أدمون صبري  والثقافة العراقية المعاصرة

أدمون صبري والثقافة العراقية المعاصرة

د.ابراهيم خليل العلاف
ادمون صبري لمن لايعرفه اديب ، وقاص ، ومترجم عراقي كان له خلال خمسينات القرن الماضي دور فاعل في الحركة الثقافية العراقية المعاصرة .وقد عرف بدأبه ونشاطه المتميز وغزارة انتاجه ان كان ذلك على مستوى القصة او المقالة اوالكتابة للمسرح والسينما وكأي من مجايليه فقد استوعب ادمون صبري في صباه وشبابه كثير من كتابات عصره العربية والغربية ، وابتدأ كاتبا صحفيا ثم اتجه الى القصة وكانت اول قصة له بعنوان :

“ماكو جارة ” قد نشرت في جريدة “صوت الاحرار “التي كان يصدرها لطفي بكر صدقي سنة 1948
ولد ببغداد سنة 1921 ، ودرس في مدارسها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم دخل كلية التجارة والاقتصاد ،وحصل على شهادة البكالوريوس سنة 1951 وكانت اول مجموعة قصصية له هي “حصاد الدموع ” ثم اعقبتها أعمال اخرى منها قصته الطويلة “شجار ” ، والتي تحولت الى فيلم “سعيد افندي ” والذي مثل فيه يوسف العاني وزينب وكان من الافلام الواقعية العراقية الرائدة .كما كتب ادمون صبري قصة فيلم “من المسؤول؟” .
وبعد سقوط حكم الزعيم عبد الكريم قاسم في شباط 1963 ، تعرض ادمون صبري للاعتقال بسبب توجهاته اليسارية وكان انذاك يعمل موظفا في البنك المركزي وخلال فترة اعتقاله ، وبعد ان افرج عنه عاد الى الكتابة فكتب مسرحية بعنوان : أيام العطالة ” قدمت بعد ذلك على خشبة المسرح القومي في بغداد .
توفي ادمون صبري –رحمه الله –سنة 1975 في حادث سير وظلت اعماله علامة بارزة على الادب الذي يهتم بالفقراء والمهمشين والمسحوقين والمضطهدين .
من اعماله على صعيد القصة فضلا عن “حصاد الدموع ” مجموعة قصصية بعنوان : المأمور العجوز ” 1953 ، ومجموعة “قافلة الاحياء ” 1954 ، و”خيبىة امل ” 1956 ، و” هارب من الظلم “1960 ، و”خبز الحكومة ” 1961 و”اقاصيص عن الحياة ” 1970 ، و”حكايات عن السلاطين ” 1973 . وله رواية بعنوان : “زوجة المرحوم ” نشرها سنة 1962 . وقد ترجم مجموعة قصص للكاتب الين بلين من بلغاريا سنة 1972 . كما كتب سلسلة من الاعمال المسرحية منها مسرحيات بعنوان “الهارب من المقهى ” 1952 ومسرحية “الست حسيبة ” 1955 ومسرحية ” أديب من بغداد ” 1962 ومسرحية “محكوم بالاعدام ” 1963 ومسرحيات “يوميات الناس “1971 ومما يبهج حقا ان عددا من أعماله
متاحة اليوم على الانترنت ومن خلال الموقع
www. ankawa.com
مما يسجل في سياق متابعة سيرة القاص والاديب ادمون صبري ما قاله الناقد الاستاذ باقر جاسم محمد في محاضرته التي القاها في الحلقة النقاشية التي اقامتها المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية وافتتحت في عينكاوة باربيل 21 تشرين الاول 2011 (دورة ادمون صبري ) ، ان عددا من النقاد ومنهم الناقد الدكتور علي جواد الطاهر ، والناقد الدكتور عبد الاله أحمد تجاوزوا أعماله بحجة ضعف مستواها الفني ، لكن نقادا اخرين أنصفوه ومنهم الاستاذ مالك المطلبي ، والاستاذ فوزي كريم وقالوا بأنه قاص واقعي عكس عصره وبيئته .أما الدكتور صلاح الدين الناهي، فقد قيم اعماله تقييما جيدا وقال بأن قصصه تسرد انماطا مختلفة من حياة الناس خاصة بما تحفل به من ماسي وهموم وصراعات . واضاف بأنه كان من كتاب المدرسة الواقعية في الادب ، وقد خلا اسلوبه من الزخرفة اللفظية بحيث تحس وانت تقرأ له انه يحدثك بلغة الحياة اليومية