اسمه كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور وغير اسمه عام 1964 بعد أن اعتنق الإسلام الى محمد علي كلاي، فاز ببطولة العالم بالملاكمة للوزن الثقيل ثلاث مرات في سنوات1964و1974و1978،وفي عام 1999 توج بلقب (رياضي القرن العشرين)

هو صاحب أسرع وأقوى لكمة في العالم حيث تعادل قوتها حوالي400 كيلو غرام،اعتزل الملاكمة عام 1981
محمد علي،وهو لثلاث مرات بطل العالم في الوزن الثقيل اطلق على نفسه لقب"الأعظم"، وتحدى حكومة الولايات المتحدة اثناء حرب فيتنام، وبعد ذلك أصبح واحدا من أكثر الرياضيين شهرة في التاريخ.
وقد نقل محمد علي كلاي إلى المستشفى يوم الخميس لحدوث مشكلة في جهازه التنفسي - وهي الخطوة التي وصفت في حينها بأنها"وقائية". لكن في وقت لاحق وبعد 24 ساعة تم وضعه في جهاز الانعاش وبدأت عائلته"تخشى الأسوأ".
لكنه توفي في وقت متأخر يوم الجمعة في مستشفى في فينيكس،في ولاية أريزونا.
وقد تدهورت صحة الملاكم الكبير بشكل متزايد منذ تشخيص إصابته بمرض الشلل الرعاشي في عام 1984، وكان قد بلغ من العمر 42 عاما، وفي السنوات الأخيرة اصبح مقلا في ظهوره العلني. وفي وقت سابق من هذا الشهر كشف شقيقه عبد الرحمن علي انه بالكاد يستطيع الكلام أو ترك منزله.
جورج فورمان بطل الملاكمة كتب يقول في نعيه :"كان محمد علي وفريزر وفورمان شخص واحد. لقد رحل جزء مني". وقال لبي بي سي:"كان محمد علي واحد من أعظم البشر الذين قابلتهم في حياتي. كان بلا شك واحدا من أفضل الناس الذين عاشوا في هذا العصر".
لم يقتصر تأبين محمد علي كلاي على عالم الملاكمة، والمجتمع الرياضي. ووصفه الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون بأنه"شجاع في الحلبة، وملهم للشباب ومساعدا للمحتاجين، وقويا في تحمل عبء مشاكله الصحية".
في عام 1967، لم يكن قد خسر، مع أي منافس واضح، ولكن تم تجريده من ألقابه ولمدة ثلاث سنوات ونصف بسبب المعارضة التي ابداها لحرب فيتنام ومنذ ذلك الحين بدأت شعبيته بالازدياد بشكل كبير. وبحلول منتصف السبعينيات كان محمد علي كلاي اشهر نجم رياضي على هذا الكوكب.
فاز بالميدالية الذهبية في وزن خفيف الثقيل وكان يبلغ من العمر 18 عاما في اولمبياد روما وبعد ذلك بأربع سنوات، في عام 1964، حصل على لقب الوزن الثقيل لأول مرة
في عام 1978، بعد الفوز باللقب للمرة الثالثة، بدأ محمد علي يفكر بالاعتزال.
وبعد معركة نهائية، ضد تريفور بربيك في عام 1981، قرر الاعتزال ولكن بعد ثلاث سنوات تم تشخيص اصابته بمرض باركنسون. (الشلل الرعاشي)
اسند اليه ايقاد الشعلة لبدء الالعاب الاولمبية عام 1996 في أتلانتا، وكانت يديه تهتز نتيجة للمرض مما احتاج الامر مزيدا من الوقت. وبعد ذلك بدأت حالته الصحية تشهد المزيد من التراجع .
كان أكثر بكثير من مجرد ملاكم وقد سحر العالم وأثبت انه مصدر إلهام للكثيرين. وقد فرض نفسه كشخصية في حركة الحقوق المدنية."، عاش سنواته الاخيرة م زوجته الرابعة لوني - التي تزوجها في عام 1986 - وعدة أطفال،
كان الملايين معجبين بشجاعته داخل وخارج الحلبة، وهو ما انعكس في ردود الفعل السريعة والكثيرة التي اعقبت الاعلان عن خبر وفاته. سافرالى عدد كبير من بلدان العالم تلبية لدعوةعشرات من قادة العالم وأصبح من الوجوه الأكثر شهرة في العالم.
سئل ذات مرة عن الإرث الذي تركه وبماذا يفضل ان يتذكره الناس، فقال:"أود أن يتذكرني الناس بأنني ذلك الرجل الذي حصل على لقب بطل العالم في الملاكمة في الوزن الثقيل ثلاث مرات، الذي كان يمتلك روح الدعابة والذين يعامل الاخرين بعدالة ولا ينتقص من احد، حق. باعتباره الرجل الذي كان لا ينظر إلى الأسفل خجلا امام أولئك الذين ينظرون إليه بتعالي بل كان يقف بثبات في وجوههم... الذي كافح من أجل معتقداته... والذي حاول توحيد البشرية جمعاء من خلال الإيمان والمحبة.
"وإذا كان كل هذا كثيرا، فانا اعتقد انني ساكون راضيا أن يتذكرني الناس فقط كملاكم عظيم أصبح قائدا وبطلا من ابطال بني جنسه . و لا امانع حتى إذا نسي الناس كم كنت شخصية رائعة".
رفض محمد علي كلاي المشاركة في حرب فيتنام وقبل ذلك اداء الخدمة العسكرية في الجيش الاميركي،وقد سبب له هذا الموقف متاعب كثيرة لكنه شرح ذلك قائلا
"ان ضميري لا يسمح لي بان اطلق النار على اخوة لي في الانسانية أو بعض الفقراء، او الجياع لماذا اطلق النار عليهم لماذا؟ انهم لم يفعلوا شيئا لي لم يقتلوا أمي اوأبي. فلماذا إطلق النار عليهم لماذا؟ كيف يمكنني اطلاق النار على الفقراء المساكين؟ على السود والأطفال الرضع و النساء. خذوني إلى السجن فذلك افضل لي".
اصبح محمد علي كلاي رمزا عالميا للشجاعة والاقدام،وفاقت شهرته كل الحدود
فلم يقتصر نشاطه على عالم الملاكمة بل تعداه الى الاعمال الخيرية وحركة الحقوق المدنية للسود وعالم السياسة ايضا.
محطات في تاريخ حياته:
1) يدخل عالم الملاكمة بعد سرقة دراجته (1954)
لو لم تكن دراجته الهوائية قد سرقت، ربما لم يصبح محمد علي كلاي ملاكما. كان كلاي كاسيوس البالغ من العمر 12 عاما يقود دراجته الهوائية ذات الالوان الحمراء والبيضاء نحو ولاية لويزفيل لمشاهدة، احتفالية نظمتها بعض الشركات التي يملكها اشخاص سود، يتم توزيع الساندويتشات والحلوى فيها مجانا،.وهو الامر الذي اغرى كلاي بالذهاب ولكن عندما غادر الاحتفال، لم يجد دراجته. واقترح شخص غريب ان يخبر الشرطي، جو مارتن، الموجود في الصالة الرياضية المجاورة. وكمايشرح محمد علي كلاي ذلك فيما بعد في كتاب سيرته الذاتية، فيقول:"كنت ابكي وانا اركض لانزل السلم نحو القاعة الرياضية لكن مشاهد وأصوات ورائحة حلبة الملاكمة شدتني كثيرا اليها لدرجة أنني نسيت تقريبا موضوع الدراجة"ومنذ تلك الليلة بدات رحلته مع عالم الملاكمة

2) الفوز الاول (1954)
بعد ستة اسابيع من صعوده الى الحلبة. للمرة الأولى في حياته يتغلب كلاي وهو الملاكم المبتدئ على مبتدئ اخر هو، روني أوكيف،و في البرنامج التلفزيوني أبطال الغد، الذي كان يعرض في جميع أنحاء ولاية كنتاكي. بعد فترة قصيرة يعلن والده:"ابني سيكون بطلا مثل جو لويس. سيكون اسم بطل العالم في الوزن الثقيل كاسيوس كلاي!"

3) الميدالية الذهبية في دورة الالعاب الاولمبية في روما (1960)
لم يسافر كلاي من قبل إلى اي دورة للألعاب الأولمبية لأنه كان خائفا جدا من الطيران، حتى انه اشترى مظلة من المواد الفائضة في مخازن الجيش لارتدائها وهو على متن الطائرة. بعد انتصارات مريحة في ثلاث جولات، واجه كلاي خصما قويا وهو الفائز في اولمبياد عام 1956 بالميدالية البرونزية زبيغنيو بيترزيكوسكي لكنه استطاع التغلب عليه، في سيرته الذاتية، يزعم كلاي أنه ألقي ميداليته الذهبية في نهر أوهايو، قائلا:"بعد دقائق قليلة و كنت قد خضت قتالا حتى الموت تقريبا... القيت ميداليتي في النهر. ولم اشعربأي ألم اوندم."وكانت تلك قصة من نسج الخيال. و الحقيقة: انه قد اضاع الميدالية.

4) كلاي يلتقي المصارع جورج واغنر(1961)
بعد احترافه، فاز كلاي بست مباريات ملاكمة في ستة أشهر. ثم، في برنامج إذاعي في لاس فيغاس للترويج للمباراة السابعة، التقى المصارع""جورج واغنر، الذي كانت الجماهير تحتشد لمشاهدة مهاراته وكما يخبر محمد علي كلاي في وقت لاحق كاتب سيرته الذاتية توماس هاوزر:"[كنت اريد ان اتحدى هذا الرجل كنت اريد ان اثبت للعالم انني الاعظم

5) محمد علي كلاي يصبح نوستراداموس (العراف الشهير)الملاكمة (1962)
في هذا العام تتحقق نبؤات محمد علي بفوزه في مبارياته حيث كانت تنبؤاته صحيحة لسلسلة من سبع مرات من أصل ثمانية

6)"- كلاي يفوز بلقب بطل العالم للوزن الثقيل (1964)
في هذا العام يصبح كلاي للمرة الاولى بطل العالم. ويخبر كلاي الصحفيين انه"قد جعل العالم يهتز... أنا الأعظم!
9) كاسيوس كلاي يصبح محمد علي (1964)
كاسيوس كلاي يعلن اسلامه ويغير اسمه الى محمد علي كلاي.

10) محمد علي يعيد حزام الوزن الثقيل الى أمريكا (1966)
بعد ان غادرها الى كندا وبريطانيا يتمكن محمد علي كلاي من اعادة لقب بطل العالم في الوزن الثقيل الى اميركا

11) يمنع من الملاكمة ويزج في السجن (1967-1968)
"عام 1967يرفض الخدمة في الجيش الامريكي والمشاركة في حر ب فيتنام، فيتم تجريده من لقبه في الوزن الثقيل ويمنع من ممارسة الملاكمة

12) مباراة القرن (1971)
محمد علي ضد جو فريزر، 1971

13) يستعيد اللقب مرة اخرى (1974)
محمد علي ضد جورج فورمان، 1974

14) محمد علي كلاي يصبح بطل الملاكمة في الوزن الثقيل ثلاث مرات (1978)
15) مباراة مصيرية ضد لاري هولمز (1980)

16)اعتزال اللعب 1981
17)الاصابة بمرض الشلل الرعاشي 1984
لقد كان الجميع يهتف لمحمد علي كلاي،، فهو اعظم بطل للوزن الثقيل في الملاكمة في العالم على الاطلاق. وكان من المؤكد أنه الملاكم الأكثر روعة وجاذبية. وكانت شجاعته تتجسد داخل الحلبة وخارجها
في حياته ساعد واشترك في بعثات النوايا الحسنة إلى أفغانستان وكوريا الشمالية وساعد في تقديم إمدادات طبية إلى كوبا الخاضعة للحظر، وسافر إلى العراق لتأمين الافراج عن 15 رهينة الولايات المتحدة قبل حرب الخليج الأولى. في عام 2005، وحصل على أعلى تكريم مدني في بلاده، على الميدالية الرئاسية للحرية، من جورج دبليو بوش، وهو الرئيس الذي كان محمد علي كلاي لا يوافق على وجهات نظره.
لقد اعطى محمد علي كلاي للعبة الملاكمة. روعة لا تضاهى، و"عظمة"لا مثيل لها ولأنه أصبح من المسلم به ان محمد علي كلاي هو اصبح رمزا ليس فقط بالنسبة للأميركيين الأفارقة المضطهدين ولكن للإسلام العالمي أيضا، ناهيك عن الحركة المناهضة للحرب والفقر في البلدان النامية..

عاش في عائلة صغيرة ولكنها سعيدة وقد كان الفقر أمرا مفروغا منه
ويقول عن نفسه انه كان يتمكن بالكاد من القراءة أو الكتابة عندما تخرج من المدرسة الثانوية المركزية في عام 1960،.، ومع ذلك، كانت له طاقات هائلة استثمرها في لعبة الملاكمة.
كانت الولايات المتحدة في منتصف ستينيات القرن العشرين أمة تغلي بالتيارات العنصرية. (اغتيل مالكولم اكس في عام 1965 ومارتن لوثر كينغ بعد ثلاث سنوات.) وكان بقية العالم غافل نسبيا عما يحدث، وحينها أصبح محمدعلي كلاي عدو البيض المتطرفين رقم 1، بعد ان بدأت ملامحه الاسطورية بالظهور كونه اسود البشرة
لكن مهارته الاسطورية وشجاعته النادرة وانتصاراته المتتالية اجبرت الجميع على الاعتراف بعظمته وموهبته الاستثنائية.

في مطلع الألفية الثالثة، تم التصويت عليى اختياره ومن جمهور غفير من اغلب بلدان العالم على انه، رياضي القرن العشرين، ومن شخصياته العظيمة. في عام 2005 افتتح المتحف الذي بني تكريما له. وفي عام 2011 قام بظهور علني نادر عندما حضر جنازة خصمه السابق، فرايزر. وفي حفل الافتتاح في دورة الالعاب الاولمبية في لندن، و بدا ضعيفا للغاية، ولم يكن قادرا على المشي لوحده سوى بضع خطوات. ومع ذلك، حصل على استقبال حافل
سيرة حياة محمد علي كلاي هي سيرة حياة الشجاعة والاقدام والبطولة والمثابرة

عن النيويورك تايمز
والغارديان والواشنطن بوست