النباشين العشرة.. التي فتحت البرلمان امام المرأة

النباشين العشرة.. التي فتحت البرلمان امام المرأة

عشر شيدات في مصر، لم يعتصمن ويعلن الاضراب عن الطعام.. ولم يتعطرن، ويتحدثن من انوفهن.. ولم تتحدث اطراف اصابعهن عن الحقوق السياسية للمرأة!! هؤلاء السيدات العشر قدرت الثورة جهودهن في صورة نياشين كريمة، وضعتهن مع الرجال في صف واحد.
والمراة في مصر اقتحمت كل الميادين واحترفت اكثر الصناعات ونافست الرجل في المصنع وفي ساحة المحاكم.

وفي حجرة العمليات وحملت السلاح على كتفها لتشارك في الدفاع عن ارض الوطن، ولم تعد المرأة هذا المخلوق الناعم الرقيق. بل تحولت الى مخلوق مكافح في جميع الميادين.
هؤلاء العشرة
وهؤلاء العشر اللاتي نلن تقدير الثورة، وصلت احداهن – وهي السيدة اسماء فهمي عميدة معهد التربية العالي للمعلمات – الى درجة مدير عام، وهي درجة لم تصل اليها المراة في مصر الا بعد مجهود شاق في خدمة التعليم وكانت اول سيدة وصلت الى هذه الدرجة.
ونشاط السيدة اسماء فهمي لا يقتصر على عملية تخريج المدرسات بمعهد التربية، والاشتغال بمسائل التعليم، بل انه تجاوزهما الى الهيئات الاجتماعية، فساهمت في وقت فراغها في التوجيه الاجتماعي لهذه المؤسسات ورعاية الفتيات في الاحياء الوطنية بالتوجيه وتمضية وقت الفراغ.. وهي عضو في اتحاد بنت النيل ولكنها لم تعتصم ولم تضرب عن الطعام، بل كانت من الاعضاء اللاتي حاولن انهاء هذه الصورة، التي اقترنت بحقوق المرأة وتؤمن السيدة اسماء فهمي بان هذه الخطوة في تقدير المرأة، هي الطريق المفتوح امامها للحصول على حقوقها السياسية، كما انها من واجب المرأة ان تثبت جدارتها في الميدان الاجتماعي حتى تظفر في النهاية بحقوقها السياسية.
نياشين الكبار
ونالت السيدة كريمة السعين نيشاناً مع مديري العموم بوزارة التربية والتعليم وهي مرشحة لوظيفة مدير عام وبذلك تكون السيدة الثانية في الوزارة التي تحصل على هذه الدرجة، وهي تشغل في الوقت الحاضر مساعد المدير العام للتعليم الثانوي لشئون البنات، وقد ساهمت في جميع برامج التعليم من ناحية دراستها وتنظيمها، وكذلك تعديل المناهج، وكانت تشغل قبل ذلك ناظرة مدرسة السنية الثانوية..
والسيدة الثانية هي السيدة بهية عبد النبي المراقبة العامة للتربية البدنية للبنات، وهي في الاسكندرية منذ ايام وتحضر الى مكتبها بالقاهرة ثم تعود لتشرف على اربعة معسكرات للتدريب للفاتنات المرشدات ومدرسات التربية البندية والطالبات وتساهم السيدة بهية بنشاط كبير في التربية البدنية للطالبات وهي تمثل الميدان الحقيقي لخريجات معهد التربية المدنية للمعلمات.
ومن اهم مشروعاتها في المراقبة انشاء الحرس الوطني للطالبات وبدأت فكرتها بايفاد بعثة من مدرسات التربية البدنية لتلقي التمرينات العسكرية العنيفة ثم دفعت هؤلاء المدرسات الى مدارس البنات لاختيار فتيات الحرس الوطني.
الام المثالية
والسيدة بهيجة رشيد تعمل في المجلس الاعلى للشباب، وهي الام المثالية لسنة 1954.. وعملها في الصباح ينحصر في رعاية جمعية حماية المرأة والطفل وهي رئيستها .. فتشرف على استراحة الجمعية، برسم الطريق المستقيم ونشاء حياة نظيفة للفتيات اللاتي انحرفت بهم الظروف الى حياة اخرى!! وتحاول بهيجة رشيد ان تصلح العوج في هؤلاء الفتيات بالتغلغل الى الاسباب والظروف التي دفعتهن الى السقوط فتعالج هذه الظروف.. وتزيل الدوافع في بعض الاحيان.


واستراحة الجمعية في حلوان، مؤسسة تضم الفتيات الصغيرات اللاتي وقعن فريسة للذئاب.. وهن ما زلن براعم ناعمة، وتقوم السيدة بهيجة مع السيدات من اعضاء الجمعية بخدمة هؤلاء الفتيات فيعملن معهن في ورشة الخياطة والتفصيل، وينزلن معهن الى اللعب ليجرين وراء الكرة.
وتحاول كل سيدة ان تربط العلاقة بين الفتاة وبين اسرتها التي كانت سببا في سقوطها..
وفي استراحة اخرى في شارع القصر العيني تقضي السيدة بهيجة رشيد بعض الوقت للاشراف على دار السعادة، وهي مسكن للفتيات المغتربات عن القاهرة، وهذه المؤسسة تمثل نوعاً من المؤسسات الوقائية للفتيات، وكانت القاهرة تفتقر الى هذا النوع من المؤسسات وفي المجلس الاعلى لرعاية الشباب ساهمت بهيجة رشيد مع زميلاتها في انشاء (جنة الاطفال) في الحدائق العامة فاستحقت تقدير الدولة..
الاتحاد النسائي
وظفر الاتحاد النسائي بشخصية نالت تقدير الثورة في خدماتها الاجتماعية وهي السيدة جميلة عطية وكيلة الاتحاد، والسيدة جميلة تمثل الجيل الماضي والجيل الحاضر ايضا في الاتحاد، فقد عملت مع المرحومة هدى الشعراوي في الاتحاد النسائي وتساهم في النشاط الاجتماعي للاتحاد وهي لا تؤمن بالاضراب في سبيل الحصول على حقوق المرأة، بل تؤمن بالنشاط الاجتماعي ورعاية المجتمع، فاذا نجحت المرأة في هذا الميدان، فهي بلا شك في الطريق الى البرلمان وساهمت السيدة جميلة عطية ايضا في مشروعات المجلس لرعاية الاطفال والامهات في الحدائق العامة.
سيدة المجلس البلدي
وفي المجلس البلدي للاسكندرية سيدة واحدة هي السيدة زاهية مرزوق، وكانت اول سيدة تحتل مكانها في المجلس ولم يبق امامها غير خطوات قصار لتصل الى البرلمان.
ووظيفة السيدة زاهية انها مراقبة الشؤون الاجتماعية بالاسكندرية كما انها عضو بالاتحاد العام لرعاية الاحداث ووكيلة الاتحاد المصري لرعاية الطفولة وقد ساهمت زاهية مرزوق في اعمال وزارة الشؤون الاجتماعية منذ انشائها .. في الجمعيات الخيرية والمساعدات الاجتماعية ورعاية الاحداث كما انها عضو في اكثر من هيئة دولية، وهي الان في الطريق لحضور الاجتماع الذي سيعقده الاتحاد الدولي للطفولة وعندما تنتهي من هذا الاجتماع ، ستسرع الى جنيف لحضور اجتماع مؤتمر مكافحة الجريمة، وآخر مشروعاتها انها تقدمت الى الاتحاد المصري لرعاية الاحداث لانشاء مؤسسة للصبيان الذين تزيد اعمارهم على الرابعة عشرة ومصر محرومة من هذا النوع من المؤسسات.
نصيب الأسد
وحصل معهد التربية البدنية العالي للمعلمات على نصيب الاسد من نياشين المرأة فقد حصلت العميدة السيدة نفيسة الغمراوي والسيدة عائشة مراد وكيلة المعهد والسيدة ليلى الصيرفي على نياشين للنشاط الاجتماعي والرياضي في لجان المجلس الاعلى لرعاية الشباب.
والسيدة نفيسة الغمراوي مع بعثة من طالبات المعهد في مؤتمر الشباب العالمي بوارسو، وبعثة فتيات المعهد تقوم بدعاية ضخمة لمصر في الخارج لانها تمثل المرأة المصرية الحديثة، وتحارب فكرة الحريم التي تسيطر على عقلية الاجانب في نظرتهم الى المرأة المصرية.
ونشاط الفارسات الثلاث في مجلس الشباب يتجه الى الناحية الفنية في اعمال المجلس، واعمال المعسكرات وتنظيم الاندية الرياضية للشباب.
في مرسى مطروح
والسيدة نعيمة يوسف المفتشة العامة بمراقبة النشاط الاجتماعي بوزارة التربية والتعليم تخرجت من جامعات لندن في التربية الصحية والرياضية وتساهم بنشاطها في المجلس الاعلى للشباب والنادي الاهلي وتشرف على المعسكرات الريفية للفتيات والنشاط الرياضي والاجتماعي الخاص بهن..
وعلمت بنبأ الانعام عليها وهي في مرسى مطروح مع المخيم الصيفي لطالبات المدارس الثانوية، والسيدة نعيمة يوسف مرشحة لتكون مراقبة عامة في ادارة النشاط الاجتماعي بوزارة التربية والتعليم.
في القاهرة وحدي
أما اصغر المنعم عليهن فهي الآنسة نادية توفيق المذيعة في صوت العرب وقد نالت نوط الجدارة، وقد ساهمت نادية في نشاط صوت العرب منذ اليوم الاول، وهي تقدم برنامج ما يطلبه المستعمون العرب كل يوم ويعرفها الشباب العربي من الاغنيات التي تقدمها لهم.. يعرفونها من صوتها وقد تعرضت نادية للتهديد بالقتل في الاسبوع الماضي، فقد طلب منها احد المستمعين في البلاد العربية اغنية (احب الوشوشة) وهي اغنية ممنوعة، وظن المستمع ان نادية لا تلبي طلبه فارسل اليها يهددها بالقتل وتتمنى نادية ان تقوم برحلة اذاعية الى شمال افريقيا ليساهم صوت العرب بتسجيل معركة وطنية لجهاد إخواننا العرب في مراكش وتونس والجزائر..

محمد الليثي

الجــــيل/آب- 1955