عمو زكي: ابتدات قصخونا وعشت معدا لبرامج الاطفال وانتهيت مديرا لدار الحضانة

عمو زكي: ابتدات قصخونا وعشت معدا لبرامج الاطفال وانتهيت مديرا لدار الحضانة

كمال لطيف سالم
يرتبط عمو زكي بطفولتنا كما يرتبط هو بتاريخه الطويل بين عمر بداه في محلة القرة غول وعالم عاشه مع الاطفال ليشد عبر خيط طفولته افكارا مملوءة بالهواجس الجميلة التي ترجمها عبر شخصيته المحبوبة عند اطفال شبو وكونوا جيلا عريضا من الفنانين.


وعندما يحدد عمو زكي سر اهتمامه بعالمالطفولة يعود الى النبع الذي شرب منه لاول مرة ففي محلة القرة غول ولد عمو زكي سنة 1015 وكان مدرسته الاولى عند الملا فاضل احد كتاتيب المحلة الذي مهد لدخوله مدرسة البدري التي تعتبر بالنسبة لذلك الوقت مدرسة متطورة بالقياس لاساليب التعليم انذاك .
"القصخون عندما نسال عمو زكي عن سر ولعه بعالم الاطفال يقول بلهجته المحببة:
ان جدي كان قاصا معروفا وانا هنا لااعني القصة المكتوبة وانما اقصد ان جدي كان قصخونا بقص الغرائب والعجائب على رواد مقهى الفضل وفي هذه المقهى التي كانت بمثابة مسرح او تلفزيون او لنقل حتى سينما قدر لي ان ابحر مع تلك القصص والحكايات التي كانت تعج بالبطولات والخورق مما وسع هذا النمط من الحكايات مخيلتي ودفعني الى التفكير بتقليد جدي حتى اصبحت بين اقراني (قصخونا صغيرا). وفي عام 1938 بدات صلتي بالمذياع ففي محلتنا كانت عائلة واحدة تمتلك مذياعا وهذا ما كان يجعلنا وهذا ما كان يجعلنا نحيط بالمذياع على شكل جمهرة وبخاصة عندما كنا نسمع برنامج بابا صادق من اذاعة ماركوني في القاهرة وبالفعل فقد دفعني هذا البرنامج الى طموح جديد هو ان اقلد واصبح عمو زكي وعند تاسيس الاذاعة التي كانت مرتبطة انذاك بوزارة المعارف قدمكت طلبا لتقديم برنامج للاطفال وفي يوم المقابة كنت امام فؤاد درويش مدير الاذاعة انذاك فدهش لصغر سني وقصر قامتي فرفض طلبي معللا ذلك باني طفل صغير وان مهمة برامج الاطفال وان مهمة برامج ىالاطفال يجب ان يقوم بها اشخاص طوال القامة ولهم شوارب ! فما كان مني الا ان اجبته عندما نظرت الى قامته القصيرة ولكن انت قصير ومع ذلك فانت مدير الاذاعة فادهشته عبارتي.
فقادني من يدي ووضعني امام الميكروفون حيث كنت اقف على الكرسي لاقدم برنامجي.
"هل سبق دخولك عالم الاطفال بدابات فنبة متمبزة؟
-نعم فلقد بدات حياتي الفنية سنة 1929 عندما كان عمري خمسة عشر عاما حيث شاركت باول عمل مسرحي (ام عمش) تاليف المرحوم نديم الاطرقجي وكنا نقدم عروضا على مسرح صغير اقمناه في محلة الفضوة اذ كنا نصنع الملابس التاريخية وحسب اجواء كل مسرحية بمساعدة عوائلنا ومن الوجوه التي عملت معي في تلك الفترة لطفي حمدي ابراهيم المدرس المرحوم زكي السلامي ولا ننسى الرسام فائق حسن الذ كان يساهم في عمل الديكور ورسم بعض الللوحات ومجموعتنا كانت تضم ايضا كاتب السيناريو يوسف صالح الامام الذي يقوم بتلقين الادوار للممثلين واذكر بان المرحوم اسماعيل حقي كان يحفظ الدور لمجرد ترديده لمرة او مرتين اما كيف كنا نروج لمسرحياتنا فعن طريق النداء في الشوارع بواسطة فرقة موسيقية كما هو معمول في السينما.
-وبعدان قطعنا شوطا في التمثيل انتقلت الى فرقة المعهد العلمي الذي كان يقوم بتعليم الاطفال القراءة والكتابة اضافة الى الموزسيقى وفي هذا المعهد انضممت الى الفرقة المسرحية حيث واصلنا تقديم العروض المسرحية المختلفة من تاليف يحيى ق ونديم الاطرقجي الذي كان من ابرز الوجوه التي اغنت المسرح العراقي فقد كان شاعرا وممثلا وكاتبيا وقد تميز باخلاصه وتفانيه للمسرح. وقد مات هذا الرائد بالسيل في يوم ممطر.

* عالم الطفولة
يستطرد عمو زكي في سرد ذكرياته قائلا :
-وفي سنة 1938 تركت المسرح واتجهت الى برامج الاطفال وذلكبسبب ظهور السينما وقلة الاقبال على المسرح مما فرق شمل الممثلين فلجا الكثيرون منهم الى الاعمال الخاصة وقد اصبحت علاقتي ببرامج الاطفال امتدادا لعملي الفني السابق .
-* كيف كان ذلك؟
-لقد كنت اسال نفسي دائما هل ساحقق امنيتي التي كانت لا تزال مزروعة في نفسي وبالفعل وجدت في برامج الاطفال متنفسي وصلتي الحميمة لتوجيه الطفل الوجه الصحيح الذي يجعله مرتبطا بارضه وبامته وتراثه الحضاري الاصيل فقدمت اول نص من فقرات برنامجي الوفاء عند العرب واستمريت في عملي لفترة طويلة فامنت ان عملي هو رسالة يجب ايصالها بامانة حيث كنت انظر دائما الى طفولتي والمعاناة التي عشتها وفي سنة 1954 اتجهت ببرنامجي الى التلفزيون. عندما افتتح في معرض شركة باي وساهمت به حتى سنة 1969 وكان برنامجي يميل الى نفس الاهداف التي كنت قد كرستها في برنامجي الاذاعي فكنت اقدم اسئلة ثقافية وتوجيهية كما كنت اقدم الضيوف واستمريت مع برنامجي حتى سنة 1969.
*بعد هذه الرحلة الا زال يستهويك عالم الاطفال؟
- كنت ولا ازال مخلصا محبا لكل الاطفال اينما وجدوا او حلوا ولكنني ابتعدت قليلا عن نشاطي السابق اذ تحولت للعمل في دار للحضانة وقضيت فيها ثلاث سنوات ولكني في النهاية خسرت كل شئ ولكني ربحت حب الناس وحب الثورة وتقييمها لي.