من العماريين  إلى فلسطين  عام 47

من العماريين إلى فلسطين عام 47

داود الرحماني
شاعر وكاتب
عشنا..ونعيش.. وسنعيـش.. ولن ننسى إرهاصات نكبة غــزّة وأهلنا فـيها.
واسمحوا لي أن أطلق عليها ( نكـبة) حيث لم تكن نكسة كما كانت عام 1967؟! بل أنها بحق رمـزاً لانـتصار الصمود والتحمّـل والتحدّي بكل المقاييس اللاعسكرية.! لم أقصد هنا أن أشرح وأنظّر أو أخرج بنتائج أو أطرح رأياً محدداً فقد أسهبت الأقلام وعلت الأصوات وفاضت الأفواه ونُشرت الصور واللقطات الرهيبة المرعبة عبر كافة وسائل الإعلام ولم يبق ما يعرض أو يقال فَالحـال هو الحال وْ ( مِن هَـالمـال حمْـل جْـمال).

وأنا في خضم وغمرة الذهول من عِظَم الحدث الجلل عدت بذاكرتي الى
عام1948وكيف كنا نخرج نحن تلاميذ مدرسة المركزية الابتدائية يقودنا معلمونا بتظاهرة تلو الأخرى نردد ذلك الهتاف المشهور الذي تحول إلى حلم مبتور منثور لشعبٍ مقهـــور, نهتف :- (فلسطين عربية... فـلتسقط الصهيونية).
ثم تذكّرت بأن مكتبتي بأرشيفها تحوي كراسة تـتطرق الى تجمّع أقيم في بلدتي العمارة...سحبت تلك الكراسة وتصفحتها مجدداً وإذا بها من الندرة والأهمية ما استفزني لنشرها ليطـّـلع الناس على ما جـرى في ذلك التجمع الوطني الذي أقيم في الساعة الرابعة النصف عصر يوم الجمعة الموافق 5 / 9 / 1947وعلى حديقة نادي الكحلاء الواسعة جداً.
صدر بيان من طالبي عقد الاجتماع ذُكِـر فيه مطالبتهم الأهالي الكرام بالتجمع لمناسبة صدور تقرير لجنة التحقيق في قضية فلسطين والتي أوصت بموجبه بتـقـسيم فلسطين ... وتأسيس دولة للصهاينة؟!.
وأترككم مع الكراسة فهي خير من يتحدّث عن ذلك المهرجان الخطابي الشعري والذي (ســــولف لي) عنه والدي المرحوم الحاج عبد الرحيم الرحماني وكان حاضراً في ذلك التجمع وفي مطبعته تم طبع ذلك البيان بآلاف النسخ وزّعت على الأهالي.. ضمّ المهرجان أكثر من250 شخصاً من مختلف الفئات والطوائف ولفيف من النسوة وقد تحدث فيه أحد يهود المدينة المدعو اسحق العماري المحامي وسوف ننـشر صورة لكلمته الحائرة المحيّرة لاحقاً مع بقية الكلمات والقصائد و ما حوته المجلة من وقائع وأصداء ذلك المهرجان.
ونكتـفي اليوم بنشـر خطاب الافتــتاح وخطبة الإختتام المرتجلة اللتين ألقاهما المناضل السيد جاسم العوادي المحامي والذي عـدّ بحق لولب ذلك التجمع مع صديقه الأديب المناضل محمد صالح الصفار. وقد تحدث في ذلك التجمّع كل من :-
1-كلمة الافتتاح : الأستاذ المناضل السيد جاسم العوادي المحامي
2- خطاب مرتجل لمتصرف العمارة : الأستاذ فخري الطبقجلي
3-قصيدة للمناسبة: شاعر العمارة الكبير الأستاذ أنور خليل
4- خطبة للمناسبة: الأديب المناضل الاستاذ محمد صالح الصفار
5-قصيدة للمناسبة: الشاعر الكبير الأستاذ عبد الجبار المطّلبي
6-خطبة فضيلة شيخ العمارة: الاستاذ عبد الواحد الانصاري
7-خطاب للمناسبة: فضيلة الشيخ الأستاذ سليم المفتي
8-قصيدة لفضيلة الشيخ: العلاّمة محمد النقدي
9-قصيدة لفضيلة الشيخ : محمد جواد السهلاني
10- قصيدة بالمناسبة : الشاعر الكبير الأستاذ عبد الكريم الندواني
11- كلمة الأستاذ إسحق العماري المحامي
12- كلمة للمناسبة: الأستاذ يحيى الثعالبي
13- خطاب الاختتام الارتجالي : الاستاذ جاسم العوادي المحامي
وبعد الاجتماع طيّرت برقيات الاحتجاج باسم أهالي العمارة إلى كافة الهيئات والمنظمات العراقية والعربية والعالمية وأولها كانت برقية إلى هيئة الأمم المتحدة. سننشرها في الأعداد القادمة، وأختتم وأقول:- هكذا كنـّا وأصبحنا وكيف؟!.. وحكام العرب يرمون أحمالهم على حكام العالم وهم(معرّتين بالكراسي)..وسعيدٌ من اكتفى بغيره.. وقلتها شعراً:-
مِنْ بِـلفـورْ حَـدِّ اليـومْ عانَـينـه
وِ يْحِـلْـمـون هَـالعالَمْ يِراعـيـنه
سامِعْـلَكْ خَصُـمْ يِصبحْ حَكَمْ عادلْ؟!
لو سامِع أميــر اتْـحَوَّل النــادِل؟
بينه العيبْ ... لَـتْحاورني وِ تْـجادِلْ
مِن حاضرنه حَطْ عينه اعْـله ماضينه
حَـقْنه احيانْ نفخَرْ بالمُـضه اٌنْزامطْ
حيث الماضي عِـدْهُمْ أسود وْ خابـطْ
يا وَسفه العِلِمْ ظَـلْ حَـدْهُم امْـرابطْ
وْﭽـﻨـﻪ انْصَدِّره وْ عَـنّهْ تِراخَينه!

drahmani2004@yahoo.com