اناقة العرب

اناقة العرب

ليس الرجل بجاهه ولا بماله.. ولكن بأناقته.. فالاناقة مقياس الذوق السليم!
أقامت الصحف الفرنسية الدنيا وأقعدتها على اناقة المستر ايدن وتناقلت صحف العالم حديث هذه الاناقة. الى ان جاء الى مصر عام 1940 والتف حوله الصحفيون وراحوا يدققون في ملابسه فاذا بها ملابس عادية رأينا أجمل منها في شوارع القاهرة!


والواقع ان في الشرق من هم أكثر اناقة من المستر ايدن ولكن تنقصهم مهارة الوزير البريطاني في الاعلان عن ملابسهم. وفي عام 1945 التقيت بالرحالة الانجليزية وزيتافوريس في فندق دورشستر بلندن فقالت:

- ان أرشق الرجال هم العرب وأرشق العرب كان أحمد حسنين وكان حسنين باشا فقيرا ومع ذلك كان غنيا في ذوقه وحس اختياره لثيابه.
ومن أرشق رجال مصر اليوم واكثرهم اناقة شريف صبري باشا وهو يبدو في اناقته وغموضه كأحد أمراء الف ليلة وليلة. ويتحدث شباب العراق عن اناقة الامير عبد الاله التي تجمع بين بساطة أمراء العرب وارستقراطية ملوك الغرب.
ويتنازع عرش الاناقة في لبنان اثنان هما الاستاذ حبيب ابو شهلا والاستاذ كميل شمعون وأناقة الاول صارخة واناقة الثاني فيها خفر وحياء وغموض. في حبيب اناقة اللورد وفي كميل ذوق الفنان.
ويتحدثون في الرياض عن اناقة الامير منصور.. ففي رشاقته عزة وكبرياء.. وفي وجهه صورة أصيلة لسكون الصحراء وحزن البادية.. وفي عمان يتحدثون عن رقة الامير طلال.. فهو رقيق كالهواء.. ومع ذلك له شخصية تفرض عليك احترامها.
ويحار المرء.. هل هو يحترمها لبساطتها او لقوتها.. او لرقة صاحبها!

يقول الفرنسيون: ان الثوب يصنع الانسان!.. اي ان المرء يشعر في الثوب الممتاز بعزة خاصة.. والاناقة شيء مطبوع. غير انه يمكن اقتباسه، وجمال الرجولة يتجلى في اناقة الرجولة، دون تبذل.. وهذه لمحات من اناقة الشرق تجمع، بين العقال العربي، والعمامة المصرية، والثياب الافرنجية، والستر العسكرية، ارتداها شرقيون كبار فاكسبوها، من وجاهتها ما يقلب المثل الفرنسي فيكون ان الانسان يخلق الثوب فيعبر به عن شخصية شعب بأسره.
آخــر ســاعة/ نيسان - 1948

ذات صلة