الموت في ركاب..؟ ..عشاق الراقصات

الموت في ركاب..؟ ..عشاق الراقصات

يقع بين وقت وآخر حادث ينتهي بمأساة بسبب الغرام الطائش الذي ينشأ بين الشباب المذلين وبعض الراقصات.. وقد وقع في الاسبوع الثالث حادث مؤلم في احد الكباريهات بين ابطال ثلاثة، راقصة وشابين، احدهما ضابط برتبة (اليوزباشي).


وأول الابطال الراقصة نعيمة جمال، ووالدتها راقصة ايضا، وقد الحقتها في طفولتها بمدرسة فرنسية داخلية.. ولما كبرت اخذت تصطحبها الى الصالة التي تعمل بها فتعلقت الرقص فعملت معها. وتعلق شاب من اغنياء الصعيد فتزوج بها، ولكن هذا الزواج لم يعمر اكثر من شهر واحد، وعادت الفتاة الى العمل في الصالات ، فتنقلت بين ملاهي القاهرة المختلفة ثم قامت برحلة الى الاقطار الشقيقة.
واحب الراقصة البطل الثاني وهو شاب كان على شيء من الثراء، فأخذ ينفق عليها بلا حساب الى ان ساءت حالته المالية، فأخذت تمده ببعض المساعدة الى ان تعرفت بالبطل الثالث، وهو الضابط، فأخذ ينفق عليها عن سعة، فاستأجر لها شقة قريبة من محل عملها بخمسة وعشرين جنيها في الشهر، وكان يذهب الى الكباريه الذي تعمل به يوميا ويفتح لها زجاجات الخمر هي وصديقاتها، فكان يصرف يوميا في هذا السبيل خمسة جنيهات، عدا نفقاتها الاخرى فتعلقت به، وكاد يتم الزواج بينهما!!
ولما علم البطل الثاني بوجود منافس له حقد عليه، وقامت بينهما مشاجرات متعددة كان يشترك فيها أنصار كل منهما، الى ان وقع حادث الاسبوع الماضي فقد تربص الشاب مع بعض رفاقه للضابط، اثناء وجوده في الكباريه واعتدوا عليه بالضرب المبرح.. وفي خلال المعركة اطلقت عدة عيارات نارية من مسدس اصاب احدها (جرسوناً) بالمحل، فقتل في الحال واصاب آخر البطل الثاني..!
وليس هذا الحادث هو الاول او الاخير من نوعه، فقد وقع مثله الكثير وسيقع مثله اكثر ما دام الشباب لا يتعظ بما يقع لغيره... وفيما يلي نذكر اشهر الحوادث المماثلة التي انتهت بالسجن او الانتحار او الإفلاس..

في نفس الساعة..
وفي نفس الوقت الذي وقع فيه الحادث الاول وقع حادث آخر في كباريه آخر كاد يذهب ضحيته شاب في ريعان الشباب – فقد اغرم هذا الشاب براقصة تدعى وهيبة، وانفق عليها مبلغاً كبيرا، ثم اكتشف انها لا تحبه بل تحب ماله.. وان ما تستولي عليه منه تنفقه على شاب آخر فأثر هذا الفشل في نفسه، فذهب اليها في مكان عملها وهو يحمل مسدساً اطلقه على رأسه، ولكن الطلق اخطأ فلم يصب بسوء!

خفيّ حنين
ومنذ سنوات أحب احد اغنياء الفيوم راقصة، وأخذ يستميلها اليه بالانفاق عليها عن سعة، ولما شعرت ان ثروته تضاءلت تضاءل حبها له، ثم نكرت له فاثر العودة الى بلده، وفي اثناء ركوبه القطار فضل الموت على العودة بخفيّ حنين، فأطلق على نفسه الرصاص ليتخلص من الامه!

كثيرة الضحايا ...
وهناك راقصة اشتهرت بكثرة ضحاياها فقد أحبها شاب من أثرياء الفيوم انتهى أمره ببيع الجانب الاكبر من املاكه ثم الحجر عليه، وأحبها اخر من اسرة كبيرة بالاسكندرية انتحر بالسم، وثالث من الصعيد حرق نفسه.. ثم احبها عباس عرفي الذي كان موظفا بأوقاف الاسكندرية، وكان لا يملك سوى راتبه وهو احد عشر جنيها في الشهر فامتدت يده الى الاموال التي في عهدته، فاختلس منها احد عشر الفا من الجنيهات انفقها عليها كلها ثم حكم عليه بالسجن!!

ضابط آخر
ومنذ سنوات كان احد ضباط (البوليس) يحب راقصة، بادلته الحب حيناً ثم احبت غيره ولما اكتشف خيانتها له، ذهب اليها واطلق عليها رصاصة، واطلق على نفسه اخرى فمات لساعته اما هي فقد اصيبت بجرح بسيط..
ووقع شاب من نوابغ المحامين منذ سنوات في غرام صاحبة صالة – اعتزلت العمل الآن – فاهمل قضاياه لانه كان يقضي كل وقته في صالتها لمباشرة شؤونها وتناول الخمر ثم اقفل مكتبه ولما ساءت حالته المالية، طلبت منه ان يمتنع عن التردد عليها وإلا ابلغت البوليس بأنه يهددها لتعطيه نقوده.. ثم تبين له انها على صلة بصديق له من اخلص اصدقائه فانتحر بالسم.. اما صديقه فقد اضطر لتلبية طلباتها المالية الى تهريب المخدرات فضبط وسجن!

الاثنين والدنيا/
أيار- 1944