الذخائر الشرقية برّ التلميذ باستاذه

الذخائر الشرقية برّ التلميذ باستاذه

الشيخ حمد الجاسر
جليل العطية يوشك ان يتميز بين مثقفينا بسعة اطلاعه على مصادر الثقافة من مخطوطات ومجلات وصحف، وله في ذلك جولات موفقة يغذيها بمواصلة الاطلاع على ما تحويه دور الكتب وعمق صلة بالمعنيين بنوادرها في شرق البلاد وغربها.


لقد كان الباعث لتصدي جليل لهذا العمل، تلك العاطفة النبيلة، التي قد تكون معدومة بين مثقفي هذا العصر، الذي لا يبالغ مع وصفهم بما شكا منه ابو الطيب قبل اكثر من ألف عام:
إنا لفي زمنٍ ترك القبيح به
من اكثر الناس إحسان وإفضال
اما ان يحمل بر التلميذ المعجب باستاذه بان يتصدى لجمع اثاره المفرقة في الكتب والمجلات والصحف، فيرقبها مبوبة مصححة، مجموعة، ليعبر بذلك عن تقدير ووفاء، فهذا مما يعد في هذا العصر من غرائب الامور، التي لا تكاد تصدق، ولكن ها هو الشاهد الحي الناطق، ممثلاً في هذه المجلدات السبعة.
قال د. جليل: كنت قد زرته في داره العامرة ببغداد في ربيع الاول 1409 (تشرين الثاني 1988م) وعرضت عليه خلالها جمع آثاره المنشورة في المجلات والجرائد والدوريات في سفر ضخم، فسر كثيراً وسالني! ماذا ستسميه؟ قلت:
الذخائر الشرقية، حاول ان يمتحن ذاكرته ليكتشف هل العنوان مسبوق؟ فلم يوفق.
كان الاطباء قد منعوه من العمل إثر نوبة قلبية داهمته، فسارعت موضحاً:
للاستاذ الفقيد حبيب زيات الخزانة الشرقية، ولك ذخائرها، فسارع وقبلني مظهراً السرور بالمشروع والعنوان معا.
وقد ولد كوركيس عواد في مدينة الموصل 1908، وتوفي في بغداد في نوفمبر (تشرين الثاني) 1992، ومباحثه وآثاره لا تختص بفن دون آخر، لانه من العلماء الواسعي الاطلاع، المتنوعي الثقافة، المتعددي جوانب المعرفة في الدراسات الادبية، واللغات الشرقية مع إجادة للغة الانكليزية، ولهذا تشعبت وتنوعت تلك المباحث التي اكتفي بايراد مجملها، كما وردت في مؤلف د. جليل، الذي قدم عمله بالحديث عن نشأة كوركيس ووطنه، واصل اسرته، ومصادر ثقافته، ثم وصف آثاره المخطوطة والمطبوعة، سمي المجلات والدوريات والصحف، التي نشرت فيها لجمعها في هذا الكتاب الذي يضم سبعة مجلدات هي:
المجلدان الاول والثاني: الاعمال (البيليوغرافية) عن الكتب، المجلد الثالث: الاعمال المتفرقة ، التحقيقات البلدانية، التراجم، والسير، التعريف بالكتب ونقدها.
المجلد الرابع: التعريف بالمخطوطات وفهارسها.
المجلد الخامس: دراسات في التاريخ والحضارة والمعارف العامة.
المجلد السادس: دراسات في المكتبات ونوادرها، النصوص المحققة، القسم المكتوب باللغة الانجليزية.
المجلد السابع: الفهارس العامة، وهذا المجلد قام باعداده الاستاذ نور محمد صالح.