اضواء على حياة مشاهير النجوم

اضواء على حياة مشاهير النجوم

ثاني إنذار من اسرة انور وجدي لكمال الشناوي
الاضواء تسقط الان على حياة مشاهير النجوم.. احمد بدرخان يكتب سيناريو عن حياة المرحوم سيد درويش.. الفيلم سيكون من انتاج مؤسسة تدعم السينما واخراج بدرخان.. كمال الشناوي يمثل دور المرحوم انور وجدي في فيلم"طريق الدموع"الذي يخرجه حلمي حليم..

كتب السيناريو والحوار سيد بدير وتلعب ليلى فوزي دورها الحقيقي في حياة انور وجدي، اعتذرت ليلى مراد عن عدم تمثيل دورها في حياة انور، وقبلت صباح ان تقوم بدور ليلى مراد في القصة!
حلمي رفلة يخرج قصة، المظ وعبده الحمولي، بالالوان، ويشاركه في انتاج هذا الفيلم ستوديو مصر.. ستمثل المطربة وردة الجزائرية دور المظ.. ويلعب المطرب عادل مامون دور عبده الحمولي!
وقد كتب قصة هذا الفيلم عبد الحميد جودة السحار واشترك معه في كتابة السيناريو صالح جودت وحلمي رفلة ونيازي مصطفى وانفرد صالح جودت بكتابة الحوار واغاني الفيلم.
وقد كان المفروض ان يخرج هذا الفيلم نيازي مصطفى، ولكنه انشغل في اخراج فيلمين هما"الحساب"و"دماء على النيل"والاخير من انتاج جمال الليثي وبطولة فريد شوقي وهند رستم وحسن يوسف، فلما ازف موعد تصوير الفيلم لم يستطع حلمي رفلة ان ينتظر شهرا اخر حتى يفرغ نيازي من اخراج فيلمين واضطر الى ان يخرج فيلم المظ بنفسه!
والمظ كما سنردها على الشاشة اسمها الحقيقي سكينة – وقد بدأت حياتها"حاملة مونة"تعمل مع البنائين وتسليهم بالغناء نهارا..
والذي اطلق عليها اسم (المظ) هو شكري سرحان الذي يمثل دور احد زملائها البنائين، فاحبها وبادلته هي حبا بحب، وكان يقول لها دائما:
انت جميلة وحلوة وصوتك زي الالماظ، وناداها الناس بعد ذلك بالماظة.. ثم تطور اسمها على مر الايام حتى اصبح المظ!
ومن العجيب ان الخديو اسماعيل او حسين رياض رآها وهي فتاة فلم يعجب بها ولم يلتفت اليها الا بعد ان تزوجت من عبده الحمولي
واول لقطة في الفيلم تصور غلط وعبده الحمولي معا، تبدأ بالمظ وهي تختلس النظر من شربية قصر بكي باشا الى عبده الحمولي وهو يغني للرجال على التخت.. فتلقى عليه المظ منديلا حريريا لكي تلفت نظره اليها!.. ثم تعتذر له.. ويلتقي المطرب والمطربة بعد ذلك عدة مرات حتى يحب كل منهما الاخر.. ثم يتفقا على الزواج ويشترط هو عليها ان تعتزل الغناء وتتفرغ للبيت!

الخديو اسماعيل وديليسبس

والفيلم يصور مصر في عهد الخديو اسماعيل.. وفي لحظة من لحظات مجنونة يجيء ديليسبس ويطلب مقابلته فيرفض لانه يعلم ان ديليسبس جاء يطلب جزءا من املاك الدولة في قناة السويس هذه الى جانب الامتيازات التي سبق ان حصل عليها!.. ثم يهمس خليل اغا في اذن الخديو بان الرجل جاء ومعه فتاة فرنسية آية في الجمال والفتنة.. فيبتسم الخديو ويأمر بضمها الى جواريه في الحريم.. ثم يقابل ديليسبس ويوقع معه العقد في نفس اليوم!
والمعروف عن عبده الحمولي انه تزوج مرتين، مرة من فتاة من قرية فحاقة بمدينة طنطا، وتلعب هذا الدور الممثلة سلوى محمود، ومرة من المطربة المظ التي لمع اسمها واشتهرت قبل ان يظهر هو ان يسمع عنه احد!
وقد اشترك في وضع الحان هذا الفيلم عبد الوهاب وفريد الاطرش.. وفي اعتقادي ان عبد الوهاب سيتطور بالحان عبده والمظ حتى يهضمها الناس ويميلوا على الجانبين وهم يستمعون اليها.. وعندها قلت هذا لفريد الاطرش عارض الفكرة وقال بالحرف الواحد:
- ان الالحان التي يغنيها عبده الحمولي والمظ، يجب ان تكون الحانا شرفية مائة في المائة، وخالية من التوزيع الموسيقي الحديث، كما يجب ان تؤدى بواسطة الالات المعروفة في ذلك العصر.. وان يقلل ذلك من روعة الالحان.. وانما سيجعلها اقرب الى الواقعية.. والالحان التي من هذا النوع لا تنجح بسبب المؤثرات الحديثة، وانما تنجح بسبب الجمل الموسيقية النابعة من انفسنا نحن الشرقيين..

حامد مرسي يلعب دور عزيز عثمان
انذرت اسرة المرحوم انور وجدي للمرة الثانية الممثل السينمائي كمال الشناوي بان يتوقف عن انتاج فيلم طريق الدموع الذي يعود فيه حياة انور وجدي.. ورأى كمال الشناوي ان حياة انور وجدي ليست ملكا لافراد اسرته وانما اصبحت ملكا للتاريخ.. ولهذا لم يتوقف عن انتاج الفيلم ولم يعبأ بانذار الاسرة، وكل الذي فعله انه غير اسماء ابطال القصة.. فانور اصبح اشرف.. وليلى اصبحت فايزة وهكذا..
وفي الفيلم دور كبير لممثل هزل كان يلعبه مع انور وجدي على مسرح الحياة الممثل الهزلي المشهور عبد السلام النابلسي، ومن العجيب ان كمال الشناوي لم يستعن بعبد السلام النابلسي ليلعب دوره الحقيقي في الفيلم، وانما استعان بممثل هزلي آخر ليلعب دوره، هو عبد المنعم ابراهيم..
ويقول كمال الشناوي ان الوسط الفني كله يعلم قصة الحديث الذي دار بينه وبين زينب صدقي، عندما كان انور لا يزال ممثلا مغموراً وكانا يتحدثان عن الصحة والفلوس.. فرفعت زينب يديها الى السماء وصاحت:
- الصحة ولا مليون جنيه.. فرفع انور يديه الى السماء وهتف بصوت عال:
- اديني سرطان ومليون جنيه.. ويعلق كمال الشناوي قائلا:
- فماذا فعل بالمليون؟
لم يقول:
- ان العبرة التي يخرج بها الانسان من هذا الفيلم هي انك حين تكون طموحا فليس على حساب نفسك، ولا تحطم حياتك في سبيل جمع الفلوس.. لقد كان المرحوم انور وجدي في حاجة الى عملية جراحية تستغرق شهرين، ولكنه كان مشغولا بالعمل وليس عنده وقت الفراغ لهذه العملية، وعندما ذهب اليهم ولكن بعد فوات الاوان!
بقى ان تعلم ان الذي يلعب دور المرحوم عزيز عثمان هو المطرب القديم وروميو شارع عماد الدين الشهير بحامد مرسي!

التضحية الكبرى
قال لي جمال الليثي انه ضحى بمركب شراعي في اثناء انتاجه لفيلمه الاخير الذي يخرجه نيازي مصطفى.. قلت له: وكيف كان ذلك؟
قال:
- اشتريت مركبا شراعيا بمبلغ 150 جنيها لكي نحطمه على صخور اسوان في لقطة واحدة!
وقال انه استعان باكثر من عدسة تصوير حتى يلتقط منظر المركب وهو يغرق من عدة زوايا..
ويقول جمال الليثي انه يحارب بهذا الفيلم – دماء على النيل – حكاية الثأل المنتشرة في الصعيد.. ويحدث ان يقتل فريد شوقي واحدا من الاسرة المضادة لاسرته فتخرج زوجة القتيل وهي هند رستم للثأر من قاتل زوجها.. وتعثر عليه وهو جريح في بيت مهجور.. فترفض ان تقتله بالرصاصة الواحدة التي تملكها وتقول له:
- انا معايا رصاصة واحدة.. ولن استطيع ان اقتل كبها الان لان التقاليد في الصعيد تمنع قتل الرجل الجريح! وتعالجه هند رستم حتى يشفى تماما.. ثم تتناول البندقية وتصوبها نحو قلبه وتطلقها فلا ينطلق منها شيء!
كان فريد قد سرق الرصاصة الوحيدة اليتيمة منها!
ويلعب حسن يوسف دورا هاما في هذا الفيلم.. هو دور الشاب الصعيدي الذي يقتل شقيقه الاكبر لمجرد انه جبان!
ثورة الموتى
وحسن يوسف خريج المعهد العالي للتمثيل دفعة 1957.. وكان اول دفعته هو يقول ان المخرج المسرحي فتوح نشاطي استعان به ليلعب الدور الرئيسي في مسرحية، زواج الحلاق، وهو لا يزال طالبا بالسنة النهائية بالمعهد.. وبعد تخرجه التحق بالمسرح القومي.. وفي يونيو القادم سيسافر الى باريس ليلعب مع نجوم المسرح القومي ثلاث مسرحيات هي بيت من زجاج والشيخ متلوف والسلطان الحائر..
قلت له:
- ما اصعب دور مثلته في حياتك؟
- دور محيي في فيلم في بيتنا رجل
- واصعب دور على المسرح؟
- دوري في ثورة الموتى!.. ففي هذه المسرحية يرى المتفرجون الموتى وهم يبعثون من القبور ويتساءل كل منهم: لماذا مات قبل ان تتحقق جميع اماله في الحياة؟
وانا امثل في هذه المسرحية دور شاب مات وعمره 20 عاما.. كان يحب وكان يعتزم الزواج في عيد ميلاده بعد اسبوع!
قلت له:
- لماذا لم تتزوج للان؟
قال:
- انني لا ازال في مرحلة الحياة!
- اي بناء!
- بناء مستقبلي..
- وما العلاقة بين زوجك ومستقبلك كممثل؟
- الزواج سيعطلني عن مستقبلي!
- ايهما اقرب الى قلبك، المسرح ام السينما؟
- لذة التمثيل في الدور نفسه!
- هل فكرت في الانتحار؟
- لماذا؟
- كل انسان تمر به مرحلة من مراحل اليأس وقد يفكر في الانتحار!
- انا لم افكر في الانتحار!
- ولا مرة؟
- ولا مرة.. انا احب الصراع مع الصعب.. احب الدور الصعب والفرش الصعب والحب الصعب!
جليل البنداري

آخر ساعة/ 1949