ناطق خلوصي المبدع بعدد من الحقول: ملامح شخصياتي حاضرة في أبطال قصصي ورواياتي

ناطق خلوصي المبدع بعدد من الحقول: ملامح شخصياتي حاضرة في أبطال قصصي ورواياتي

عصام القدسي
مع ناطق خلوصي تتعدد العناوين وتتسع مساحة الابداع، ويتوالى الإنجاز، واحدا بعد الاخر في سياق يتطور منحازا للحقيقة والانسان، وذلك ما تؤكده سيرته الثقافية التي وجدنا من المناسب تقديمها قبل الحوار، فقد ولد القاص والروائي والناقد والمترجم ناطق خلوصي في (بلد) وهي من المدن القريبة من بغداد، وتخرج من قسم اللغات الأجنبية في دار المعلمين العالية – كلية التربية عام 1960

ومارس تدريس اللغة الإنكليزية في المدارس الثانوية أربعين سنة، كتب النقد التلفزيوني لخمسة وعشرين سنة وتولى سكرتارية مجلة الأقلام ومجلة الثقافة الأجنبية. وبعد هذا التعريف نبدأ الحوال مع القاص والروائي والناقد والمترجم ناطق خلوصي:

{ هل بدأت قاصا ً أم روائيا ً أم ناقدا ًأم مترجما ً وفي أي سنة بدأت؟
– بدأت قاصا ً وظهرت أولى قصصي منشورة في عام 1968. وصدرت مجموعتي القصصية الأولى الهجير عام 1978 في حين ظهرت أول رواية لي بعد أكثر من عشر سنوات من ذلك التاريخ. أما النقد التلفزيوني فقد بدأت كتابته في أوائل ثمانينات القرن الماضي وبدأت الترجمة في المدة نفسها.
{ تعددت وتنوعت اهتماماتك الثقافية. ما سر ذلك؟
– يرجع مثل هذا التعدد والتنوع بشكل عام وليس عندي فقط، الى جملة أسباب منها سعة الموهبة ومستوى التحصيل العلمي وتنوع القراءات ومدى قدرة الذاكرة على استيعاب الوقائع والأحداث ثم استرجاعها فيما بعد، دون اغفال دور المخيلة.
{ ما هي حصيلة هذا التنوع والتعدد لديك؟
– كتبت القصة والرواية والمسرحية والدراما التلفزيونية وكتبت النقد التلفزيوني والأدبي ومارست الترجمة من الانكليزية الى العربية بحكم تخصصي الأكاديمي، وكانت حصيلة ذلك أن صدر لي ستة عشر كتابا ً حتى الآن هي:
في القصة:
1 ـ الهجير ــ دار الرشيد ــ بغداد ــ 1978
2ــ شجرة الأب ــ اتحاد الكتّاب العرب ــ دمشق ــ 2009
في الرواية:
1 ـ منزل السرور ــ دار الشؤون الثقافية العامة ــ بغداد ــ 1989
2 ــ الخروج من الجحيم ــ دار الحرية ــ بغداد ــ 2001
3 ــ المزار ــ دار الشؤون الثقافية العامة ــ بغداد ــ 2004
4ــ شرفات الذاكرة ــ دار الشؤون الثقافية العامة ــ بغداد ــ 2013
5 ــ أبواب الفردوس ــ دار ميزوبوتاميا ــ بغداد ــ 2013
6 ــ تفاحة حواء ــ دار ضفاف ــ الشارقة / بغداد ــ 2014
7 ــ اعترافات زوجة رجل مهم ــ دار ميزوبوتاميا ـــ بغداد ــ 2015
8 ــ عشاق الشمس ــ رواية في حلقات ــ جريدة التآخي ــ بغداد ــ 2010
9ــ منزل المزرعة ــ رواية في حلقات جريدة التآخي ــ بغداد ــ 2012
في النقد:
1 ــ الدراما التلفزيونية العربية ــ دار الشؤون الثقافية العامة ــ بغداد ــ 2000
في الترجمة::
1 ــ مقالات في التلفزيون (دراسات) ــ الموسوعة الصغيرة ــ بغداد ــ 1993
2 ــ الانترنيت شبكة معلومات العالم (دراسات) ــ الموسوعة الصغيرة ــ بغداد ــ 1999 (ترجم الى اللغة الكردية)
3 ــ ثقافة الألفية الثالثة (دراسات) ــ دار الشؤون الثقافية العامة ــ بغداد ــ 2002
4 ــ قانون الشعوب (دراسات في فلسفة السياسة) ــ بيت الحكمة ــ بغداد ــ 2006
5ــ الخصام (رواية من الأدب الأذربيجاني) ــ دار الشؤون الثقافية العامة ــ بغداد ــ 2007
6 ــ قراءات في المصطلح ــ تعريفات موسعة ــ الموسوعة الثقافية ــ بغداد ــ 2008
في المسرح:
1 ــ الخلاص ــ 1970 (عرضت على مسرح المحافظات).
2 ــ ليالي الحصاد (تعريق مسرحية محمود دياب) ــ 1971 (عرضت على مسرح المحافظات).
3 ــ الطائر والثعلب (مسرحية أطفال) ــ نشرت في العدد الخاص بأدب الأطفال من مجلة»الأقلام»وعرضت على المسرح الوطني من فبل الفرقة الوطنية للتمثيل وشاركت في مهرجانات دولية آخرها مهرجان»أصيلة»وادعى مخرجها السيد عباس الخفاجي بعد عودته من المهرجان ان المسرحية من تأليفه واخراجه.
في الدراما التلفزيونية:
1 ــ تمثيلية»النافذة»عرضها تلفزيون بغداد من اخراج المخرج عبد الهادي مبارك.
2 ــ جحا والسلطان ــ مسلسل في حلقات ــ اشتراه أحد المنتجين العرب ولم أعرف ما الذي حل به.- الجمر والرماد ــ مسلسل في حلقات ـ أجيز لكنني سحبته لسبب خاص.
{ أي من أنشطتك الثقافية أحب الى نفسك؟
– كل أنشطتي. فلكل واحد منها خصائصه وهي جميعا ً قريبة من نفسي وارتبطت باسمي.
{ كم تستغرق كــــتابة الرواية لديك؟
– ليس هناك زمن محدد ولكنها تستغرق بضعة أشهرفي الغالب، كتبت رواياتي الأولى بخط اليد عن مسودات ورقية. لقد أعدت كتابة روايتي الأولى»منزل السرور»ثلاث مرات واستغرق ذلك أكثر من سنة. أ ما الآن فأنا أكتب على الحاسبة بشكل مباشر دون اللجوء الى المسودات.
{ أي رواياتك أحب الى نفســــــــك؟
– ربما تكون»منزل السرور»لأنها تجربتي الأولى في الرواية. وربما لأنها نالت استحسان الجواهري الكبير، أما الخبير الذي أبدى رأيه فيها فقد كان الدكتور علي جواد الطاهر وقد كتب تقريرا ً ايجابيا ًعنها كان يكفيني لوحده لو لم تنشر الرواية. كما انها قوبلت باهتمام نقدي جيد.وقام الأستاذ شوقي كريم حسن بإعدادها في مسلسل اذاعي لإذاعة بغداد. أضف الى ذلك انها تعرضت الى محاولة تعتيم من قبل السيد عمران الموسوي الذي كان مديرا ً للنشر آنذاك في مسعى منه لصرف النظر عن نشرها دون سبب واضح مع أنها أجيزت من قــــــبل الخبير ثم أحيلت الى خبير آخربعد ازاحة عــــــمران الموســــــوي فأجازها هو الآخر وأخذت طريقها الى النشر بعد ذلك.
{ من أين تستقي شخوص قصصك ورواياتك وأي رواية بطلها يمثلك؟
– أستقيها من الواقع ومن تجاربي الشخصية وتجارب الآخرين لاسيما ان الحياة زاخرة بالتجارب، في بعض أبطال قصصي ورواياتي ملامح من شخصيتي، أستطيع القول ان روايتي»شرفات الذاكرة»كانت توثيقا ً لتجربتي الحياتية وقد عشت أغلب تفاصيلها شخصيا ًلاسيما رحلة الاعتقال في معسكر أبي غريب عام 1963 التي وردت بشكل مفصل في الرواية. أستمد مادة أعمالي من الواقع دون أن ألغي دور المخيلة.
{ يرى البعض انك توظف الجنس في أعمالك الروائية. ما الذي يدفعك للقيام بذلك؟
– لست وحدي الذي أفعل ذلك. أغلب الروائيين العراقيين والعرب وغير العرب يفعلون ذلك. لكنني لا أتخذ من الجنس هدفا ً وانما وسيلة للوصول الى هدف اجتماعي أو انساني في الغــــــالب. في كتابه»أزمة الجنس في القصة العربية»يقول الدكتور غالي شكري:»إذا كان الجنس، وسيظل، محورا ً للآداب والفنون،فإن الأدباء يختلفون من حيث درجة احتفائهم به، فبينما يتخصص له بعضهم تخصصا ً تاما ً، نلحظ آخرين يولون الحياة بكاملها جل اهتمامهم وعنايتهم، بما تشتمل عليه من زوايا تتضمن تلقائيا ً هذه العلاقة أو تلك». أنا أميل الى الشق الثاني من هذا القول، وأرى ان الجنس هو عصب الحياة مادام مكلفا ً بالحفاظ على ديمومة وتواصل الجنس البشري. وأكرر القول هنا أيضا ً انني تلميذ في مدرسة فؤاد التكرلي السردية لكنني لا أملك الجرأة التي تناول بها هذه الموضوعة. أوظف الجنس في أعمالي لإدانة سلوك لا انساني أو ممارسة غير سوية في الواقع الاجتماعي.
{ ما هي الرواية التي قرأتها أكثر من مرة لأنها أعجبتك؟
– قرأت رواية»المسرات والأوجاع»لفؤاد التكرلي أكثر من مرة ليس لأنها أعجبتني فقط وأنما أيضا ً لأنني أراها مرجعا ً يعينني حين أتناول موضوعا ً قريبا ً من موضوعها.
{ برأيك مَن من الكتاب العراقيين يمثل الرواية العراقية؟
– يصعب علي ّ ان أجيب على هذا السؤال لأن ساحة السرد تتسع باستمرار وهناك أسماء كثيرة يمكن أن تمثل الرواية وأعتقد ان بين النقاد من يستطيع أن يقوم بهذه المهمة.
{ هل لا زلت تمارس كل اهتماماتك السابقة أم تفرغت لكتابة الرواية مؤخرا ً؟
– أقول لــــــك ان عامل العــمر يلعب دورا ً مهما ً في تحديد أولويات الكاتب . لقد تقدم بي العمروتراجعت صحتي فلم يعد هناك ما يجعلني أحافظ على تعدد وتنوع الاهتمامات التي عرفت بها من قبل. لقد توقفت عن كتابة النقد التلفزيوني بسبب الضعف الذي أصاب سمعي فبعد أن لم تكن تفوتني مشاهدة ألأعمال الدرامية التلفزيونية خلال شهر رمضان بشكل خاص.فإنني لم أشاهد أي عمل درامي خلال رمضان هذا العام. ولم أعد أمارس الترجمة أو كتابة المسرحيات والدراما التلفزيونية وانحصر اهتماماي الآن بالسرد مع بعض القراءات لمجموعات قصــــصية وروايات تثير اهتمـــــامي، وهي محـــض قراءات وليــــست دراسات نقـــــدية.
{ من ترشح من الأدباء لاقامة نصب تذكاري له؟
– هنـــــــــاك فرص واسعة لاختيار أسماء عديدة من بين الرواد بشكل خاص، لكن الوضع الحالي لا يشجع على إقامة النصب والتماثيل ما دام هناك من يرى في مثل هذه النصب والتمائيل أصناما ً تتعارض مع روح الاسلام.