الإعلانات التجارية مهنة الترويج والعرض والمهارة...

الإعلانات التجارية مهنة الترويج والعرض والمهارة...

بغداد/ علي الكاتب
شكلت مهنة الاعلانات التجارية نافذة واسعة للترويج والعرض لمهن وصناعات واعمال تجارية مختلفة، الامر الذي جعلها جزءا مفصليا في الحركة التجارية.وتأثرت صناعة الاعلانات التجارية بالتطورات العالمية الحديثة التي دخلت عددا من المجالات لتصبح بالتالي الاكثر تطورا،

وهو الذي جعلها تتفوق على غيرها من المهن مستقطبة بذلك اعدادا كبيرة من الايدي العاملة البسيطة واصحاب المهارات والقابليات في مهنة الترويج.
وقال علي الخالدي صاحب شركة النورس للدعاية والاعلان: ان مهنة الاعلانات في العراق احتلت موقعا مهما وحيزا كبيرا بين المهن والحرف الحديثة والمتطورة لسرعة تطورها واعتمادها الوسائل الحديثة والمتطورة عالميا وبخطوات كبيرة قد تفوق غيرها من المهن الاخرى، اضافة الى سعة افقها التي اصبحت لا تقتصر بالجهات الحكومية التي كانت شبه مسيطرة على هذا القطاع، حيث كان الكثير من الاعمال تخضع لسلطة الاجهزة الرقابية وما يتطلبه ذلك من الحصول على الموافقات والتأييدات، الامر الذي جعل المهنة تصاب بالشلل، بينما الجهات الحكومية التي كانت تروّج للمناقصات أو المزايدات العلنية والسرية تعمل بحرية تامة من دون أن تكون هناك أية جهات معلنة من القطاع الخاص تقوم بالترويج لتلك النشاطات التجارية والصناعية والزراعية، لكن الأمر أختلف تماما بعد التغيير الذي أعقبَ عام 2003، حيث بدأ نشاط القطاع الخاص يلقي بظلاله على السوق عن طريق الاستيراد أو التصنيع أو الاستثمار وغيرها.
واضاف إن ثقافة الإعلان وإدراك مدى أهميته لا تزال ليست بالمستوى المطلوب في العراق عموماً، فضلاً عن إن معظم المتعاملين بهذا القطاع لايزالون يتعاطون بصورة سلبية مع الاعلانات انطلاقاً من فهم خاطئ يؤكد أن الإعلان هو قطاع مختص بالشركات أو المحال التي تعاني من الكساد في بضائعها وتصريف منتجاتها، إضافة الى اسباب اخرى اثرت في عدم فاعلية نشاط الإعلان التجاري وهي قلة خبرة الكوادر العاملة في هذا المجال، الذي يعتمد بصورة كلية على مهارات الإبداع والابتكار واللباقة في طريق الإقناع وتعميم الفائدة.
وتابع ان مجالات مهنة الاعلانات التجارية اصبحت في الوقت الحاضر تأخذ حيزا كبيرا اكثر من مامضى، حيث ان ثقافة الإعلان تسير قدما نحو الانتشار وبخطى متسارعة، بدلالة انتشار الكثير من شركات القطاع الخاص المتخصصة بالاعلانات التجارية التي يكون عملها يمتاز بشمول اكبر عدد ممكن من القطاعات الخدمية والتجارية، وتشكيل اقسام او شعب ادارية مختصة بالاعلانات في معظم دوائر الدولة التي تتعاطى بنحو ايجابي الى حد ما مع وسائل الاعلام المختلفة، وهناك اصدارات للكثير من الصحف والمجلات والمطبوعات الاعلانية والتجارية المتخصصة والتي يكون اصدارها اسبوعيا او نصف شهري او شهريا وفصليا تصدر صحيفة أسبوعية متخصصة في الإعلان التجاري والتي توزع مجانا في كثير من الاحيان لضمان وصولها الى اكبر عدد ممكن من الناس والجهات ذات العلاقة.
وقال محمد حمزه مصصم اعلانات ان هناك برامج معتمدة عالمياً نعتمدها لوضع تصاميم للإعلانات التجارية بجميع المجالات القطاعية، ونتابع بشكل مستمر كل ما هو جديد في عالم التصميم بما يتلاءم ومتطلبات السوق والترويج في العراق، فضلا عن انتهاجنا منهجاً وسطياً للتوفيق بين ما يفرضه المحيط الاجتماعي وبين ضرورة الانفتاح التي تشترطها قوة بث الإعلان، ونشر الاعلان كما هو من دون تغطية أو تقييد ما دامت المسألة عبارة عن عملية ترويج لعمل قانوني.
وأشار الى ان معوقات تنمية سوق الإعلان التجاري تبرز من خلال كون المؤسسات الإعلامية المحلية لاتزال حديثة العهد وعدم امتلاكها لرصيد كاف من الخبرة والمهارات والقابليات والامكانيات المادية التي يضمن لها الاستمرارية والتطور في مجال عملها، كما انها بحاجة الى المزيد من الوقت للإندماج والتواصل مع مؤسسات الإعلان التجاري في دول الجوار والعالم.
وتابع ان هناك انماطاً ترويجية وتسويقية لا تزال غير معمول فيها في العراق في الكثير من دول العالم والتي تصل بالسلعة اوالبضاعة الى مرحلة الانتشار الكامل في الدخول إلى مجالات جديدة لمنافذ ومواقع متخصصة على الانترنت مهمتها الاعلان والبيع والشراء وخدمة التوصيل للمستهلك، الامر الذي يبرز الحاجة الى تطوير سوق الإعلان التجاري من المستوى الحالي الى آفاق جديدة.