جامعة بريطانية تكرم الجادرجي بجائزة (تميز) لدوره بإثراء منجز العمارة العراقية

جامعة بريطانية تكرم الجادرجي بجائزة (تميز) لدوره بإثراء منجز العمارة العراقية

المدى برس/ بغداد
أعلنت جامعة كوفنتري البريطانية، عن تكريم المعماري العراقي المعروف، رفعت الجادرجي، بجائزة (تميّز للإنجاز المعماري مدى الحياة) للعام 2015 ، عازية ذلك لكونه من بين "أهم" المعماريين والمفكرين المؤثرين في الشرق الأوسط، وأحد "فرسان الجيل الذهبي" من المعماريين والفنانين والمفكرين والمثقفين الذين أسسوا نواة المجتمع المدني الحديث في العراق الحديث.


وأعلن عميد كلية الهندسة في الجامعة، البروفيسور مايكل فيتزبترك، في بيان تابعته (المدى برس)، عن "اختيار لجنة تحكيم جائزة تميّز، المعماري رفعت الجادرجي، لنيل جائزة تميّز للإنجاز المعماري مدى الحياة 2015"، مشيراً إلى أن "مؤسس الجائزة أحمد الملاّك، سلم الجائزة للمعماري الجادرجي في منزله بالعاصمة البريطانية لندن".
وأضاف فيتزبترك، أن "الجائزة أطلقت عام 2014 المنصرم، كإحدى جوائز برنامج جائزة تميّز الذي يهدف إلى الاحتفاء بأفضل إنتاجات العمارة العراقية"، مبيناً أن" الجائزة التي تعد الأولى من نوعها، تهدف إلى تكريم رواد العمارة العراقية الذين أثروا بتصاميمهم وأفكارهم الرائدة منجز العمارة العراقية".
وأوضح العميد، أن "لجنه تحكيم الجائزة ستختار سنوياً شخصية معمارية أسهمت بتطوير العمارة العراقية لنيل جائزة تميّز للإنجاز المعماري مدى الحياة"، لافتة إلى أن "المساهمة الفعالة في تحقيق منجز العمارة العراقية سيكون هو المعيار الوحيد لاختيار تلك الشخصية".
وذكر فيتزبترك، أن "رفعت الجادرجي (1926) معروف عالمياً كأحد أهم المعماريين والمفكرين المؤثرين في الشرق الأوسط، واستطاع من خلال تصاميمه وكتاباته تحقيق أكثر المحاولات الجدية في المزاوجة بين عمارة الحداثة والعمارة المحلية"، وتابع أن "الجادرجي هو مؤلف ومنّظر أسهم من خلال مؤلفاته وكتبه في إثراء اللغة والفكر المعماري العربي، وتعد مؤلفاته كمراجع تاريخية للعمارة والحياة الاجتماعية في العراق".
واستطرد عميد كلية الهندسة في جامعة كوفنتري البريطانية، أن " الجادرجي أدار مكتب الاستشاري العراقي الذي أسسه مع زملائه عبد الله إحسان كامل وإحسان شيرزاد عام 1952، الذي رفد الحركة المعمارية العراقية بتصاميم أثرت بدورها وتأثيرها حركة الإبداع المعماري العراقي، منها نصب الجندي المجهول العراقي (1958) وقاعدة نصب الحرية (1958)، بناية البريد المركزي في السنك (1970)، مبنى اتحاد الصناعات العراقي (1966)، مبنى مجلس الوزراء (1975) والمجمع العلمي العراقي (1966).
وعد البروفيسور مايكل فيتزباترك، خلال إعلانه اختيار لجنه التحكيم، أن "محاولات الجادرجي في الجمع بين العمارة الإقليمية وتكنولوجيا البناء الحديثة، تعتبر من الانجازات الأكثر فاعلية في الشرق الأوسط، ومنها حصل على اعتراف عالمي كأحد اهم المعماريين الذين طوروا فكر العمارة الإقليمية في القرن العشرين"، مسترسلاً أن "عمله الجاد، وتفانيه، وحرفيته، وأفكاره هي إرث شخصي عظيم وإلهام للأجيال المعمارية الحالية واللاحقة."
بدوره قال مؤسس جائزة تميّز، الأكاديمي أحمد الملاّك، بحسب البيان، إن "اللجنة سعيدة وفخورة كونها استطاعت الاحتفاء بمنجز الجادرجي، أحد أهم المعماريين والمنظرين في الشرق الأوسط، الذي استطاع من خلال أعماله وكتاباته إلهام أجيال من المعماريين العراقيين والعرب"، عاداً أن من "المهم جداً بالنسبة لنا في تميّز تسليط الضوء على انجازات وإسهامات كل من رفعت الجادرجي ومحمد مكية، الذي نال جائزة تميّز للإنجاز المعماري مدى الحياة عام 2014 المنصرم، لأنهما يمثلان الجيل الذهبي من المعماريين والفنانين والمفكرين والمثقفين الذين أسسوا نواة المجتمع المدني الحديث في عراق القرن العشرين، والذي كان في مرحلة ما بيئة ثقافية غنية بنتاجاتها الفكرية و الفنية."
يذكر أن رفعت الجادرجي، معماري وفنان تشكيلي عراقي، ولد في 1926 في مدينة بغداد، حصل على جائزة أغا خان للعمارة في عام 1986، وهو أحد الشركاء في مكتب الاستشاري العراقي الشهير في بغداد، ومن أعماله، مباني الاتحاد العام للصناعات ونقابة العمال والبدالة الرئيسة في السنك والبرلمان العراقي، وله أعمال فنية أخرى فهو المصمم للقاعدة التي علق عليها الفنان جواد سليم نصب الحرية في ساحة التحرير وسط بغداد، كما قام بتصميم نصب الجندي المجهول الأول في الستينات من القرن العشرين في ساحة الفردوس، وصمم أيضا العلم العراقي الأزرق المثير للجدل الذي لم يتم اعتماده.
وقد تأثرت أعمال الجادرجي المعمارية بحركة الحداثة في العمارة، لكنه حاول أيضا أن يضيف إليها نكهة عراقية إسلامية.
وقد غلف الجادرجي معظم واجهات المباني التي صممها بالطابوق العراقي وعليها أشكال تجريدية تشبه الشناشيل وغيرها من العناصر التقليدية في العمارة المحلية.
وللجادرجي العديد من الكتب بشأن العمارة، ومعظم كتاباته في التنظير المعماري وقد حاول النظر إلى التركيبة الاجتماعية - العمرانية في العالم العربي، ومن كتبه "شارع طه وهامر سيمث"، "الأخيضر والقصر البلوري" و"جدار بين ضفتين".