الشيخ (الدكتور) محمد مهدي البصير والوفد المصري

الشيخ (الدكتور) محمد مهدي البصير والوفد المصري

رفعت مرهون الصفار
يعتبر الشيخ محمد مهدي البصير ميرابوثورة العشرين التي اندلعت في الفرات الاوسط وشملت المدن العراقية كافة من الشماله الى الجنوب ، وكان لمجالس العلم والتعزية الحسينية التي كان يتبوأ منصتها شاعرنا الفذ المرحوم الشيخ البصير اثر فاعل في تاجيج روح الثورة في نفوس ابناء العراق .

فقد كان يتمتع يثقافة عالية وحسن في الكلام ولطافة في المعشر ونادرة غريبة تجعل من مجلسه سلة علم وثقافة وادب وتاريخ حتى انه كان قبلة من كان يزور العراق من ادباء وعلماء وكتاب ومفكرين وعندما زار وفد مصري العراق اواخر العشرينييات من القرن الماضي، استفسرعن شخصية سمعوا بها، اقترن اسمه بالدكتور (طه حسين) فاصطحبوا الى (جامع الحاج داود ابو التمن) حيث كان الشيخ محمد مهدي البصير انذاك يلقي المواعظ الحسينية هناك) وحين تم التعارف بين الوفد والشيخ البصير اعتلى الشيخ البصير المنبر وساح سياحة طويلة في الادب والشعر والسياسة مما اثار دهشة وانبهار الوفد المصري واعجب بالشيخ البصير لغزارة علمه وادبه…


الاقتصادي المصري طلعت حرب باشا يفضل التمر العراقي على الحلويات
وعندما زار الاقتصادي المصري (طلعت حرب باشا) العراق طلب من جعفر ابو التمن ان يزور المدرسة لما سمع عنها وعن تكوينها، فاقيم له استقبال كبير بدأ من شارع مدحت باشا (العبخانة) مارا بالقاطرخانة حتى المدرسة الجعفرية وقد زينت الحوانيت والدور على جانبي الطريق بالزينة والورود وفي باب المدرسة اصطف عشرون طالباً من طلاب المدرسة بملابسهم الموحدة يحملون الورود وقد كان لشقيقي الاكبر محمد مرهون شرف المساهمة في الاحتفال حيث القى قصيدة ترحيبية من نظم والدي (واثناء الاحتفال وزعت الحلويات البغدادية، فعلق طلعت حرب باشا- بانه كان من الافضل ان يقدم التمر العراقي بدلاً من هذه الحلويات) وفي ختام الحفل اعلن عن تبرعه بمائة ليرة للمدرسة.