فيلسوف الاصلاح ولغة العصرنة ودائرة المعارف

فيلسوف الاصلاح ولغة العصرنة ودائرة المعارف

هلال آل فخرالدين
شهد التاريخ ولازال شاهدا على من خرجتهم حاضرة النجف الاشرف ليس من رعيل جهابذة الفكر والاصلاح والتحرروالانفتاح والتسامح فحسب بل وفي كافة مناحي العلوم والتفسير والحديث والاداب والشعر والفلسفة والتجلل بالتقى ولا اكون مبالغا ان قلت بصناعتهم للتاريخ وتأثيرهم على مسار الاحداث الوطنية والقومية والاسلامية بل والانسانية ..

وذلك بما انجبته من فطاحل وزعماء وقادة كانت لهم مواقف حاسمة وصولات مشهودة في الازمات الخطيرة التي تعصف بالامة تذكر وتشكر ..حيث كانوا دفاعا عن الرسالة والقيم وكذلك صمام امان في حفظ الوحدة الاسلامية بل والتنبيه الى المخاطر التي يواجهها المجتمع الاسلامي وتحيق بالاوطان لما امتازوا به من اصالة الفكر وعمق الفهم ورصانة التحليل للقضايا المصيرية وما تحلوا به من استنارة ومواقف رائدة وتجارب لمواجهة الصعاب ومجابهة التحديات فكانو بحق ساسة العباد وامناء على البلاد بماتركوه من بصمات مؤثرة واعمال متمييزة وانجازات خالدة ..وبرز من بين اخدانه الامام المصلح الاسلامي الكبير الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء احد مراجع الشيعة الكبار ومن اساطين الفكر وائمة الفقه ورجال الادب وعلماءالفلسفة وشخصيات الحكمة ...(دائرة معارف اسلامية ناطقة) واحد مشاهير رواد الحرية والتنوير والاصلاح في العالم الاسلامي سليل اسرة عربية علمية عريقة انجبت مراجع كبار امثال مصلح الدولتين الشيخ جعفر الكبير وفطاحل علماء امثال العلامة الشيخ هادي ..- وهذا لايعنى تنكبي للحديث عن غيره او مقصرا عما يستحقه الاخرون من المراجع في هذا الصدد – نشأ في حاضرة العلم والثقافة وقبلة الفكر والتجديد والاصلاح ومنار المعارف والعلوم وقلعة الاسلام (النجف)التي دافعت عن لغة القران وتصدت للغزاة وقاومت العدوان حيث تشع عليها انوار الامامة وتجللها قدسية سيد الاوصياء امام الهدى اميرالمؤمنين وخليفة المسلمين (علي بن ابي طالب)

فلسفة الحياة عند الامام كاشف الغطاء
وفي اجواء حركة النهضة العلمية وتصاعد المناخ الاجتهادي والانفتاح الحضاري والحراك التحرري تربى امام الاصلاح الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في جامعة النجف الدينية ونهل من معين العلوم النقلية والعقلية وارتشف علوم وفلسفات وفنون الغرب حتى تمكن من علوم عصره وبرع فيها ورغم كثرة نوادي ومنتديات وديونيات النجف المتعددة الوجوه والمتنوعة المشارب وما يحضرها او يحاضر فيها من اساطين العلم واعمدة الادب لكن امام التجديد كان يوشار اليه فيها بالبنان وقوله فيما يحصل من اختلاف فصل الخطاب يقول :(كنت أشرب ولا ارتوى فصرت أرتوى ولا اشرب) وكان يقضى اكثر ساعات يومه بالقراءة والتنقيب والبحث والتحقيق والحوار والاطلاع على العلوم ويقول عبقري العلماء كاشف الغطاء عن بداياته:(إني منذ عرفت ليلي ونهاري وميزت بين خشونة راسى وأضافري لم أصب ولم أتعلق إلا بمدارسة الكتب ومزاولة العلم والتعلم واللصق بأهل الفضائل والمثل بين يدي الاكابر والاماثل اقتباسا من فوائدهم وتطفلا على موائدهم ) وكان طموحا لايتوقف عند حد لايرى في الوصول الى غاياته واهدافه العليا(حتى لو صعد القمة وبلغ الكواكب).وهكذا نشأ الشيخ في بيت قل من توفرت لهم مثل هذه البيئة حيث الاسرة العريقة والبيت المشهور بحبه للعلم والثقافة.. وان ما تميزت به شخصيته من مخايل الذكاء المفرط والوعي العميق حيث كان امام الشيوخ كاشف الغطاء يرى ان النجاح والتفوق في الحياة لايتم (بالحيلة)و(الخداع) بل يكون بالعمل الجاد والهدف المبدئي الرئيسى في صلب ومقدمة الواجبات ويكون مستهدف خدمة المجتمع بنكران الذات ..وهذه الثقة بنفسه جعلته موضع إعجاب الكثير من الكتاب والفقهاء في البلاد العربية والاسلامية ..منير بكر التكريتي أدباء صحفيون ص83 الذين وجدوا فيه فقيها حرا يبني افكاره وأحكامه على المنطق والدليل العقلي.. محمد حسين كاشف الغطاء جنة المأوى ص26 وتمتع امام الاستنارة بالجمع بين الادب والسياسة والاجتماع وهي صفات قلما نجدها بين رجال الدين فقد تردد على لسانه نغمات الحرية والوطنية والشعب والاستقلال..منير بكر التكريتي في المقالة ص389 ..وعلى الرغم من أن الشيخ وصل في نهاية العشرينيات الى اعلى المراتب الدينية بوصوله الى مرتبة المرجع الديني الكبير (1927 حتى وفاته 1954)..

قدوة المجتهدين واشجع الروحانيين
لكن هذا لم يمنع من تغيير رأيه مادام هناك الافضل وهو ناتج عن جرأته فقد كان لايهاب أحدا ولايحترم قوة مهما كانت إذا ما حادت عن طريق الحق والمنطق.. وقد كان الشيخ كاشف الغطاء رجلا يتصف بمواصفات الرجل الجاد الذي يعمل بنشاط وحماس في كل موقف يرى فيه مصلحة للاسلام وللمسلمين .. ومع ذلك فقد كان الشيخ أقل تقيدا بالتقاليد من العلماء الروحانيين الاخرين واقل اهتماما بالرأى العام واكثر العلماء جرأة ..في فتاواه وتصرفاته واراءه فقد أفتى بصحة الزواج بالعقد الدائم من غير المسلمات ..وله فتاوى كثيرة تجديدية تتلائم ومتطلبات العصر فهو يرى ان رجل الدين المجتهد يجب ان لايكون جامدا في مجال الفتاوى وحتى تكون ملائمة لروح العصر وبعيدة عن التقليد ..فقد صادرت السلطات العثمانية نسخ كتاب(الدين والاسلام) من المطبعة زمن الوالي ناظم باشا وبايعاز من القاضى الشيخ سعيد الزهاوي لما تضمنه من نزعة إصلاحية ودعوة تحررية وتمجيد اللغة العربية والدفاع عن العنصر العربي فقد توجه الشيخ الى لبنان فطبعه هناك .. والتقى عام 1911 في الشام الوطنيين في سوريا كالشيخ أحمد طباره والشيخ عارف الزين وعبد الكريم خليل وعبد الغني العريسى وقد شارك هؤلاء الوطنيين مشاعرهم ودعاواهم الوطنية ونشر عدة مقالات في الصحف السورية بتوقيع (نجفي)و(سيار) عبر فيها عن تأيده للوطنيين السوريين .ومنها محاورة الامام كاشف الغطاء مع السفيرين البريطاني والامريكي في بغداد ص39 ثم توجه الى القاهرة وتعرف على كثير من رجال العلم والادب والاصلاح وحضر دروس شيخ الازهر سليم البشر وقد حاضر الشيخ بطلب من جماعة طلبة الازهر في الفقه والفصاحة والبلاغة ونال إعجاب الطلبة والعلماءالحاضرين لدرسه .

امام الحوار والانفتاح والاعتدال كاشف الغطاء
وقد تأكدت جرأته أكثر بلقائه بالمفكر اللبناني امين الريحاني في سنة 1922 إذ كانت للشيخ مراسلات سابقة معه وقال الفيلسوف الريحاني عن الشيخ :(إنك خلقت لتكون مصلحا أجتماعيا لارجل دين فإن الدين قد أفسدك علينا).. واستغل بعض من يناصب الشيخ العداء كيف يقابل الريحاني باعتباره(ملحدا) او (عميلا) لبريطانيا وهو ما اثار حفيضة رجال دين محافظين محركين جمهورا واسعا بعد أن رؤوا في الشيخ كاشف الغطاء مرجعا دينيا من طراز جديد لم يعهدوه من قبل .. ومع ذلك كله لم يرضخ الشيخ لما يحوكه خصومه له بل وقف صلبا واستمر في الطريق الذي اراده لنفسه رافضا كل الصيغ التقليدية والجمود مخاطبا العقول المستنيرة ..فقد كان مؤمنا بان عليه واجب الاصلاح والارشاد والاستمرار في هذا الدرب على الرغم من العثرات والصعوبات ولاينفك من حوار ومناظرة علماء الاديان والفلاسفة وتفنيد الشبهات والاشكاليات فقد روى لي العلامة المحقق السيد محمد صادق بحر العلوم في مكتبته الكبيرة والنفيسة عند تطرقنا للامام كاشف الغطاء (قدس) وبراعته وتبحره وقبالياته الفريدة في الحوار وملكته العقلية الكبرى وحافظته التي لاتجارى ...قال السيد صادق كنت مع الامام في لبنان حيث كان يتعالج وكانت الوفود تترى عليه وتحاوره وتقابله وتسائله وهو يجيب كل طرف كالسيل وفي ليلة سفره جاءه الفيلسوف امين الريحاني مع جماعة واستمر النقاش والحوار معهم الى منتصف الليل والامام كالطود لايكل ولايمل من الحوار فابلس الجميع وعند خروج امين الريحاني سلم الامام رسالة وقال له :ارجوا الاجابة عليها ..فكان الامام متعبا لكنه فتح الرسالة فكانت قصيدة شعرية تتضمن نظريات فلسفسية واحتجاجات وامور عقائدية ..فلم يخلد الامام الى النوم بل قام بالرد على تلك القصيدة والاجابة عن التساؤلات والشبهات ..حتى الفجر فقام الامام وصلى وسلم جوابه وحزم حقيبته للسفر ..حيث كان الامام نموذجا قل نظيره .. علما بان السيد صادق اطلعني على عدة مجلدات كبيرة بخطه الجميل تحوي الكثير من اللقاءات والجلسات والمقابلات التي كان يحظرها مع المراجع والعلماء والادباء وبحظور الساسة والقادة ...كانت واحدة منها حظوره في لقاء الامام عبد الحسين شرف الدين مع القائد الفرنسي غورو ..حيث اخجله وانبه لما يمارسونه من عدوان على الشعوب بذرائع التحرير...!!

امام الحداثة والحث على طلب العلم والاستفادة من التقنيات الحديثة
ولابد من التاكيد ان امام الحداثة كاشف الغطاء كان يحض المسلمين على ماحققه الغرب من تطور ودعوته لهم بالاخذ باسباب هذا التطور بما لايتعارض مع اصول العقائد الاسلامية وهو لايمانع من الانتفاع من حسنات الحضارة الغربية التي تساعد المسلمين في نهضتهم ..

امام التجديد كاشف الغطاء يرفع عقيرة التنديد بجهلة المعممين
وكان اصلاحه منصبا على رفع الجهل والعصبية وتمكين الدين الصحيح في النفوس وتشذيب ما اصاب العقيدة الاسلامية من أباطيل وخرافات ساعدت على نفاذ الفكر الغربية الى الجسد الاسلامي.. ويشن الامام كاشف الغطاء حربا على جهلة المعممين وما جلبوه على الاسلام من وبال بسبب عدم فهمهم فهو يحمل المسؤولية للمتزمتين والمتحجرين بما لحق الشريعة الاسلامية وما اصابها من ضعف ووهن على عاتق علماء الامة ومصلحوها فهم الذين اهملوا الدعوة الصحيحة وواجب الارشاد للناس وباهمالهم التعليم الحديث الذي يقرب العقائد الاسلامية من الاذهان والافكار بعيدا عن التعقيدات الصناعية والمجادلات الكلامية ليكون مقنعا وتقبل به النفوس .. وقد كان ما اصاب العقيدة من تعقيد وجمود سببا في توجيه اتهامات للاسلام بالانغلاق الفكري والجمود الذهني والتقهقر المعرفي ومعانات المسلمين من الافلاس الثقافي والتعليمي وتدهور الدول التي تدين بالاسلام ..على محافظة الاتجاهات الفكرية عند العرب في عصر النهضة ص78 ويطالب بوجوب تنقية العقيدة مما لحق بها من زيادات وأباطيل مما جعلها عرضة للنفور وعدم القبول فضلا عن الاسلوب القديم الذي كتبت به تلك العقائد مما زاد من تعقيداتها وصعوبة فهمها فاصبحت لاتلائم روح العصر .. محمد حسين المصدر السابق ص27

امام المجتهدين كاشف الغطاء والاجتهاد
كان الشيخ كاشف الغطاء مؤمنا ايمانا راسخا بضرورة فتح ابواب الاجتهاد وابقاء بابه مفتوحا وذلك يرجع بالتأكيد إلى أصوله العقائدية الدينية ومعاهد النجف التي استمرت في تدريس الفلسفة والعلوم العقلية ..محمد هادي دفتر رحلة الامام الزنجاني ص65 وعلى هذا الاساس فقد كان يرى ان سد باب الاجتهاد لم يؤثر على الفقه بل كان له تأثير على سائر العلوم لذلك فإن باب الاجتهاد يجب أن يبقى مفتوحا بغير حد من ناحية المجتهد بشرط توفر شروط الاهلية في هذا المجتهد واما مدى الاجتهاد ومسافته فهي غير محدودة مستمرة مادام التكليف وما بقيت العقول التي هي الحجة الكبرى للخالق على المخلوق والمخلوق على الخالق.
امام الدفاع عن المقدسات كاشف الغطاء والقضية الفلسطينية
وفي سنة 1931 سافر الامام كاشف الغطاء الى فلسطين لحضور المؤتمر الاسلامي في القدس واستقبله مفتى القدس ونزل في التكية البخارية بجوار المسجد الاقصى .. وقد خطب الشيخ بالمؤتمرين خطبة بليغة مشيرا الى امراض المسلمين ووجوب الاصلاح والوقوف الى جنب الشعب الفلسطيني في محنته ودعا الشيخ الى نبذ الطائفية والتمسك بالاسلام ومواجهة التحديات الخطيرة التي تحيق (بفلسطين) كاشف الغطاء في السياسة الحكيمة ص14 وقد ام جموع العلماء والمفكرين من مختلف شخصيات العالم الاسلامي مع حشد من الفلسطينيين ناهز العشرة الاف في المسجد الاقصى في ليلة المعراج 27 رجب وقد اقر علماء الامة بمنزلته الرفيعه وقدموه لامامتهم في الصلاة في المسجد الاقصى ..محمد جعفر محبوبة ماضي النجف وحاضرها ج3ص186 وكانت للامام كاشف الغطاء اسفار كثيره لدعم المواقف العربية والاسلامية ومناصرة القضايا الاساسية للامة وكان اخيرها سفره الى الباكستان عام 1952 لحضور المؤتمر الاسلامي المنعقد في كراتشى وقد القى خطابا ركز فيه بشكل خاص على الوحدة الاسلامية والتضامن مع المسلمين لانهما الطريق الافضل للوقوف بوجه الاطماع الاستعمارية وتطرق الى مايتعرض له المسلمون في كل مكان من العالم الاسلامي من ظلم واضطهاد ..محمد حسن كاشف الغطاء محاورة بين السفيرين ص58-60 ويبقى الامام كاشف الغطاء شعلة متوقدة في الدفاع عن حقوق الامة ومحاربة الانظمة الظالمة ومن يقف ورائها من قوى الاستعمار للاطلاع على المزيد من فكره الاصلاحي النير وكفاحه من اجل النهضة راجع (الفكر العربي في عصر النهضة) لالبرت حوراني وكتاب (الاتجاهات الفكرية عند العرب في عصر النهضة) وكتاب(عصر التنوير)

امام الوطنية كاشف الغطاء ومواقفه من الاحزاب
مما هو معلوم ان الامام كاشف الغطاء حاز من المعارف والعلوم والكمالات مما لم يحضى به الكثير مشفوعا بالفطنة والذكاء والعبقرية والنبوغ الفذ وما زاد في صقل مواهبه الكثيرة وما ضرسته التجارب فاصبح صرافا يمييز بين الجيد من المدغوش وفي سبر اغوار النفوس وتنبأه بمكامنها واحاطته باطماعها ووساوسها فهو جمع بين العلم والعمل وبين الدين والسياسة وبين التراث والاصالة والحداثة والانفتاح وبين المعقول والمنقول وكان مشهودا له في كل علم وتبحره في كل فن فكان رأيه في العمل الحزبي العراقي خاصة والعربي عامة نابع عن قناعة راسخة وما توصل اليه علمه ومشهوده من خلال تجاربه المريرة مع الحزبيين ومآربهم واطماعهم ونظرتهم الضيقة التي غلفوها بالوطنية تارة وبالقومية اخرى وبالدين ..إن رؤية الامام كاشف الغطاء للاحزاب السياسية لاتنحصر على مستوى العراق فقط بل شملت الاحزاب في الاقطار العربية معتبرا اياها لم تظهر منها الفائدة المتوخاة ولم ترتق الى درجة من القوة تجلب الشعب اليها حتى تقوم بالاعمال الجذرية في الاصلاح محمد حسين كاشف الغطاء المثل العليا في الاسلام ص86 ..ويعزوا الشيخ سبب فشل الاحزاب العربية في القيام بالاعمال الاصلاحية الجذرية الى غيبة الرؤيا والمشروع والتصارع الحاد بين هذه الاحزاب وعدم وجود قاعدة ارتباط تجمع بينها على اساس الخدمة العامة مع تنافرها وعدم وجود التأييد المتقابل الذي يضمن التفاهم في العمل الحزبي .. المصدر السابق ص86 وكان يردد مقولة المصلح جمال الدين الافغاني:( إن الاحزاب السياسية لللغرب نعم الدواء ولكنها في الشرق تنقلب الى شر داء) محمد حسين كاشف الغطاء مجموعة الخطب ص58 وهذه النظرة التشائمية للشيخ من الاحزاب بسبب ماعانه منها بتحكيم مصالحها وتقديمها على مصالح الوطن العليا وما اكتوت به الجماهير من تفريطها بحقوقها وعبثها بمقدرات الوطن .والمفهوم من كلام الامام كاشف الغطاء ان هذه الاحزاب لاتملك السند الشعبي وليس لديها برنامج التغيير الجذري وخطة مستقبلية للاصلاح فهمها التصارع فيما بينها مستغلة الجماهير لتنفيذ اغراض حزبية ضيقة وشخصية انانية وبذلك انتفى التعاون الملزم بينها لتحقيق اهداف عامة تحقق مصالح الشعب ...

امام الاحرار كاشف الغطاء ومواقفه من الاستبداد والدستور
أدى إعلان الدستور في إيران في آب عام 1906 إلى حدوث انقسام حاد بين رجال الدين (العلماء) في النجف..حسن الاسدي ثورة النجف ص67 إذ وقف بعضهم الى جانب الحركة الدستورية الاصلاحية واطلق على هؤلاء اسم (المشروطة) بينما وقف الاخرون الى جانب تيار السلطة المطلقة للحاكم ورفض الدستور واطلق على هؤلاء (المستبدة) ..على الشرقي الاحلام ص57 بل امتد ليشمل العراق كله حتى وصل الارياف التي تأثرت بشكل او بأخر بهذا الصراع .. القوجاني سياحة شرق ص304 وقد دار جدال طويل وعنيف بين الفريقين حول نوع الحكم الافضل والمنسجم مع روح الاسلام والمتوافق مع متطلبات العصر وقدم كل من الطلافين حججه في هذا الشأن