الكوليرا تتسبب باستقالة نوري السعيد

الكوليرا تتسبب باستقالة نوري السعيد

■ جواد الرميثي
شددت الحكومة العراقية في الاربعينيات من القرن الماضي من اجراءاتها الصحية بعد ظهور اعراض بأصابات مرض الهيضة (الكوليرا) وتسرب الاخبار عن حدوث وفيات نتيجة ذلك المرض الخطير ، خاصة في البصرة ، وكانت اهم المنافذ التي تتوقع السلطات دخول المرض منها هي البحر والبواخر القادمة من الهند والتي قد تكون نقلت هذا الوباء القاتل ،


لذا اصدرت الحكومة اوامرها بمراقبة الطرق الخارجية كافة ، البحرية منها والبرية ، وعدم السماح لاحد بدخول بغداد من دون ابراز وثيقة التطعيم ، وشددت على القادمين من ايران خاصة مناطق المحمرة وعبادان ، واصبح التطعيم داخل بغداد اجباريا ، وكل من لم يراجع للتطعيم من المستشفيات الحكومية فأنه يذهب الى عيادات الاطباء الخاصة ، واجور التطعيم كانت( ربية) واحدة ، فضلا على اربع حبات من اقراص (الكنين) مجانا ، وقد امتلا مستشفى العزل (الكرامة حاليا ) في الكرخ بالناس الخائفين من مرض الكوليرا (ابو زوعة) لغرض الحصول على التطعيم وحبوب الكنين.
واستمرت الحملات الصحية من اواخر العشرينات حتى بداية الثلاثينات وايام الاضراب العام ضد قانون رسوم البلديات والقساوة التي اشتهر بها مزاحم الباجه جي وزير الداخلية انذاك وتوقيفه العمال ،خاصة اعضاء جمعية اصحاب الصنائع ،وقد طال هذا الاضراب وتوقفت الاعمال ، مما اظطر رئيس الوزراء نوري السعيد الى ان يعود الى بغداد قاطعا زيارته للعاصمة البريطانية لندن لغرض تلافي الازمة التي اشتدت بين وزير الداخلية الباجةجي واهالي بغداد ، وطلب من الباجةجي الاستقالة ، لكن الاخير رفض ذلك مما دفع بنوري السعيد الى الاستقالة من رئاسة الوزراء واخراج الباجةجي من وزارته ، وقد دفع ذلك مزاحم الباجة جي الى التحريض ضد نوري السعيد والملك فيصل في عملية (الرسائل السرية ) والتي سيق المتهمون فيها الى المحكمة والحكم على الصحفي فاضل قاسم راجي بالحبس.