21 يوما في الكرملين.. ليلى قابلت فالنتينا!

21 يوما في الكرملين.. ليلى قابلت فالنتينا!

* رأيت المايوهات البكيني في غابات موسكو وكدت أغرق في نهر الفولغا!
ماذا رأت ليلى فوزي وراء أسوار الكرملين؟
ماذا فعلت حينما التقت مع فالنتينا وجهاً لوجه..؟
إنها أول مرة تذهب فيها ليلى فوزي الى الاتحاد السوفيتي وعادت من هناك بثلاثة أخبار.. ماهي؟!
اقرأ هذا التحقيق الذي تكتبه إبريس نظمي!

ثلاثة اخبار مثيرة.. وحكايات كثيرة عادت بها ليلى فوزي من موسكو بعد ان امضت هناك ثلاثة اسابيع حضرت خلالها مع المخرج يوسف شاهين وصلاح ذو الفقار مهرجان الفيلم العالمي الذي اشتركنا فيه بفيلم صلاح الدين الايوبي..
يقول الخبر الاول: ان ليلى فوزي قابلت الموت وجهاً لوجه عندما كادت تغرق في نهر الفولغا!
ويقول الخبر الثاني.. ان مايوهات بكيني من نوع جديد بدأت تغزو الاتحاد السوفيتي بطريقة تثير الدهشة!
اما الخبر الثالث: حدث لقاء بين ليلى فوزي وفالنتينا وبقية رواد الفضاء السوفيت الذين لفوا حول الكرة الارضية داخل اقمار صناعية!
ان هذه هي المرة الاولى التي تزور فيها ليلى فوزي الاتحاد السوفيتي.. قالت لي الممثلة الرقيقة انها رأت كل شيء في موسكو من حيث المباني وطباع الاهالي هناك تماما كما كانت تتصور .. وقالت ايضا ان المايوه البكيني التي رأت المرأة الروسية وهي ترتديه كان اول مفاجأة تقابلها هناك.. اما المفاجأة الثانية التي قابلت ليلى فهي غرقها في نهر الفولغا..
فقد ارادت ان تقلد اهالي موسكو فركبت قاربا وبدأت تجذف وحدها.. كان الجو صحوا.. وفجأة انقلب كل شيء اختفت الشمس الهادئة.. وظهرت الغيوم بكثرة.. وبدأت الامطار تهطل بشدة.. فاهتز القارب بها.. حاولت ان تصرخ ولكنها اكتشفت ان احدا لن يسمعها.. وظلت الامطار تزداد والامواج تهز القارب بعنف هائل.. وفي نفس اللحظة التي تصورت فيها ان حياتها ستنتهي الى الابد وهي ترى الموت وجهاً لوجه.. حدثت المعجزة.. لقد اختفت السحب وظهرت الشمس من جديد..
وتضحك ليلى فوزي وهي تقول:
- وهكذا كُتب لي عمر جديد..

مفاجأة البولشوي
وعندما طلب منها ان تستعد لرؤية مسرح البولشوي.. نظرت الى ساعتها وقالت:
- ولماذا أستعد من الآن لرؤية المسرح ونحن مازلنا في الصباح؟
فقالوا لها:
- ان فرقة البولشوي تقدم عرضا صباحياً الى جانب العرض التي تقدمه في المساء.
وحضرت ليلى فوزي العرض.. وشاهدت طوابير المتفرجين وهم يقفون امام شباك حجز التذاكر التي تقدم لشهور طويلة قادمة.. وتقول ليلى:
- ان الشيء التي اعجبني جدا هو السينراما .. انه تقدم في العرض السينمائي .. رأيت 12 شاشة سينما متشابكة حيث يعرضون عليها مشاهد لموسكو ولننغراد وبعض المناظر الطبيعية.. ولم اتصور انني اشاهد سينما.. ولكنني كنت احس انني اعيش فعلا وسط هذه المناطق!
وعندما سألتها عن السبب قالت:
- ان دقة التصوير وروعة العرض تنسيك كل شيء..
قالت لي ليلى فوزي:
- ان يوم الاحد في الاتحاد السوفيتي يوم مقدس فهم لا يعملون فيه.. ولقد شاهدت الاهالي هناك وهم يذهبون في يوم اجازاتهم الى البلاج.. والبلاجات هناك مجرد اشجار عالية ومتجمعة في غابات.. كازينوهات .. السيدات يرتدينَ المايوهات البكيني .. تماما كالمايوهات التي تظهر بها نجوم هوليوود في الافلام الامريكية ويسبحن في رشاقة تنافس رشاقة استر وليامز في استعراضاتها.
وكثيرا ما رأيت العشاق في قوارب صغيرة تطير بهم فوق سطح نهر الفولغا وعندما حاولت ان اقلدهم وحدي كدت ان اغرق من الامطار المفاجئة ، والامواج التي اشتدت فجأة.

لغز وجه توني كيرنس
وتوقفت ليلى فوزي عن الحديث لحظات نظرت خلالها الى وجه زوجها جلال معوض .. ثم استجمعت شجاعتها وضحكت ضحكة طويلة قالت لي بعدها:
- في ايام المهرجان التقيت بعشرات النجوم العالميين الذين حضروا المهرجان من كل أنحاء العالم من بينهم سيمون سينيوريه وايف مونتان.. وسوزانا شوازيرج.. والممثل المجري سكوفتش وتوني كيرنس وزوجته كريستين كوفمان .. ولقد ظل توني كيرنس يلاحقني طوال ثلاثة ايام كاملة، كان يتعمد ان يتحدث معي في غفلة من زوجته، وكثيراً ما كان يتعمد الوقوف الى جانبي في المؤتمرات الصحفية التي كانت تعقدها لنا الصحافة ومحطات التليفزيون الروسية ليسألونا عن الشيء التي اعجبنا في بلادهم او لفت نظرنا..
ولاحظت ليلى فوزي ان وجه توني كيرنس غير عادي ملامح وجهه مليئة بالحيوية والنضارة ولاتتناسب مع سنه.. انها ملامح وجه شاب في الخامسة والعشرين على الاكثر.. وعندما دققت في وجهه تأكدت ان الجراحين العالميين قد قاموا بعملية شد جلد الوجه.. واعادوا اليه شبابه رغم انه ليس مسنّاً على الاطلاق بالنسبة لبقية نجوم السينما العالميين!

دخلت الكرملين
وسألت ليلى فوزي عن المهرجان التي حضرته فقالت:
- لقد حولوا احدى قاعات قصر الكرملين الى صالة لعرض الافلام.. أعدوا سماعات لكل متفرج يضعها فوق اذنيه ليتتبع الترجمة.
ولقد اذهلتني الرسوم والنقوش الموجودة فوق جدران القصر والمتحف الثمين الموجود في كل مكان.. انها آثار القيصرية في روسيا تركوها كما هي:
وتكلمت ليلى فوزي عن اليوم العصيب الذي مر عليهم.. انه اليوم الذي حدده المشرفون على المهرجان لعرض الفيلم العربي قالت:
- لقد اكتشفت قبل بداية المهرجان ان الشعب السوفيتي لا يعرف المجاملات اذا يعجبه الفيلم انسحب فوراً من قاعة العرض قبل انتهاء الفيلم!
وعندما ذهبت مع زملائي اعضاء الوفد المصري الى مقر المهرجان اكتشفت ان الكثيرين من افراد الشعب السوفيتي قد جاءوا قبل موعد عرض الفيلم باربع ساعات كاملة.
وعلى باب المكان التي عقد فيه المهرجان.. تقدمت سيدة مسنة من ليلى فوزي وقالت لها .. انها اضطرت للعمل عشر ساعات متواصلة حتى تتمكن من الحصول على اجازة تشاهد فيها الفيلم العربي الجديد.. وقالت لها ايضا – انها شاهدت فيلم المرأة المجهولة الذي استمر عرضه في الاتحاد السوفيتي ثلاثة عشر اسبوعاً .. وتقول ليلى فوزي:
- وقبل ان ادخل قاعة المهرجان كان بعضهم يقترب مني ويسألني هذا السؤال:
- هل انت متزوجة؟!
وعندما كنت اقول لهم نعم.. ألمح على وجوههم خيبة الامل!

اللحظات الرهيبة
وأُطلقت الانوار وبدأ عرض الفيلم.. وفي احد اركان الصالة كانت تجلس مترجمة روسية تلخص في كلمات سريعة حوار كل مشهد باللغة الروسية ليسمعها الحاضرون من خلال السماعات التي كانوا يعلقونها فوق آذانهم..
وانتهى عرض الفيلم لأكتشف في المتفرجين الذين حضروا العرض اكثر من حقيقة.. علمت انهم يتتبعون افلامنا التي تعرض هناك.. ويحفظون اسماء الكثير من نجومنا..
وقبل ان تغادر ليلى فوزي مقر المهرجان اقتربت منها فتاة صغيرة وصافحتها وسألتها عن كل النجوم الذين سبق لهم زيارة الاتحاد السوفيتي او عرضت افلامهم هناك..
وتقول ليلى فوزي:
- وقبل ان تنصرف الفتاة امتدت يدها الى جيبها واخرجت رسالتين طلبت توصيلهما الى رشدي أباظة قائلة انها معجبة به الى حد كبير جداً!

قابلتُ فانتينا
وروت لي ليلى فوزي قصة لقائها برواد الفضاء السوفيت فقالت:
- في آخر ايام المهرجان.. اعلنوا عن مفاجأة.. وتوقعنا اشياء كثيرة ان تكون هي المفاجأة الحقيقية .. لقد اطلقت انوار صالة العرض.. وسلطت اضواء قوية على المسرح.. واعلنت القيمة عن المفاجأة..
قالت:
- ان امامكم الآن رواد الفضاء الذين طافوا حول الارض وهم يغزون العالم المجهول لاول مرة..
وفي نفس اللحظات التي كانت تتكلم فيها المذيعة.. ظهرت امامنا فالنتينا.. فتاة رشيقة وحالمة.. كان يقف الى جانبها غاغارين وتيترف ونيكولييف وبيبوفيشتي وبيكوفسكي.. كانوا جميعا بملابسهم الرسمية..
وفي الحال دوت القاعة بالتصفيق وانحنوا جميعا لتحية الجماهير التي وقفت لتصفق لهم.. وبعد دقائق قصيرة تحرك رواد الفضاء الى الناحية الاخرى من المسرح.. وانصرفوا من امامنا في خطوات عسكرية بينما كان التصفيق لا يزال مستمراً في القاعة الكبيرة..
قلت لليلى فوزي:
- قرأت ان اسرائيل اشتركت في المهرجان..
فقالت ليلى:
- الخبر حقيقي.. لقد اشتركت اسرائيل في المهرجان بفيلم واحد.. لم يعلن عن اسمه والغريب في المهرجان أنه بدأ وانتهى دون ان يعرض الفيلم.. رغم ظهور ممثلين قيل انهما ممثلتان لإسرائيل .. والشيء التي لفت نظري ان احدا من اعضاء الوفود الاخرى لم يحاول الحديث معهما.. بعكس ما حدث لوفدنا.. لقد كان كل اعضاء الوفود الاخرى يسعون للقائنا..
وسألت ليلى عن الاشياء التي ضايقتها في المهرجان.. فقالت ليلى:
- اشياء كثيرة .. اهمها ان فيلمين احدهما امريكي والآخر ايطالي عرضا في المهرجان . لقد صورت بعض لقطات الفيلمين شعبيا بلا حضارة.. وان بينه وبين المدينة سنين طويلة وان المرأة في بلادنا مازالت ترتدي الطرحة والملاية اللف..
ولقد عانينا من هذه الدعاية الكثيرة، وعندما كنت اقول لهم انني مصرية.. كنت ألمح علامات التعجب على وجوههم. وقالت لي ليلى فوزي ايضا..
- انني اقترح ارسال مجموعة من الافلام القصيرة التي تصور نهضتنا وحياتنا الجديدة لعرضها قبل بداية كل مهرجان .شيء آخر ضايق ليلى فوزي.. انه عدم وجود ترجمة بأي لغة عالمية مطبوعة على الفيلم.. كان المتفرجون يعتمدون على كلمات المترجمة.. وان كلمات المترجمة مهما كانت سريعة ودقيقة فإنها لا تصور بحق وبسرعة الحوار الذي يردده ابطال الفيلم.

لا أُحب زوجتي الممثلة
والتفتُ نحو جلال معوض الذي كان يصغي لليلى فوزي وهي تتكلم بكل انتباه قلت له:
- ما رأيك في ليلى فوزي؟
فقال بلا تردد..
- أنا لا تعجبني كممثلة أنا احب ليلى فوزي الزوجة فقط..
قلت له:
- ولماذا؟
فقال:
- لأن حقيقتها تعجبني اكثر من مظهرها ! وعدت اقول لزوج الممثلة التي لا يحب تمثيلها:
- ألم تشاهد ليلى وهي تمثل في احدى اللقطات في الاستوديو؟
وقال جلال:
- أنا لم اذهب لليلى في الاستديو مرة واحدة.
وقالت ليلى:
- تصوري.. وعندما يعرض التليفزيون فيلما اقوم ببطولته فان الحركة الوحيدة التي يقوم بها جلال هي إغلاق التليفزيون في الحال!
وكان ما قالته ليلى فوزي أغرب خبر يمكن ان تسمعه من زوجة عن زوجها!