قصص 9 فنانين مع «رمضان»: فتوى أجازت لحسين صدقي تقبيل مديحة يسري أثناء الصيام

قصص 9 فنانين مع «رمضان»: فتوى أجازت لحسين صدقي تقبيل مديحة يسري أثناء الصيام

«ماذا يفعل الفنانون في البلاتوه في شهر رمضان؟» سؤال يلح في أذهان البعض، والفنانون مثلهم مثل مختلف الشعوب العربية التي تحتفل وبقدوم شهر رمضان، وهذا الأمر ليس وليد تلك الأيام، فقد كان فنانو الزمن الجميل دائما يظهرون خلال شهر رمضان في البرامج،والمسلسلات التلفزيونية، وكذلك المجلات الفنية المختلفة ليعبرون عن سعادتهم الشديدة بقدوم الشهر الكريم، ويحكون نوادرهم مع هذا الشهر.

ولرمضان أحكامه وللجوع سلطانه، وقد تتوقف الكاميرا طويلا قبل أن تجيء الفتوى تحلل «القبلة التمثيلية»، وقد تثور الأعصاب بسبب الإرهاق، وفي هذا الإطار، خصصت مجلة «الكواكب» في عددها رقم 144 الصادر في 4 مايو 1954 صفحات للحديث عن أخبار الفنانين وعاداتهم في شهر رمضان، التي تحدثت عن أكثر الأماكن التي يتواجد بها النجوم طوال أيام العام ألا وهو «البلاتوه»، كما قامت مجلة «أهل الفن»، في ملحقها بالعدد السادس الصادر بتاريخ 17 مايو 1954، بجولة استطلاعية سريعة في بيوت بعض فنانات ذلك الزمن لرصد صيامهن وقيامهن وعاداتهن في هذا الشهر، كما أعدت مجلة «الكواكب» في 15 مارس 1960، تقريرا رصدت فيه بعض المواقف الغريبة والطريفة التي تعرض لها عدد من الفنانين في شهر رمضان.

مريم فخر الدين كادت أن تموت في حادث سيارة برمضان

عن مواقف الصيام التي حدثت مع الفنانة مريم فخر الدين، قالت إنها كانت تصور فيلم «قصة غرام"في أحد أيام رمضان، واقتضى الأمر السفر للإسكندرية، فقرر منتج الفيلم أن يسافر الممثلون والممثلات في سيارة كبيرة بالطريق الصحراوي توفيرا للنفقات، لكن «فخر الدين» اعترضت على هذا الأمر، لأنها رأت أن السائق صائم ولابد أن هذا سيرهقه أثناء القيادة، وقد يسبب خطرا للراكبين، لكن المنتج صمم على قراره، وفقا لمجلة «أهل الفن"في ملحقها بالعدد السادس الصادر بتاريخ 17 مايو 1954.
وبالفعل، سافر طاقم العمل بالسيارة التي يقودها السائق الصائم، وما تنبأت به «فخر الدين» قد حدث، حيث أحس الركاب وهم في الطريق بالسيارة تنحرف وأوشكت أن تنقلب في الصحراء ويموت كل من في السيارة، لولا صرخاتهم التي أيقظت السائق من نومه، فتنبه وتفادى الاصطدام، وتولت «فخر الدين» بنفسها قيادة السيارة بدلا منه، أما السائق، فجلس مكانها وراح في نوم عميق.

أحمد بدرخان ينبه على طاقم العمل عدم الأكل أو الشرب أمام وداد حمدي
قال أحمد بدرخان إنه كان يخرج فيلم «إيمان»، وانتهى من إخراج كل المشاهد الداخلية في البلاتوه قبل أن يحلّ شهر رمضان، وبدأ في التصوير الخارجي مع الصيام، وخرجت القافلة الفنية المشاركة بالفيلم إلى إحدى العزب، ولم يستطيعوا البدء في العمل قبل أن ينتصف النهار وتشتد حرارة الشمس، وفقا لمجلة «الكواكب».
وأضاف «بدرخان"أن المشهد الذي كان من المفترض أن يخرجه وقتها، حوارا بين الفنان محمود المليجي، ووداد حمدي، وإذ فجأة، يأتي أحد العاملين بالبلاتوه ومعه دورقا كبيرا به ماء ليشرب منه المفطرون، فوقفت «وداد»، وكانت صائمة، لتقول عباراتها في مشهدها، فإذا بها لا تستطيع الحديث نتيجة لجفاف حلقها ولسانها، ووقتها، حاول «بدرخان"إقناعها بالإفطار إلا أنها رفضت.
وتابع «بدرخان»: «وانتهى اليوم بدون تصوير المشهد، وقبل استئناف العمل في اليوم التالي، نبهت على جميع المفطرين من طاقم عمل الفيلم بالأكل والشرب والتدخين بعيدا عن (وداد)».
ثريا حلمي تصنع الكنافة اليدوية بنفسها
كانت الفنانة ثريا حلمي من الفنانات اللواتي يهتممن بأمور المطبخ، خاصة في شهر رمضان، وكانت تحرص على شراء مستلزماته بنفسها.
وفي حوارها لها لمجلة «أهل الفن»، قالت «ثريا» إنها اقتبست طريقة صناعة الكنافة اليدوية، وأتقنتها وقامت بتنفيذ هذا التجربة بنفسها، حيث ظهرت في صورة المجلة وهي تصنع الكنافة التي اقتبست طريقة عملها من البائع.
وفي صورة أخرى، تظهر «ثريا» وهي تبتاع مستلزمات شهر رمضان كاملًا، وحرصت على تواجد كمية كبيرة من الجوز تكفيها حتى لما بعد أيام عيد الفطر المبارك.
تشاؤم شادية وحكاية يوم صامته بلا سحور
في حياة شادية قصة غريبة، وهي أنها تتشاءم من مقابلة سيدة معينة من معارفها، لأن في كل مرة تقابلها، تتعرض لحادث في حياتها، لكنها في شهر رمضان، لا تتحفظ في مقابلة هذه السيدة، لأنها تعتقد أن التشاؤم لا محل له في رمضان، وفقا لمجلة «الكواكب» في 15 مارس 1960.
وتحتفظ شادية بسجادة صغيرة أنيقة كانت أهم ما اصطحبته معها من بيت والديها إلى بيت الزوجية، وتقضي على هذه السجادة معظم أوقاتها في رمضان، حيث أنها كانت تكثر من الصلاة في هذا الشهر، لأنها ترى أن الصلاة لا تقرب الإنسان إلى ربه فقط، بل تغسل روحه من الرذيلة وتكسبه صحة وطهارة، وفقا لمجلة «أهل الفن"في ملحقها بالعدد السادس الصادر بتاريخ 17 مايو 1954.
فقد قررت الفنانة شادية أن تقض إحدى أمسياتها الرمضانية مع أصدقائها المقربين في مدينة الإسكندرية وبعيدًا عن أضواء السينما.
وروت شادية موقف حدث لها في شهر رمضان، في حوار لها لمجلة «الكواكب» عام 1957، وقالت إنها بدأت رحلتها في العاشرة مساءً مع رفاقها، وتوقعوا الوصول خلال 3 ساعات، وتناول طعام السحور هناك، إلا أن موتور سيارتها تعطل في منتصف الطريق، وفشلت في إصلاحه.
وبعد فترة طويلة، يئسوا خلالها في الوصول إلى الإسكندرية، فقررت شادية مع زملائها العودة إلى القاهرة مجددًا بالمواصلات، وعندما وصلوا كان وقت السحور قد مضى، واضطروا أن يصوموا دون طعام، وتعويضًا لما حدث، عزمتهم شادية على الإفطار.

فتوى خاصة أجازت لحسين صدقي تقبيل مديحة يسري في نهار رمضان
قال المخرج عاطف سالم إنه «كان يصور فيلم (المصري أفندي)، بطولة حسين صدقي، ومديحه يسري، وكان (صدقي) يقود فريق الصائمين بحماس حتى جاء دوره في مشهد به (قبلة)، فصرخ (صدقي)، قائلا: (مش ممكن)، ورفض تصوير المشهد بشدة وفشلت كل محولاتي لإقناعه بأنها (هادفة)، فتعطل التصوير لبضع ساعات»، وفقا لـ«الكواكب».
وأضاف «سالم»: «ووجدها العمال فرصة للراحة فوافقوه، لكن الفنانين طلبوا أن ننتهي من العمل لأنه في أيام رمضان يرهقهم أضعاف ما يرهقهم في الأيام العادية».
وقرر «سالم» إرسال خطاب مع أحد عاملي الإنتاج إلى جهة دينية مختصة بالإفتاء، وقال: «ورحنا ننتظر وصول الرد ونحن جلوس في البلاتوه.. وغاب الموظف طويلًا، وأخيرًا جاء يحمل الفتوى التي تقول إن (القبلة التمثيلية ليست حرامًا)، ووقتها اقتنع (صدقي) وصور المشهد».

ليلى فوزي تؤجل العمل بعد رمضان
كانت الفنانة ليلى فوزي تستغل الصيام للتخلص من زيادة وزنها، وشاءت الظروف أن تعمل في أحد الأفلام خلال شهر رمضان، واقتضى الأمر أن يجرى تصوير بعض مناظر الفيلم في إحدى القرى التي تبعد عن القاهرة 30 كيلومترا، وكان الحر شديدا والطريق بعيدا، فما كادت أن تقطع الرحلة في هذه الحرارة حتى شعرت بالتعب، ولم تستطع القيام بدورها، وفقا لمجلة «أهل الفن"في ملحقها بالعدد السادس الصادر بتاريخ 17 مايو 1954.
واقترح عليها المخرج الإفطار، لكن «ليلى"رفضت، فهدد المنتج برفع الأمر للقضاء حتى لا يتعطل العمل، لكنها قالت له في ذلك الوقت إنها تحضر في مواعيدها المقررة وليس ذنبها إذا أحست بالتعب بسبب طول الطريق، وكان أن تأجل العمل في الفيلم إلى ما بعد رمضان.
ماذا تسمع سامية جمال في فجر أول يوم رمضان؟
كانت الفنانة سامية جمال تحرص في طفولتها أن يكون أول صوت تسمعه قبل فجر اليوم الأول في شهر رمضان هو صوت المقرئ الذي يرتل القرآن الكريم، وفقا لمجلة «الكواكب» في 15 مارس 1960.
وفي العام الذي قررت فيه «سامية"صيام رمضان للمرة الأولى في حياتها، وكانت وقتها لا تزال طفلة صغيرة، أصيبت «سامية"بانفجار الزائدة ونقلت لتجري عملية جراحية في الأيام الأولي من الشهر نفسه.
وعن هذه الواقعة، تقول «سامية»: «في نفس يوم خروجي من غرفة العمليات، شربت وأكملت صيامي، وكانت هذه أول مرة أصوم في حياتي، وكدت أموت من العطش، فذهبت إلي أمي وسألتها هل الماء يفطر فأجابتني بالنفي، فشربت وأكملت صيامي، وكان من الطبيعيأن أشرب كيفما أشاء».
وأضافت «سامية»: «وفي اليوم الثاني، قالت لي أمي إن الصوم امتناع عن الطعام والشراب، وفي اليوم الثالث استطعت الصوم حتى آذان المغرب، وكافئنني والدتي عن هذا اليوم بفانوس هدية، ومنذ هذا الوقت كلما جاء رمضان أتذكر هذا الموقف، وكنت عقدت مع والدتي اتفاقا وهو أن أصوم في شهر رمضان أيام الأجازة، وكنت اتخذ من الصيام ذريعة لأصوم في رمضان ولأغيب من المدرسة».
كانت الفنانة نعيمة عاكف ترفض دوما أن يتم تصويرها على سجادة الصلاة، لكن استطاع أحد المصورين ذات مرة أن يختلس لها صورة وهى تنوى الاتجاه للصلاة في شهر رمضان، وتحتفل «عاكف» بشهر رمضان احتفالا كبيرا، ويمتلأ مطبخها بأشهى المأكولات والمشروبات الرمضانية، ولا تخلو سفرتها من استضافة الأقارب والأصحاب وأهل الفن.

الكواكب / آذار- 1960