اغنى مؤلف يخطئ في الهجاء!

اغنى مؤلف يخطئ في الهجاء!

دلت الاحصائيات التي قامت بها إحدى دور النشر العالمية على ان اكثر الكتب انتشارا – بعد الكتب الدينية – هي روايات طرزان.. الرجل الذي تبنته القردة!
فقد طبع منها في الولايات المتحدة وحدها سبع وخمسون رواية، وترجمت الى خمس وخمسين لغة مختلفة.. كما اخرجت السينما سبعة وثمانين فيلما،

ونشرت المجلات المصورة مائتين وتسعين قصة مصورة كان طرزان بطلها جميعا!
اما مبتكر شخصية طرزان، فهو"إدجار دابس بوروز"الكاتب الامريكي الذي توفى اخيرا في لوس انجلوس متجاوزا الرابعة والسبعين.. كان مفلسا، لا يملك مليما واحداً، ودفعه البحث عن القوت الى طرق جميع الابواب، ومنها كتابة الاقاصيص!
وبدأ باقصوصه صغيرة نشرتها له إحدى المجلات المحلية ونسج فيها الخيوط الاولى لشخصية طرزان، ومن يومها لم يكتب في اي موضوع آخر، بل لم يكف عن الكتابة. كان يخط السطور بيمينه ويمسك القاموس بشماله خشية ان يرتكب اغلاطاً هجائية لا تسمح له دراسته الاولية بتداركها! وبرغم ان"بوروز"لم يزر افريقيا طيلة حياته إلا ان اطلاعه المستمر كان يسمح له بالكتابة عن مجاهلها – مسرح رواياته – وكأنه قضى عمره فيها!.. وبدأ المال يتدفق على"بوروز"مما دفعه الى تأسيس"ورشة"للاعمال الادبية! وكلمة"ورشة"هي اصدق ما يوصف به مكتب يضم خمسين من الادباء الشبان كان"بوروز"يوزع عليهم الخيوط الرئيسية لقصصه فيقومون بنسج تفاصيلها، ثم يعيدونها اليه ليراجعها بنفسه.. وقد درت هذه"الورشة"على المساهمين فيها مائة مليون دولار خص بوروز منها 10 ملايين فقط!.. وكان من نتيجة نجاح طرزان ان اطلق اسمه على بلدتين امريكيتين!.
الاثنين والدنيا/ كانون الاول- 1950