عباس جميل يوم منحتنه الجامعة العربية لقب موسيقار

عباس جميل يوم منحتنه الجامعة العربية لقب موسيقار

عبد الجبار خلف
حين طلبت من الفنان العراقي الكبير عباس جميل (1921 – 2006) ان يستذكر لي يوما مهما في حياته لن ينساه، لم ينتظر طويلا أو يستعرض أيام سنواته وابداعاته فيها، بل انه ابتسم وهز رأسه واشار الى يوم يمتد في مسيرة حياته الى 80 عاما حيث نال لقب موسيقار باعتراف عربي.

قال الفنان الكبير (الملحن والمغني): صدقني ان يوم 5 / 12 / 1999 هو يوم عمري الذي انتظرته طويلا.
استغربت منه ان يقول مثل هذا وهو صاحب المسيرة الفنية الطويلة الذي عاصر شخصيات واحداثا وقد كان معروفا ومؤثرا في ساحته، لكنه قال لي دعني احدثك عنه وستعرف لماذا أنا اعتبر هذا اليوم أهم يوم في حياتي.
وراح الفنان عباس جميل يسرد لي تفاصيل اليوم قائلا: جاءت دعوة من مصر بالأسماء لحضور المؤتمر الموسيقي العربي، وكان اسمي بين اسماء الذين يمثلون الحركة الموسيقية في العراق، وذهبنا الى مصر ووصلنا القاهرة فنزلنا في ارقى فندق فيها وكان الاهتمام من الجامعة العربية كبيرا.
واضاف بعد هنيهة من الصمت: وفي احدى اكبر القاعات في مصر اقيم المؤتمر الموسيقي وبدأت المناقشات تدور حول الحركة الموسيقية في الوطن العربي بحضور عدد كبير من الموسيقيين والفنانين والنقاد العرب على اختلاف اجيالهم، وبعد ذلك جرى احتفال كبير تم فيه تكريم الفنانين، وقد تقدم احد اعضاء اللجنة الفنية للتكريم في الجامعة وتحدث للجميع عن اهمية هذا المؤتمر الموسيقي العربي الذي يمثل الحركات الفنية الحقيقية التي خدمت الذوق العام والوطن والامة.
وتابع: بعد هذه الكلمة.. اعلن هذا الشخص الخبر المفاجأة بمنح درع الجامعة العربية لبعض الفنانين العرب، الذي هو العلامة الفارقة لها والذي يجيء تقديرا لكل ما قدمه الفنان من عطاء مستمر ومميز ومن دون توقف وخلال مدة يجب ان تكون معقولة من 25 – 50 سنة، وهذا الدرع تحتوي على ما يأتي، اولا: لقب موسيقار، وثانيا شهادة فنية تمثل الجهود المبذولة من قبل ذلك الفنان في بلاده أو في بلدان الوطن العربي، وما هي الا لحظات حتى جاء اسمي فكانت فرحتي لا توصف وقد تسلمت درع الابداع والتميز والعطاء.
وتوقف عن الكلام كأنه يشاهد لقطات تلك اللحظات، ثم قال: هذا الموقف كنت أحلم به منذ زمان طويل وكان هو الأمنية الكبيرة التي استهدفتها في حياتي الفنية، وعندما اعلنت النتائج حقيقة اخذتني الفرحة وعشت في عالم آخر، واحسست ان كل التعب والعمل المستمر الذي بذلته خلال خمسين عاما قد اثمر بنتيجة عالية جدا، بهذا الاعتراف العربي بما حققت من انجازات فنية لصالح الموسيقى العربية عامة والعراقية خاصة وان ما قدمته سيظل في ذاكرة الناس طويلا.
واختتم حديثه بالقول: انه يوم عمري الذي انتظرته طويلا، انتظرته اكثر من خمسين عاما وقد كنت سعيدا جدا به.